18 ديسمبر، 2024 7:40 م

العالم يتدحرج على سفوح الويلات والتداعيات التي أوجدها مخلوق لا يُرى بالعين المجردة , ويسعى إلى مزيد من الإغتيالات والإبادات البشرية , مما دفع بالناس إلى الدخول في مساكنها والتحوط من بعضها , لأن غول الإصابة بالفايروس ذات عواقب وخيمة , وخسائر عظيمة.
البطالة تتزايد , وأسعار النفط تنحدر إلى قيعان ما بعد التصور والخيال , والخوف يتملك الدنيا ويعصف بأرجائها ويريد التوطن في قلوب مخلوقاتها.
والأعاصير تتدافع نحو المدن والقرى وتقتلع ما شيّده البشر وأوجده من مظاهر مدنية , وفي أوربا الطيور تترنح من ضربات فيروسية مجهولة , وبعضهم اخذ يتحدث عن إصابات القطط بالفايروس اللعين , وبعد ذلك سيأتي من يحذرنا من الكلاب التي ربما ستصاب به , بل أن جميع المخلوقات الأخرى ستكون بؤرا لهذا المهاجم اللعين الفتاك.
عالم تحت سيطرة مخلوقات لا مرئية تتحكم بمصيره وتجبر خلقه على التفاعل وفقا لما تريد , وهي فاعلة مهيمنة على الوجود الأرضي , وتعصف بأرجاء الحياة , ولا قدرة للبشر على المواجهة المقتدرة , وإنما هي إحترازات ومحاولات لتحجيم الإنتشار وكسب الوقت لتقليل عدد الوفيات.
فاين القِوى الكبرى؟
أين القدرات العسكرية؟
أين إدّعاءات القوة والطاغوت؟
إنها تضمحل وتغيب في الزمن الفايروسي العنيد , المخيّم على المكان والزمان , والساعي للبقاء والديمومة القصوى حتى يحقق أهدافه ويلعب بحرية في ميادين وجوده السوداء.

فالفايروس يعبث بالحياة كما يشاء , وكأنه يعبّر عن إرادة الأرض ومنطلقات سعيها للحفاظ على سلامتها الدورانية وبيئتها الإحتضانية الكفيلة بصناعة الحياة.
وهكذا فعالم الفايروسات المستفحلة بلا قيود , والبشر صار محكوما بالقيود!!
فهل سيتعلم البشر؟!!