ما هي الا أيام قليلة ويمضي قطار عام 2011 الذي كان يعج بالعديد من المحطات التي تستوجب الوقوف عندها والتمحيص في دراستها واستنباط الخطوات القادمة التي يجب ان نسلكها من اجل ان تكون المحطات القادمة في 2012 نقاط بداية نحو الاتجاه الصحيح في العمل السياسي لبناء مجتمع متكامل يحس الجميع فيه بالأمن والاطمئنان وينعم بالعيش الكريم في وطن بات الجميع يشعر فيه بالخوف من المستقبل المجهول وما يخفيه من مفاجآت في ظل المستجدات التي تعصف بالمنطقة وما يخطط له المتربصون بوطننا العزيز. ومع انتهاء هذا العام يكون الاحتلال العسكري الأمريكي قد انتهى من العراق والتي نتمنى ان تنتهي معها هيمنتها السياسية التي ابتلي بها شعبنا خلال السنوات الثمانية الماضية ومزقت وحدته وأصابته بجراح عميقة سيستغرق التئامها سنوات وسنوات، ورغم ان معظم أبناء شعبنا كان لهم نصيب من الأذى بنسب متفاوتة في ظل الاحتلال إلا أن ما أصاب شعبنا التركماني جعله في موقف لا يحسد عليه اذ ان ما عاناه خلال العقود الماضية جعله في وضع لا يحتمل المزيد من الصدمات والضغط غير الطبيعي . فبدلا من ان تكون المرحلة الجديدة ( اي ما بعد الاحتلال ) بلسما تخفف عما أصابه أمست كابوسا أثقلت كاهل المواطن التركماني بعد ان تفتحت شراهة القوى المهيمنة على الساحة وبمساعدة قوات الاحتلال على التهام حقوق الآخرين والاستحواذ على خيرات ومقدرات البلد. لقد تعرض شعبنا التركماني منذ الانسحاب العثماني من العراق الى العديد من الهجمات الشرسة والتي أودت بالعشرات من حياة المواطنين التركمان والتنكيل والتمثيل بهم وسلكت كافة السبل من اجل صهر وإنهاء الوجود التركماني في العراق وأمست العديد من المدن ذات الصبغة التركمانية محط أنظار الطامعين فيها ونفذت كافة الأجندات من اجل السيطرة عليها ومنحها الصبغة غير التركمانية وربما نجحت هذه القوى الى درجة ما في صهر بعض العشائر التركمانية في بودقة القوميات الأخرى بعد ان مورست ضدها شتى أنواع المضايقات واستعملت معها سياسة الترهيب والترغيب ورغم كل ذلك بقي شعبنا متمسكا بوحدته وأرضه طيلة العقود الماضية، لكن ما أصاب شعبنا التركماني بعد الاحتلال كان خنجرا مسموما فاق في تأثيره تلك التي تعرض لها خلال العقود الماضية اذ تمكنت من زرع روح الشرذمة في وحدة الصف التركماني من خلال استمالة أبنائه إلى عناوين ومسميات ظاهرها وطنية وتحمل في طياتها الكثير من الأذى لشعبنا التركماني وفي مقدمتها تمزيق وحدة صفه والاستفادة من إمكانياته وطاقاته المختلفة وتجبرها لصالح كتلها وبالتالي أدت الى إضعاف امتنا وإظهارها في حجمها غير الحقيقي أمام العالم وحرمانها من استحقاقاتها الشرعية في كافة مفاصل الدولة العراقية .نعم سنستقبل عام 2012 وسيستمر معها مسلسل المؤامرات التي أحيكت ضد امتنا وربما هنالك ما لم يكن في حسباننا لكن الذي يجب ان يكون في حساباتنا ان عهد الاحتلال قد ولى وان عام 2012 يجب ان يكون عام تصحيح المسارات الخاطئة التي أدت الى انحسار دورنا القيادي في هذه المنطقة وان يكون في جعبتنا ما نستطيع به لمواجهة التحديات التي نتعرض لها ونمحي الآثار السلبية التي تركتها سنوات الاحتلال على امتنا.