18 ديسمبر، 2024 8:17 م

عاصفة الحزم نصراً بطعم العسل ونكهة الحنظل

عاصفة الحزم نصراً بطعم العسل ونكهة الحنظل

صاحب عملية عاصفة الحزم كم كبير جدا من الكذب والتضليل من الإعلام السعودي، وظهرت قوة المال السعودي فى شراء الذمم ، فشتروا بالبترول او ( الزيت الاسود )كما وصفه الكاتب الراحل ناصر السعيد واعلام ومثقفون ومقاومة شعبية ولا أعرف هذه المقاومة هل تقاوم جيوش الاحتلال أم تقتل أبناء شعبها ؟! فاليمنيون اليوم يشكرون السعودية جداً ، وعاصفة الحزم هي إعادة لبناء اليمن الجديد ، والملك سلمان بن عبد العزيز فاق سليمان الحكيم فى حكمته وبعد نظره ؟؟! واليمنيون يخرجون فى الشوارع مهللين للقنابل التي تسقط فوق رؤوسهم…..ولم يتبقى من النفاق سوى أن القتلى فى اليمن يرسلون برقيات من العالم الآخر يشكرون الملك سلمان أنه قتلهم بالقنابل وضمن لهم الجنة.
أما الحقيقة فهي شيء آخر ضربات عشوائية بالطيران السعودي غير دقيقة تدمر المباني والبنية التحتية..

ألاف القتلى من المدنيين بينهم نساء وأطفال يقتلون يومياً فقط لأن النظام السعودي يعتبرهم أذناب لإيران المجوسية ؟؟؟! اللجنة الدولية للصليب الأحمر تصف الوضع في اليمن بأنه “كارثي” ويتدهور يوماً بعد آخر، حيث تعاني العاصمة صنعاء من انقطاع التيار الكهربائي وشح في ماء الشرب طوال هذه الحرب الغير مبرره أمام صمت كل العالم العربي وأعلامه المعدوم الضمير

عندما كانت الحرب على غزة كان الإعلام العربي يقدم لنا عدد الجرحى والقتلى كل ساعة، وكان الإعلام يصرخ 300 قتيل بأيدي الصهاينة 301… خمسمائة قتيل …وإسلاماه وإسلاماه.
ها هو عدد القتلى يصل إلى أكثر من ضعف عدد القتلى فى غزة ، وبدون سبب منطقي سوى الكراهية والطائفية …صوروا لنا أن باب المندب على وشك الوقوع فى أيدي إيران ، رغم أن العارفين بالأمر يعلمون أن المضيق محمي بالقوة البحرية الأمريكية من اليوم الأول للقتال ، وأن الاسطول البحري الصيني أيضا متواجد أمام ساحل الصومال لتأمين حركة التجارة الدولية ، فعندما يتعلق الأمر بالأقتصاد فأن الدول الكبرى لا تترك مصالحها لكل من هب ودب وهم يعلمون أنه خلال حرب المدن وناقلات النقل بين إيران والعراق فى ثمانينات القرن الماضي كانت البحرية الأمريكية تؤمن ناقلات البترول حتى يعبروا مناطق الخطر.

في عاصفة اليمن تغنوا بالشرعية دون أن يوضحوا لنا ما هى شرعية هادي سوى أنه معين من قبل دول الخليج وبالتحديد السعودية ، وكأن السعودية هى التي تحدد مفهوم الشرعية للدول ، والتي عليها أن تسأل نفسها ما هى شرعية آل سعود سوى اغتصاب السلطة على كم هائل من الجماجم. أكثر من 60% من سكان اليمن هم من الشيعة الزيدية، فمن يحدد شرعية الحكم الأغلبية أم الأقلية ؟.

تغنوا بالانتصارات وكأنهم فى الحرب العالمية الثانية وليست مجرد مجموعة ضربات جوية عشوائية على بلد فقير وفاشل ، ويعيش شعبه فى الفاقة. لكن السؤال هنا
من سيدفع ثمن إعادة إعمار هذا البلد الفقير؟ من سيعوض أسر ضحايا المدنيين الأبرياء ؟ من سيحاسب السعودية على العدوان على بلد عضو فى الأمم المتحدة بدون أى حق لها فى ذلك ؟ من سيدفع تعويضات هذه الحرب ؟ وما هى شرعية هذه الحرب أساسا ؟.

لقد ظل العراق لعقود يدفع تعويضات للكويت على عدوانه عام 1990 فمن سيجبر السعودية على دفع تعويضات عادلة لهذا البلد ؟ من سيتبنى قضية اليمن أمام الأمم المتحدة والمحاكم الدولية ؟ الذين كانوا يصرخون بمحاكمة القادة الإسرائيليين أمام محكمة الجنايات ، لماذا لا يطالبون بذلك لآل سعود حاليا ؟.

******
فعلا ليس للفقراء والدول الصغرى نصيب من النظام الدولى، فها هو العالم يخشى الاعتراف بالإبادة التركية للأرمن خوفا على مصالحه مع تركيا..23 دولة فقط أعترفت بالإبادة ضمن 194 دولة وليس بينها أمريكا أو بريطانيا أو إسرائيل للأسف ثلث قبرص محتل من قبل تركيا منذ عام 1974 ولا أحد يتكلم فى هذا الموضوع… ومازال الظلم متفشيا فى العالم وإلى المنتهى.
حقا أنه…زمن غريب وعجيب فهذه الإنتصارات هي ليست إلا نصراً بطعم العسل ونكهة الحنظل .