23 ديسمبر، 2024 1:29 م

نًعيب ونمتعض من الممارسات التي كانت تقوم بها الشعوب في سالف الزمان ونطلق عليها الهمجية ولا حضارية لما كان يحدث من قتل وسبي وسلب وشتى الممارسات المنافية للإنسانية والمنحطة أخلاقيا، أما اليوم وبعد مرور فترة طويلة على هذه الأزمان الغابرة كما نطلق عليها (الهمجية ، المتخلفة ) فقد حدث تطور كبير في العقل البشري وأصبح منفتح على آفاق واسعة وأخذ يضع النظريات في شتى مجالات الحياة وأنشأ منظومات اجتماعية (متحضرة) وقد بلغت التكنولوجيا حداً لم يكن يتخيله الإنسان … ولكن بعد الحداثة وتخطي كل تلك الأزمنة السابقة التي نلعنها لتخلفها، الآن نرى كثيراً من الأحداث الهمجية حاضرة في عالمنا (المتقدم)، فقد شهدت دول كثيرة تطوراً كبيراً في الحياة العصرية وقد أنشأت منظمات لحقوق الإنسان لكنها هي نفسها الدول تنفق أموال طائلة على تطوير مشاريع سباق التسلح ليقتل الإنسان وتدمر الحياة وقد استخدموها فعلاً كما حدث مع اليابان حين قصفت بالقنابل الذرية وفي فيتنام حيث تم حرق الحياة بقنابل (النابالم) في ظل دعم دول عديدة متحالفة، وحروب طاحنة جرت الويلات على البشرية سببتها دول تدعي رعايتها لحقوق الإنسان والى ألان تدعم منظمات إرهابية وتجهزها بأحدث وأقذر الأسلحة لإبادة البشر وتجريد الانسان من كرامته وإغتيال خصوصيته الثقافية والفكرية في البلدان التي لا تتفق مع أفكار وأهداف تلك الدول (الكبرى) ومن جهة أخرى تقوم المنظمات الماسكة بزمام الأمور في تلك البلاد بتطوير طاقاتها بشتى الوسائل ومختلف الاتجاهات، وفي الجانب الآخر يموت الانسان بسبب القتل والجوع والإمراض الفتاكة ، وهنا تصطف الأسئلة لتطرح نفسها بقوة … الم يتطور الإنسان ؟ .. وماذا عن تلك النظريات الرنانة الداعية إلى احترام الإنسان ؟ ، أذاً لماذا تقتل الإنسانية وتباد الشعوب ؟ الم يتفتح العقل البشري ليدرك معنى الحياة وضمان حقها للجميع ؟ .. فيأتي الجواب واضح وجلي وهو إن عالمنا تطور في شتى مجالات الحياة إلا في الجانب الأخلاقي والإنساني فقد بقي كما كان في عصور الهمجية الهوجاء ، هذا إن لم يتراجع أكثر.