10 أبريل، 2024 9:01 م
Search
Close this search box.

عاشت المِكنَسة!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

المِكنسة : ما يُكنس به.
الكنس : إزالة القمامة من وجه الأرض.
والمٍكنسة تسمى المُقِمّة , من قمَّ الشيئ قمّا أي كنسه.
وبعض اللهجات الدارجة تسميها المِكناسة.

وفي السابق كانت في بلديات البلاد وظيفة كنّاس , وكنا في طفولتنا نرى الكنّاس كل صباح يجوب الشوارع ويكنسها , أي يزيل القمامة من أرصفتها , للحفاظ على النظافة والصحة .

ويا حبّذا لو أعدنا الإعتبار للمِكنسة , ورفعناها شعارا لمرحلتنا القادمة , التي توجب علينا تعلم مهارات الكنس والتقميم (الرمي في أكياس الفِمامة) , فهناك الكثير مما فينا وحولنا يستدعي الكنس , لكي نتنظف من أوساخ الأفكار والرؤى والتصورات والمفاهيم , والذين يتوطنون الكراسي ويتمسكون بالسلطات.

فما أكثر الذي يحتاج إلى الكنس المتواصل , لإدامة النظافة الوطنية والسياسية والثقافية والإجتماعية , فأوساخ وجودنا قد تكدست فوقنا وأصابتنا بالأمراض التنفسية والسلوكية والنفسية والعقلية , التي تتطلب منا التخلص من أكداس القمامة التي تدثرنا , وتمنع عنا هواء الحياة المعاصرة.

فلنرفع شعار المِكنسة ونترجمه بالعمل اليومي الجاد والمخلص , فبدون إرادة المِكنسة أو المِكناسة , لن نتخلص من الأوساخ العالقة في دروب وجودنا , والتي نتعثر بها وننزلق وتتلطخ أقدامنا وبصائرنا بقاذوراتها ونفوسنا بعفونتها.

أوساخ تتراكم , وعاديات تتداهم , وبشر يتزاحم , وفساد يتعاظم , وفاسد يتناهم , والسوء بالسوء يتلاطم , وما من كنّاسٍ عزومٍ بمِكنسته يتفاهم.

والمِكنسة هي أمضى سلاح وأنجع وسيلة لمعالجة الأوضاع وإعادة الأيام إلى سكة الهِداية والمعاصرة والتفاعل الإنساني مع الحياة , وتوفير متطلبات العيش الآمن الرغيد لأبناء الشعب أجمعين.

المِكنسة أقوى من الطائرة والدبابة والمدفع والبندقية , إنها من الأسلحة الضرورية جدا للواقع المعاش في هذا الزمن الخناس المكتظ بالخطايا والآثام والأرجاس , والمتوج بالإفساد والتخريب والإتعاس , والطافح نحو إستحضار عناصر التركيس والإنكاس.

المِكنسة فكرة وعقيدة ومنهج حضاري مطلوب ويستدعي وعيه وإدراكه , والعمل بموجب ما تقتضية إرادة المِكنسة اللازمة لإنجاز مشروع التنظيف الحضاري , بمفرداته النفسية والفكرية والسلوكية والثقافية والتنظيمية الضرورية لصناعة هيكل التواصل الوطني الأفضل.

المِكنسة ثقافة شعب وأمة تتطلبها المرحلة المصيرية القائمة , التي تقف فيها الموجودات على شفا حفرة من سقر , والدول على جرف هارئ , ولا تدري إلى أين المفر والمستقر.

فإمسكوا المِكنسة بأيديكم , وأرفعوها بوجوه ذاتكم وموضوعكم , فلا حل أصدق وأصوب من حل المِكنسة!!
وما أحوجنا لإكتساب صفة “كنّاس” , فهل لدينا القدرة على كنس ما فينا؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب