23 ديسمبر، 2024 2:29 م

بغداد الجميلة التي تخنقها الازدحامات وتغص بالكثافة السكانية الكبيرة التي ازدادت حتى أكلت مساحاتها الخضراء وأهلكت بنيتها التحتية المتداعية أصلا والمصممة لأقل من هذا العدد بكثير.

يسكنها نحو ثمانية ملايين انسان ويَفِدْ إليها مئات الالاف يومياً من جميع المحافظات بحثاً عن العمل او للاستيطان او لمراجعة الوزارات والدوائر الرسمية، ولا ننسى الزيارات الدينية او التجمعات السياسية فتمتلئ شوارعها الضيقة بالبشر
والسيارات.
وجهها الحضاري يعاني من ضغط شديد باتجاه التغير للأسوأ يوماً بعد يوم.
كيف السبيل للمحافظة عليها، فمهما صرفت من أموال او بذلت جهود لتطويرها لن تستطيع اللحاق بباقي عواصم العالم. اذ ليس التقصير بالقائمين عليها إنما بغداد لم تصمم لهذا العدد الهائل من البشر.
ما المانع من بناء عاصمة ادارية جديدة في مساحة أوسع وتصاميم احدث تضاهي عواصم العالم الأخرى تعتمد الاستثمار في كل مرافقها تستحدث الالاف ان لم تكن ملايين فرص العمل لشبابنا وتجلب للعراق مليارات الدولارات من اموال المستثمرين لتحريك الاقتصاد العراقي المعتمد على سلعة واحدة هي
النفط.
مدينة تشكل حلا لأزمة السكن وفرص عمل لمعالجة البطالة التي يعاني منها الشباب.
ولعل تجربة العاصمة الجديدة لمصر حاضرة كأنموذج، تضم العاصمة الجديدة مباني الوزارات والبرلمان ومؤسسة الرئاسة وأحياء سكنية جديدة.
اعتمد البناء فيها على الاستثمار فقط وقدرت فقط قيمة الاستثمارات في المرحلة الأولى بعشرين مليار دولار حسب المصادر الرسمية ومن المحتمل أن تستوعب المرحلة الاولى فقط نحو سبعة ملايين مواطن.
ألم يَحِن الوقت للعراق المباشرة ببناء عاصمته الإدارية الجديدة تنقل لها جميع الوزارات والدوائر الحكومية، ونشيد فيها ملايين الوحدات السكنية بشوارع واسعة وبنية تحتية متطورة.
قد يظن البعض أن الأمر يضر ببغداد بالعكس سيفك الاختناق عنها سيمنحها الاوكسجين الجديد في شوارعها بعد ان تقل الازدحامات فيها، وسيخف الضغط على المواطنين بعد أن يقل الطلب على المساكن سواء ايجارا او تمليكا، فتقل أسعارها تدريجياً وتصبح معقولة.
ستتمكن الدوائر البلدية وغيرها المسؤولة عن المدينة بالقيام بأعمالها ورؤية منجزاتها بسهولة، وتحل الكثير من المشاكل وتحتفظ بغداد بوجهها التاريخي المشرق وبجمالها المعهود.