تنويه :
سأوجه بعض الرسائل – ذو الطابع الأسلامي أو السياسي أو الفكري .. ، وهي رسائل محددة موجهة مختصرة ، سأنشرها بين فينة و أخرى كسلسلة ، وكل رسالة ستنهج موضوعا ليس له علاقة بالأخر ، أملا منها تفريغ مادة أو فكرة للقارئ ، وستكون الرسائل غير مترابطة بالمضمون ، ولكن تجمعها مظلة واحدة وهي حرية الفكر و الرأي .. لأجله أقتضى التنويه .
الموضوع :
قادت السعودية يوم الاربعاء 25.03.2015 ، عملية عسكرية ، ضمت كل دول الخليج عدا سلطنة عمان ، و قالت السلطات السعودية الخميس إن مصر والمغرب والأردن والسودان وباكستان تطوعت للمشاركة في العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن ، وقد أكدت الخبر وكالة الأنباء السعودية حيث قالت أن ” الأردن والسودان والمغرب ومصر وباكستان أعربت عن رغبتها في المشاركة بالعملية ” في اليمن موضحة أن اسم العملية هو “عاصفة الحزم” ، وأنضمت تركيا وفرنسا وبريطانيا لتأييد الحرب ضد الحوثيين / حسب موقع أخبار 24 ، وجاء في أول بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن العملية أدت إلى ” تدمير الدفاعات الجوية للمتمردين الحوثيين في قاعدة الدليمي العسكرية ( ملاصقة لمطار صنعاء ) وتدمير بطاريات صواريخ سام وأربع طائرات مقاتلة ” ، وأضافت أن العملية بدأت ” عند منتصف الليل (21,00 الأربعاء) ” بحضور وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الذي توجه إلى مركز العمليات الحربية في قيادة ” عاصفة الحزم “…/ نقل بتصرف من موقع الشرق الاوسط .
الرسالة :
الأمور أخذت تقرأ الأن بشكل أوضح ، فالحرب بالأنابة تحققت بوجهها الصريح في اليمن ، فالحوثيون المدعومين من أيران بدأوا في بادئ الأمر على شكل نموذج من نماذج المعارضة أو التمرد المحدود ، ولكن بعد التوسع و السيطرة على مدن ومناطق في اليمن ، أصبحوا قوة لا يستهان بها ، جعلت من الرئيس عبد ربه منصور هادي الفضلي ، أن يغادر اليمن الى السعودية ، وأخذ الوضع يتفاقم و يشكل مصدر خطر حقيقي لمنطقة الخليج أولا و للدول العربية ثانية و للوضع الأقليمي ثالثا ، لأجله قادت السعودية حلفا خليجيا و عربيا و أسلاميا للقضاء على الحركة الحوثية .. رسالتي : 1. الخبرة السياسية المحنكة للرئيس السابق علي عبدالله صالح بدأت ملامحها بالظهور ، من بداية الحراك السياسي الحوثي ، والى الأن ، فالرئيس السابق صالح ، ظهر بشكل لا يقبل الشك أنه في موقع الحدث بكل ثقله القبلي و العسكري و المعلوماتي … وقد كشفت (( صحيفة ” الوئام” الإلكترونية نقلاً عن مصدر موثوق ومقرب من الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ، عن مخطط سري بالتعاون مع جماعة الحوثي . وأكد المصدر …أنه تم الاتصال بسلطان البركاني ، ( الأمين العام المساعد ) لـ ( المؤتمر الشعبي العام ) أثناء الاجتماع وكان متواجداً في جدة ، وطلب الحوثيون من حليفهم علي عبدالله صالح أن يكلف بعض أنصاره المعروفين لدى المملكة ، والذين يمكن تصديقهم لمحاولة تضليل القيادة السياسية في المملكة ، وطمأنتهم أن الأمور تحت السيطرة ومقدور على إسقاط الحوثيين وطردهم .. / نقل بتصرف من موقع العربية نيت )) ، وهذا دليل على أن الرئيس السابق صالح يلعب على أكثر من محور وجانب كعادته ، وكان الأولى به أن يفكك الأزمة وليس تفعيلها ، من خلال دوره ودور قيادة أنجاله لبعض محاور العمليات ضد الرئيس الشرعي هادي و جبهته .. 2. حمى السلطة و الحكم ليس من السهولة لرجل كالرئيس السابق صالح أن يتركها جانبا ، فحب السلطة للحكام العرب ، يجري في عروقهم كجريان الدم ، ولا يمكن أن يتركوه ألا بأراقة دم الشعب العربي / المغيب والمغلوب على أمره عن الواقع السياسي الحقيقي للعالم العربي .
3. أن أي أنتصار للحوثيين في اليمن يعني أن اليمن اصبحت عراق ثان ، ضمن محور بشكل او بأخر تابع لأيران ، وهذا لا يقبله الحلف الذي تقوده السعودية ، والتي تشكل حدودها مع اليمن مساحة شاسعة ، ( حيث أعادت السعودية عملية بناء جدار حاجز بين البلدين في 2013 وذكرت بي بي سي أن الحاجز يبلغ طوله 2000 كم ، لإغلاق الحدود بينها وبين اليمن ../ نقل بتصرف من الموسوعة الحرة ) .
