23 ديسمبر، 2024 5:04 ص

تحولت عاصفة الحزم السعودية الى عاصفة للهزم السعودي وسقطت معها الاهداف والغايات السعودية والاوهام والاحلام الوهابية فما حدث في اليمن من ثورة شعبية وتنام للقوى الثورية بما تمتلكه من قدرات وامكانات وحضور وتأثير في الشارع اتضح انه اكبر واعمق بكثير مما يمكن اسقاطه او ايقافه او القضاء عليه بعاصفة مزعومة وضعت سقف اهداف سياسية خرافي! فلم ينسحب الحوثيون من المناطق التي سيطروا عليها بل هيمنوا على مساحات اوسع فبعدما كانوا يهيمنون على ما نسبته 40% من المناطق قفز الى 80% نسبة ما يسيطرون عليه مع حلفائهم، ولم يتحقق حلم نزع اسلحة الحوثيين ولا اوهام اعادة الرئيس المستقيل والفاقد للشرعية عبد ربه منصور هادي ولا غيرها من الاهداف التي اعلنتها السعودية من تشكيل حلفها العربي الاسلامي.
سقوط الاهداف السياسية للحرب يعني فشل الخطط العسكرية الموضوعة وهذا يعني الهزيمة في الحرب. فالحلف السعوي المزعوم سرعان ما تفتت وتشظى لتضيع معه احلام السعودية في تشكيل وقيادة تحالف عربي اسلاموي لمواجهة ما تسميه النفوذ الايراني لتفشل في ردع محور المقاومة الصاعد وفي الضغط على اميركا والغرب لتعطيل الاتفاق النووي الايراني الغربي وفي تشكيل قوة عسكرية عربية سنية مشتركة بهوية صهيونية تقف في صف الحلف الصهيو- اميركي لمناهضة تطلعات الشعوب العربية والاسلامية كجيش وكالة منظم جديد بعد فشل العصابات التكفيرية في تحقيق الاهداف الاستكبارية لتموت هذه القوة في مهدها وفشلت ايضا في تسخير اموال الخليج وفي ضم نووي باكستان واقتصاد تركيا وانتحاريي جيش مصر كما توهم بعض الحالمين لإيجاد نوع من توازن القوى مع محور المقاومة في المنطقة.
الحليف الاميركي ترك تابعه السعودي يجرب حظه في دخول معركة عسكرية مباشرة بعد ان انشغل الكيان السعودي طوال السنوات الماضية في ادارة جيوش الوكالة التكفيرية في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وتوفير غطاءها السياسي والاعلامي ليكتشف الكيان السعودي في النهاية ان اليمن هي مستنقع دُفع اليه وكان عبارة عن قرصة اذن اميركية لتتأكد السعودية ميدانيا من
خلالها صعوبة المهمة التي فشلت فيها اميركا ولتتفهم من خلالها واقعية الرضوخ لتوقيع اتفاق الاطار النووي مع ايران وان توازنات القوى في المنطقة قد تغيرت ومعالم الملعب الجديد اختلفت.
نجح الحوثيون وحلفاؤهم في ادارة معركة الداخل مع عصابات القاعدة وفلول الرئيس المستقيل والهارب وتحقيق الانتصارات الكبيرة وحافظوا على امكاناتهم وقدراتهم العسكرية المتأهبة للدخول في معركة برية محسومة النتائج وهذا هو سبب التراجع الباكستاني والمصري فضلا عن الرفض الداخلي في باكستان ومصر لمثل هذه الخطوة ورغم ضراوة المعارك والقصف الجوي
المستمر من طيران الحلف السعودي الذي نجح فقط في قصف البنى التحتية لليمن واستهداف المدنيين العزل وقتل النساء والاطفال نجح الحوثيون في التمدد والتوسع بمعية حلفائهم فيما ابدع السيد حسن نصر الله في جر السعودية الى حرب اعلامية ونفسية وهزيمتها منذ الخطاب الاول له بعد بدء العدوان السعودي بيوم واحد ليترك لحلفائه اليمنيين ادارة وقيادة معركتهم الداخلية
الساعية الى افشال المساعي السعودية لإحداث انقلاب وانتصارات عسكرية تحت الغطاء الجوي السعودي. السعودية سترضخ للشروط الحوثية وستعود مرغمة للقبول بخارطة الطريق التي طرحوها من قبل مع فارق ان السعودية لم تعد طرفا محايدا كما صورت نفسها في السابق ولا يمكن ان تحتضن حوارا يمنيا بعد ان بات الشعب اليمني يعدها عدوا مجرما اوغل في دماء اليمنيين لتحقيق
اهدافه وغاياته الاقطاعية.