23 ديسمبر، 2024 7:34 ص

عادل عبد المهدي و “CTC” الفساد…

عادل عبد المهدي و “CTC” الفساد…

وأنا أتابع خطاب رئيس وزراء العراق السيد عادل عبد المهدي حول مكافحة الفساد بأدوات وآليات الفساد والمفسدين أنفسهم في زمكان فسادهم ذكرني بنظرية ال “CTC ”

“Closed Timelike Curve” اي دائرة الزمان المغلقة ، النابعة من نظرية تسمى

ب “معظلةالجد”

“Grandfather Paradox”

مفادها ان يتخيّل من يئس من إيجاد حل لحياته ومخرجاً للخلاص أنّه استخدم آلةً للسفرِ عبرَ الزّمنِ لتعودَ به إلى الماضي ليقتلَ جدّه في صغرهِ. وبقتله لجدّه لن يكونَ لوالده وجودٌ وبالتالي لن يولدَ هو ومن ثم لن تولد همومه ومشاكله . ولكن فوجيء بمعضلة أخرى ! هي إن لم يولد هو كيف سيسافرَ عبرَ الزمنِ ليقتلَ جدّه! شيءٌ محيرٌ أليسَ كذلك؟ وهنا عاد من حيث ابتدأ يحتضن همومه وأحزانه، وقد حيّرت هذهِ المعضلةُ العلماءَ لوقتٍ طويلٍ، وخاصةً مناصري السفرِ عبر الزمنِ لذا وجد من يعارض فلسفة السفر هذه و نذكرُ منها الحفلةَ التي أقامها الفيزيائيُّ “ستيفن هوكينغ” عام 2009 في جامعةِ كامبريدج، حيثُ جلس على كرسيِّه المتحرّك ينتظرُ الحضورَ، لكنّ أحداً لم يحضر. لم يكُن هوكينغ متفاجئاً، إذ أنّه أرسلَ الدّعواتِ إلى الحفلةِ بعد انتهائها لبرهانِ أنّه لم يستطِع أحدٌ أن يسافرَ عبرَ الزّمنِ والعودةِ لحضورِ الحفلةِ، وبذلك أكّدَ توقُّعاتِه التي توصّلَ إليها عام 1992 والتي قال فيها إنّ السفرَ عبرَ الزمنَ أمرٌ مستحيل. فبقيت هذه النظرية محصورة في افلام الخيال للتكسب المادي وللألهاء الأمم بخيال عله تنزل معجزة فتتحقق الآمال ، فهو لايخلو من كونه علاجاً تخديرياً للشعوب لامتصاص غضبها وكسب الوقت حيث أن فن التسويف والمماطلة من أهم اساسيات اللعبة السياسية خصوصا بين الحكام والشعوب وكذلك بين الدول نفسها، وهكذا هي خلاصة نظرية القضاء على الفساد التي نادى بها السيد عبد المهدي ومن قبله السيد العبادي حيث أن هناك كائناً حياً شكل مستعمرةً للفساد فقست بيوضها عن مفسدين يحيطون بالسيد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وفي مقدمتهم بعض مافيات القضاء “الدولة العميقة للمالكي ” هؤلاء المفسدون هم أدوات عادل عبد المهدي للقضاء على الفساد في زمكان الفساد نفسه سيرسلهم بمركبة الزمن ليقضوا على مستعمرة الفساد وبالتالي لن تبيض ولن تفقس عن مفسدين أهلكوا الحرث والنسل ولكن المشكلة هنا إن لم يفقس البيض ويولد هؤلاء المفسدون كيف سيذهبون للقضاء على كبيرهم الذي علمهم السرقة حيث انهم هم ادوات عبد المهدي للقضاء على الفساد وهكذا سينتظر الشعب رئيساً آخراً عله يجد حلاً لهذه المعضلة الزمكانية”معضلة الجد” . ياسيدي -رئيس وزراء العراق – من يريد أن يحارب الفساد لابد من تهيئة الأرضية المناسبة لذلك وتهيئة الادوات والأيادي البيضاء المخلصة للوطن، التخلية قبل التحلية ، لا أن نأتي بنفس وجوه الفساد وفي زمان ومكان الفساد لنقضي على مافيات الفساد ،خلاصة القول بهذه الدولة وهذا الدستور وهذه الأصابع التي تتحكم بالعراق تحت الطاولة وفوقها لن يُقضى على الفساد والأيام بيننا أما إن وجدنا تحركاً حقيقيا من قبل الحكومة للضرب على مستعمرات الفساد ورؤسها بدءاً بمن يحيطون بالسيد رئيس الوزراء ورؤس وحيتان القضاء -الفاسدة منهم -والاحزاب التي تقف خلفهم وبأيادي وطنية نزيهة عندها نقول جاء الفرج.