حقق رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الحلم الذي كنا نراه متحققا في دول العالم، ونحن مفتقرين له؛ عندما تجول بين الناس.. في الشارع والسوق ومع المارة، متواضعا لله كي يرفع العراق.
اعود من اسفار بين دول العالم المتقدم، متحدثا الى أحبابي في العراق، عن رؤساء يدخلون الجامع والكنائس ويتنسمون روائح الورود في المتنزهات العامة.. مع الناس.. من دون تكلف ولا حمايات ذوي عكوس تحطم أضلاع الشعب!
وجدت جزءا من منظومة حياة مثلى، في طورها الى التبلور.. متشكلة، من خلال ميل عبد المهدي، الى البساطة، وهو يمسك قلما ودفتر ملاحظات بيده؛ كي يغير مجرى الاخطاء قاطعا دبيب استمراريتها في مسالك إختطتها الاحداث قبله!
لا يعتمد سكرتيرا ولا مدير مكتب، يقف وراءه في منظر بروتكولي مهيب، ليشير بيده إليه، كما يشير الاباطرة بتثبيت الملاحظات، إنما يدونها بنفسه حاملا دفتر الملاحظات والقلم يومئ بها.. من دون تكلف، أثناء الحديث في الاجتماعات العامة والخاصة والوزارية والشعبية.. رسمية او ودية كانت، بما حمل رسالة الى الجميع، مفادها: “تواضعوا.. يرفعكم الله” ويذهب عنكم رجس المعضلات العالقة، التي تجري معالجتها وايجاد الحلول لها.. بيسر إنسيابي دقيق في تلقائيته نافذ في فاعليته.
نزل عبد المهدي الى السوق.. إنسانا يحمل صفة رئيس وزراء وحاور بائع الخضروات، متطرقا الى ما يدور في ضمير مواطن عراقي، يشغل حيزا واسعا من منظومة صنع القرار في البلد.
رجل لا يعاقب، لكنه لا يتساهل مع المسيئين.. لا ليناً يُخترق ولا قسوةً منفرة.. مدركا ان: “من لا يصون الملكَ يخلعه الملكُ” وسياقات العمل التي يؤسس لارساء تقاليدها عبد المهدي.. رسوخا في المستقبل، تخلص العراق من شوائب طال تكيسها.. لافظا آخر عقبة.. ينحيها عن سبيل صنع عراق قوي، بحجم نعم الله السابغة عليه، ولم تستثمر من قبل.
آن وقت إستثمار الوفورات المالية والعقول المفكرة والايدي العاملة، ما دمنا متوجهين نحو تشكيل حكومة تحاور الشعب بتلقائية من الرأس الى القلوب اللهفى؛ فكل عراقي يمور بزخم متدفق من العناء، يحتاج رؤساء عشر دول مخلصين لبزل الماساة المتراكمة في بئر النفوس المظلمة جراء قسوة قدرها؛ كي يدلي السيارة بدلو يخرج يوسف ويمكنه من خزائن مصر، ينعم بثراء الحنطة والشعير، والعالم من حوله يعيش سنوات عجاف.
فلنستبشر خيرا بالآتي، ما دامت المقدمات تشي بنتائج طيبة نرتجيها وآمال عريضة برفاه منتظر.. إن شاء الله.