كل شيء في هذا الكون مخُطط له من قِبَلْ الخالق الجبار . مهما حاول الفرد أن يتجاهل هذه الحقيقة فأنه في النهاية لايحق الا الحق. وأنا أطالع مقالة بسيطة في اللغة الأنكليزية في موقع من المواقع حصلتُ على درس جميل يجعل الأنسان يتعلق بالخالق ويؤمن بأن هذا الكون العملاق تديره قوة هائلة جبارة لاتستطيع اي قوة عملاقة على كوكب الأرض ان تدحرها الا بمشيئة الله. الموضوع الذي طالعته بسيط في مضمونة لكنه يحمل حكمة عميقة . ملخص الموضوع – كانت هناك غزالة جاءها المخاض في وسط ظرف عصيب جداً.. في غابة قرب نهر كبير وقد احاط بتلك الغزالة المسكينة اسد جائع يروم التهامها وصياد متعطش للدماء . لاتعرف اين تذهب وماذا تفعل . هل تركض وتجعل جنينها يموت في الحال او تنتظر ان يهجم عليها الاسد ويفترسها او تترك الصياد يطلق عليها طلقة لاترحم فترديها صريعة تتخبط بدمائها. في النهاية تستسلم الى الامر الواقع وتفضل ان تلد طفلها الصغير ..تقذف به الى الحياة ولتمت بعدها .
لكن عناية الله لم تنسها فجعلت السماء تطلق صرخات مدوية من ضوء ورعد جعلت الصياد يفقد توازنه عند اطلاق الطلقة فاصابت الاسد بدلا من أن تصيبها . ولدت الغزالة طفلها وقتل الاسد ولم يستطع الصياد من الحصول على مبتغاه .هذه الحكاية جعلتني اسافر مع ذهني المرهق الى فضاءات بعيدة جدا واحاول ان اربط تلك الحكاية مع حكاية بلدي المرهق الممزق في كل ركن من اركانه على مدار سنوات ليست بالقليلة . على حين غرة انبثق السؤال الكبير الوحيد الى عالم الواقع الذي اعيش فيه بحسرات واحلام لاتنتهي (هل ينتصر العراق من جديد؟
واقصد هل يعود الى حياته الطبيعية الخالية من الفساد والاحتلال المبطن بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى؟) أم سيظل واقفاً كما ظلت تلك الغزالة تنتظر مصيرها المجهول. لا اعرف لماذا جاءت صورة – ام مهند – الى ذهني في هذه اللحظة وهي تبكي وتناجي ولدها النائم الى الابد نتيجة تلك الطلقات التي ارسلها له القدر ليرقد شهيدا على ارض النجف – شهيد المطالبة بحقوقه دون ان يعتدي على احد. بالتأكيد ان كل ذلك المشهد مكشوف امام الله سبحانه وتعالى وهو ينظر ويسمع ولابد ان تكون هناك حكمة لايعرفها احد الا الله من كل مايحدث في بلدي. من يدري لعل الله يرسل لنا عاصفة عملاقة ورعداً وبرقاً تكنس كل من ساعد على تمزيق العراق وكل من ساعد على قتل شبابنا الجميل بكل اجناسهم وطوائفهم .. من يدري لعل الشمس تشرق من جديد ويتحول الوطن الى شيء آخر. تحية لكل من يحاول او حاول ان ينقذ العراق من تلك الوحوش الكاسرة التي تحاول افتراسه . سننتظر ونترك كل القضية لخالق الارض والسماء وكل شيء ….لأن حالتنا ميؤوس منها على مليبدو ولن يستطع شخص في العراق ان يغير هذا المرض الفتاك الذي يفتك بنا من كافة الجهات – مرض الفساد والرضوخ الى فئات بشرية اخرى ليس لها ادنى علاقة بأرضنا الطيبة. سلاما ايها العراق بارضك وسماءك ومياهك….