في عاشوراء ، تجمعت فيه كل صنوف الإرهاب الفكري والعنفي وكل التجاوزات على القيم البشرية الناصعة التي سجل فيها إرهابيو بني أمية السبق في ابتداعها والتهيئة لها وممارستها ، التقتيل عبر الخداع والحصار اللاإنساني ورفض الحوار والنقاش الهادف والمكابرة برفض الحجة البالغة والنيل من السامي طمعا بمنصب أو مال أو رضا الحاكم وربما يضاف لذلك كره سطوع نور الصواب، بشكل غريب لمجرد الكره أو لتعارضه مع الأهواء الدنيوية أو لضعف مجاراة العقل المحدود لما هو نبيل دينيا وإنسانيا وأحيانا انعدام وظائف ذلك العقل وتخديره وتغييبه.
تضحية الإمام الحسين بحياته قضت على استفحال وانتشار الإرهاب بأشكاله، (الإرهاب الثقافي أو الفكري عبر الحرب النفسية والتضليل الإعلامي، الإرهاب الاقتصادي الذي يستهدف كل من يعارض العقائد الفاسدة لمنهج السلطة والحكم، الإرهاب السياسي عبر إسكات المعارضة بشتى أدوات التصفية والإسكات ، ناهيك عن الإرهاب الديني الهادف إلى شرعنة الظلم وتأليه الحاكم الظالم وتحويل فساده إيماناً وإيمان غيره فساداً وخروجاً على الشرعية). وبسبب ذلك ثار الحسين بن علي عليهما السلام مطالباً بإصلاح تلك المنظومة التي بدأت تزداد سطوة وتهدد البشرية جمعاء
ومن هذه الرؤية الواقعية فقد أشار المحقق الأستاذ الصرخي في استفتاء
(التطبير بين مشروعية التبرع بالدم) وهذا مقتبس منه جاء فيه :
بسمه تعالى:
((أولًا: ولدي العزيز، مَن قال لك: أنا من المحبّذين للتطبير ؟!
ثانياً: أنا وأبنائي الأعزّاء نفتخر بأننا أوّل من أفتى وطبّق والتزم بفتوى إبدال شعيرة التطبير بشعيرة التبرّع بالدم ، فخرجت مواكبنا في كل المحافظات وهي تحمل معها كل مستلزمات التبرع بالدم وحصل التبرع في نفس المواكب في يوم العاشر من المحرم الحرام ولسنين عديدة .
ثالثاً: يمكنك الاطلاع على ما صدر من كلام يخصّ التطبير وما يرتبط به في سؤالكم ، ونرجو أن يكون وافيًا أو مفيدًا في الجواب.
رابعاً: بالنسبة إلى أذى النفس ، فإنّ أول الكلام فيه السؤال عن أصل تحقق عنوان الأذى، فهل يصدق الأذى في التطبير أو لا يصدق ؟! وإذا سلّمنا معك أنه يصدق عنوان الأذى ، فيأتي السؤال عن مقدار الأذى المحرّم شرعًا؟ ، فليس كل أذى محرّم شرعًا ولا يوجد عالِم يقول بهذا ، وتكون المسألة أكثر وضوحًا فيما لو ثبتت مشروعية العمل أي مشروعية التطبير ، فإذا ثبت ذلك فإنّ عنوان الأذى لو صدق فيكون حكمه حكم ما يتعرض له الحاجّ في موسم الحجّ أو في غيره من الموارد العبادية المشروعة .
خامسًا: عزيزي، إن كلامي السابق لا يعني أني أوجب أو أحبّذ التطبير ، بل أريد أن أُبيّن لك الحكم الأوّلي بالحليّة ، وهذا لا يعني أن الحليّة ثابتة دائمًا على العمل؛ بل ممكن أن يكون العمل محرّمًا بعنوان آخر وحسب الموارد .
سادساً: على سبيل المثال لا الحصر ، إذا كان التطبير سببًا لبذر وتأسيس وتأصيل الطائفية المقيتة وشدّ الناس إليها وحشدهم تجاهها بعيدًا عن الالتزامات الدينية والأخلاقية وبعيدًا عن المنهج الرسالي الإسلامي لأئمة الهدى وجدّهم النبيّ المصطفى(عليهم الصلاة والسلام)، فبكلّ تأكيد يكون التطبير محرّمًا ، ونفس الحرمة إذا كان التطبير للاستغلال السياسي وتسلّط السرّاق والفاسدين ، فكلّ ذلك حرام، فالتطبير حرام لأنه يؤسس لخلاف المنهج الحسيني الإصلاحي. ))
إننا جميعاً مدعوون إلى تحويل مراسم العزاء الحسيني إلى محطة تترك آثارها الإيجابية على نمط الحياة والتكافل الاجتماعي.. وإلى مكافحة صور الانحراف ومساعي تشويه صورة ومضمون الشعيرة الحسينية المقدسة، من خلال بث الوعي بين الزوار والتأكيد على مبادئ وقيم الثورة الحسينية وتحويلها إلى فعل إنساني وثوري، ينتج عنه التحرير والبناء والإخلاص للوطن والإنسان والعبودية المطلقة للباري عزّوجل.. وأيضاً رفض أي بدعة وممارسة ملوثة تكون عواقبها سيئة على الدين والثورة الحسينية والمذهب والوطن..
http://cutt.us/xepu6