22 ديسمبر، 2024 4:43 م

عاشوراء ملحمة …رجالٌ ثبتوا على وعدهم وخطهم

عاشوراء ملحمة …رجالٌ ثبتوا على وعدهم وخطهم

الحسين يتحضر في ليلة العاشر من محرم الحرام ليحدد بوصلة الحق من الباطل في معركته أمام جيش جرارعدده باألاف المقاتلين من الذين جاؤوا لقتله ليحصلوا على غنائمهم ومغانمهم التي وعدوا بها من قبل السلطة الفاسدة التي أغرت القتلة بالمال والجاه والولاية للقادة بأن توليهم على بعض الأمصار في البلاد الإسلامية وارتضاء الأمة للعيش في كنف ظالم مستبد ,انتهت المعركة بمصرع أبا الضيم وأهله وأنصاره شخصاً في واقع جسد نقطة سوداء كبيرة في بياض قميص الإنسانية قطع رأس الحسين بوحشية ومن معه بنفس الطريقة التي لم يمارسها حتى الحيوانات مع بعضهم ,أما شخصيةً فقد بات الحسين منهج متجدد لكل الطالبين عن الإباء والرفض للطواغيت على مر التأريخ ,عمل هؤلاء القوم المسخيين يؤشر لنا أنهم لم يتحلوا بأي سبب من مسببات الأخلاق والمروءة ,فهي نتيجة متوقعة منهم لبيئة منحرفة لم تعرف سوى البغاء والزنا مهنة تحترفها بحياتها لتورث لهم الحقد والكراهية باتجاه بيوت عرفت بالعفة والشرف والنزاهة والاستقامة ,تصوروا أن قاتل مأجور يبحث عن مغنمة له تثريه فلم يجد سوى خاتمٌ بأصبع خنصر الحسين فيخرج سكينته ثم يقطع أصبعه ليحصل على خاتم الغنيمة ,لم يراعوا حرمة النبي (ص) بأهل بيته والحفاظ عليهم بسبب الخوف على كرسي السلطة الذي بات يهدده الحسين في نهضته الإصلاحية ,ثم يوصي أصحابه ويطالبهم بالرحيل عنه فهو المستهدف من هذه المأساة والمجزرة فيقول لهم {اما بعد فإني لا اعلم أصحابا أولى ولا خيرا من أصحابي ، ولا أهل بيت ابر ولا أوصل من أهل بيتي ،فجزاكم الله عني جميعا خيرا ألا يومنا وإني أظن من هؤلاء الأعداء غدا ،ألا وإني قد رأيت لكم ،فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام,هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله فإن القوم إنما يطلبوني ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري} مديح الحسين جاء ليؤكد أن هنالك فرق كبير بين المحسن الثابت في أفعاله الحسنة الصالحة التي يشعر من خلالها بسعادة النفس ورضاها ,والمسيء المتلون في أعماله المتدنية الخبيثة والتي يشعر بعقده المريضة ,كانوا أصحاب أبا عبد الله(ع) يتسابقون أمام الموت وكأنهم ذاهبون للحياة من جديد وهذا ما حدث فعلاً لهم ,فمنهم من يقول (والله لو علمت انى اقتل،ثم أحيا،ثم أحرق حيا،ثم أذر،يفعل ذلك بي سبعين مرة ،ما فارقتك حتى القي حمامي دونك،فكيف لا افعل ) وآخرٌ يقول له (والله لوددت إني قتلت ثم نشرت ، ثم قتلت ، حتى أقتل كذي ألف قتلة ،وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك ) كيف لا يُقدم الحسين وهو يسمع أنصاره بهذه البسالة نحو الموت, نحن اليوم بأمس الحاجة لأن نكون حسينيون بالمضمون في الفعل والقول,بعيدين عن الخطاب ألازدواجي متحررين من أمراض ذاتنا حتى ينطبق القول علينا أننا على خطاه ومنهاجه ,من السهل جداً أن نتحدث بشعاراته التي أطلقها في طف كربلاء,لكن من الصعب جداً ترجمتها على أرض الواقع ,فالواقع يتطلب منا الوضوح والثبات والصمود مع الحق,لا المراوغة والتلاعب بإظهار شيء للناس وإخفاء شيء آخر لهم أنه النفاق بحد ذاته .
نسخة منه ..
للمتلونين للتفضل بالاطلاع وعليكم لعائن الله
للانتهازيين للتفضل بالاطلاع وتحضير أقنعة جديدة بما تتطلبه الحالة والموقف
للمحايدين الذين خذلوا الحق ونصروا الباطل بحيادهم.