4. هل الحليف القوي للحوثيين أيران ستبقى على موقفها بدعم عسكري ولوجستي ../ وهو توكيل الحرب بالأنابة للحوثيين في اليمن ضد الرئيس هادي ، أم ستغير من موقفها ، خاصة بعد بدأ عاصفة الحزم رسميا ، وبتأييد خليجي و عربي مع بعض الدول الأخري كباكستان وتركيا وبريطانيا وفرنسا .. وبقبول أميركي .
5. السعودية الدولة الأقوى و الأكبر خليجيا ، كررت دورها كما فعلت في البحرين ، عندما دخلت القوات الخليجية بقيادة السعودية للبحرين لمعالجة وضع المعارضة البحرينية الشيعية المدعومة من أيران ، ولكن التدخل الحالي أوسع و أشمل و أقوى ..
6. الموقف العراقي أنقسم الى محورين ، المحور الأول لنوري المالكي حيث ، ( أفاد موقع ” السومرية نيوز ” أمس الخميس ان المالكي قال في بيان : ” نتابع ﺑﻘﻠﻖ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮﺩ ﻟﻸﻭﺿﺎﻉ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ الشقيق ، وندين أﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺓ العسكرية بدل المساعدة على تشجيع الحوار بين اليمنيين .. ” / نقل بتصرف من موقع قناة العالم ) . وعلى محور أخر أعتبر نائب الرئيس العراقي ، أسامة النجيفي ( العملية العسكرية في اليمن
“ صحوة عربية ” أعادت إلى الأذهان اتفاقية الدفاع العربي المشترك ، داعيا تحالف “ عاصفة الحزم ” إلى الاستجابة للتحديات التي تواجه الأمة العربية في بقاع كثيرة .. / نقل بتصرف من موقع أرم للأخبار ) …
– من هذه التصريحات المتناقضة يتحقق للمتابع أن المسؤولين العراقيين كل يبكي على ليلاه !! … و حتى نكون موضوعيين ومنطقيين أن ” عاصفة الحزم ” هي صراع قوى بين محوري السنة و الشيعة / أقليميا ، هذا هو المحتوى و المضمون ، أما من سيبقى ومن سينهزم ومن سينتصر ، سيتبين في المستقبل المنظور ، ولكن من المؤكد أن الشعب اليمني هو الخاسر كائن من يكون المنتصر أو المنهزم .
ختام الرسالة .. دم :
أن دعوة الرئيس / المخلوع أو السابق ، علي عبدالله صالح – بالرغم من كونه أحد الأطراف الرئيسية المسببة للأزمة اليمنية ، وحسب موقع روسيا اليوم حيث أفاد ببيان (( يدعو فيه إلى وقف ” متزامن ” للعمليات العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية من جهة والعمليات العسكرية للحوثيين ومن ” مليشيات ( الرئيس اليمني عبد ربه منصور ) هادي وتنظيم القاعدة ” ، من أجل استئناف الحوار برعاية الأمم المتحدة في الإمارات أو في أي من مقرات الأمم المتحدة .. )) ، أرى أن يؤخذ هذا البيان بنظر الأهتمام ، ليس لأعتبار من دعا أليه ، لأنه طرف في الأزمة / أي الرئيس السابق صالح ، ولكن نحن ننظر الى فحوى مبدأ الحوار ، ودوره في حقن دماء اليمنيين ، و لأسباب و عوامل عديدة منها :
– تشابك الوضع القبلي المتأزم دوما في اليمن ، حيث يشير موقع / منتديات الجلفة ، الى وجود أكثر من 100 قبيلة في اليمن ، وهذا الأمر بتشابكاته المستقبلية سوف يشكل خطورة مجتمعية على الوضع الأمني من حيث الثأر القبلي ، بعد نهاية العمليات العسكرية .
– من يحارب من في اليمن !! الجيش اليمني من مؤيد ومعارض و الحوثيين و جبهة علي عبدالله صالح و مليشيات الرئيس هادي وتنظيم القاعدة و الدور الأيراني وجهده و الجماعات القبلية المؤيدة لهذا أو ذاك .. وقوات عاصفة العزم ، فقد أختلط الحابل بالنابل !
– ليس الأمر العسكري بهذا اليسر في اليمن ، للطبيعة الجغرافية ، والوضع الديني ، والأنقسامات المجتمعية القبلية العصبية ، فنجاح العمليات ستلاقي وتجابه صعوبات جمة ، و الانتصار الجوي لا يعني حسم المعركة .
– الشعب اليمني ، شعب قبلي ، مسلح غالبيته ، فكيف السيطرة على الوضع الأمني بعد مرحلة عاصفة الحزم و القبائل كلها مسلحة ! .
أذن الأحتكام للعقل هو الطريق الأصوب من أجل وضع أفضل و آمن للشعب اليمني الذي عانى الكثير ، وكما أسلفت أنه أنتصر من أنتصر و أنهزم من أنهزم فالخاسر الأوحد هو الشعب اليمني