الانسان ورقة تفاوضية بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، الانسان يختطف بشكل علني من عصابات الارهاب وبشكل قانوني من قبل السياسيين وبشكل شرعي من قبل المتلبسين بالدين والنتيجة هو الورقة وهو السلعة وهو الذي يدفع الثمن ، عجبت على شعوب وحكومات وكل ما اساسه البشر ، يبني سعادته على تعاسة غيره .
رأيت شعبا سعيدا لان زلزال اصاب اخر ، رايت حاكما يشمت بمرض حاكم اخر ، رأيت انسان يفرح لحزن من لا يتفق معه بالراي ، ويحزن لو فرح ذلك ، سأسرد الامثال حتى تتضح الصورة .
هكذا هو العالم فلو تعرضت دولة لكارثة طبيعية او عمل تامري فدول اخرى تستأنس بل تهول ما تعرضت له تلك الدولة ، لو اصيب رئيس دولة بمرض ما يبدا اعلام الطرف الاخر بالشماتة والتنكيل، وهناك من يؤازر اخر على حساب ثالث و لا ناقة له ولا جمل .
اعصار في امريكا صاح المسلمون انها عقوبة الرب، توفي حاكم فمخالفيه ممن لا علاقة لهم به سيقولون الى جهنم وبئس المصير ، تأزمت العلاقات بين دولتين تراقصت دول اخرى لهذه الازمة، ما اصاب الانسان من محن ومعه الوطن في هذا الزمن اصبحوا بلا ثمن بنظر العالم المتمدن ، انهم يكذبون نعم يكذب من يدعي الحرية والديمقراطية بل انهم لمصالحهم عاملون
واما حكاية الاعلام المبتذل فانه اصبح واقع حال واغلبهم يرقصون على جراح الناس فأفضل برامجهم تصوير مأساة البشر ، والاستمتاع بلقطات ذلة لافقراء بالتصدق عليهم ، وحتى على مستوى حكومات دول فهذه الحكومة تنتقد الفقر في اخرى وتتغاضى عن ما فيها من ماسي .
واما الاخبار فالطاغي عليها اخبار الجرائم والاغتصاب والتحرش الجنسي اضافة الى البحث عن الدفاتر القديمة لتشويش الرأي العام بمعلومات خبيثة تشكك الناس بمن كان محل ثقتهم وهذا الاسلوب ابدعت فيه مؤسسة راند الامريكية للاعلام التي خدعت الوسائل الاعلامية العربية باعتمادها اساليب هي وقود وعتاد الحرب الناعمة.
وحتى على مستوى الرياضة فالتشجيع طائفي قومي عنصري بامتياز ، هذا يحب برشلونة وبفرح بخسارة ريال مدريد امام اي فريق حتى ولو كان في بطولة لم يشارك فيها فريقه والعكس كذلك صحيح، بل المؤسف والمؤلم تفاعل الجمهور معهما اكثر مما يتفاعلون بما يجري على بلدهم من ويلات ومؤامرات .
كل قضاء الله لا يصح ابدا ان يشمت به البشر وبأي شخص او شعب او وطن يحدث حتى ولو كان عدوي فقضاء الله عز وجل لا يستثني احد ونحن الجهلاء نعتقد بأننا علماء حتى نميز القضاء بان هذا عقوبة وذاك ابتلاء .
حكومات تتحدث عن الظلم عن حكومات اخرى بينما هي لا تعلم ماذا تعني العدالة ، فلماذا لا تلتفت كل حكومة الى شانها ولا تتدخل في شان غيرها ؟ ولماذا لا يلتفت كل انسان الى شانه ولا علاقة له بشان الاخرين فان كان لا يحب فلا يكره .
لماذا لا نلجأ الى الحياد اذا تعسر علينا الخيار لماذا اما ان نحب او نبغض ؟ والكارثة الكبرى نفس الاطراف لظروف مختلفة تنقلب العلاقات والخطابات وكان الامس لم يكن ويكون ثمن الازمة هو الانسان نعم فقط هو الانسان .