23 ديسمبر، 2024 9:32 ص

عادل عبدالمهدي .. اعتراف با لخيبة, ام صحوة ضمير متاخره ؟ 

عادل عبدالمهدي .. اعتراف با لخيبة, ام صحوة ضمير متاخره ؟ 

يمكن القول ان الايجابية الوحيدة التي ربما سيتركها عادل عبد المهدي وراءه عندما يقررالرحيل, جارا خلفه الفشل والخيبة , تلك الاسطرالسته التي سطرها في ذيل مقالة نشرها الاسبوع الحالي مستعرضا فيها ازمات العراق منذ عام 1921 الى الان .
الرجل على مايبدو يعاني خيبة امل مرة ,اويمربصحوة ضميرمتاخره, دفعته الى الاعتراف بفشل التجربة التي كان هواحد عرابيها, واحد منظريها ,لكنها/ الصحوة المتاخرة/ في المجمل هي اعترافات مودع ليس الا ؟.
اشفقت عليه عندما قال بالحرف الواحد/لقد سيطرعلينا العقل التآمري والشعبوي والجاهل، الذي يعرف ماذا يهدم وكيف يخسرالاصدقاء، ويؤلب الاعداء، ويعطل المشاريع والاصلاحات الكبرى.. دون ان يتعلم كيف، وماذا يبني. وكيف ينسج ويعزز شبكة العلاقات والمصالح الداخلية والخارجية/
اشفقت عليه اكثر حينما قال /لقد ضربنا ارقاماً قياسية في هدرالاموال والفساد وبذرالخصومة وتفويت الفرص والمصالح والعجزعن البناء وتقديم الخدمات, لذلك كان طبيعياً ان تتفجر الازمات/.
وعندما حذرقائلا /ما لم نعِ ما نفعل ونصححه جذرياً، فالسنن وقوانين الاجتماع والسياسة ستفعل فعلها، شئنا ام ابينا/ اكبرت فيه شجاعة الاعتراف بالخطأ ولو بعد فوات الاوان.
ترى هل هو جلد للذات ,ام نقد ذاتي, ام هروب الى الامام ,ام ان /الجرذان اول من تترك السفينه وتلقي نفسها في الماء عندما تتاكد ان السفينة غارقة /.
ياسيد عبد المهدي كم كان جميلا لوان اعترافاتك جاءت قبل سنوات, ولم تات بعدما تيقنت بان التغيير قادم لامحالة وبان الامور وصلت الى طريق مسدود مسدود .
اين كنت مما جرى خلال 13 عاما من التخبط والفشل والسرقات والقتل والظلم والطائفية والمحاصصه , ام انك اكتشفت الان وبالصدفة بان /السنن وقوانين الاجتماع والسياسة ستفعل فعلها، شئت ام ابيت/.
الم تفلح تجاربك السياسية وتقلبك بين الاحزاب والتيارات خلال اربعة عقود, في هدايتك الى ان هذا اليوم آت آت ,شئت انت ام ابيت ؟
قديما قالوا من يزرع الشوك لايحصد سوى العاصفة/, وقد زرعتم الشوك الذي ادمى اقدامنا وحصدناها جميعا حاكمين ومحكومين عاصفة لاتبقي ولاتذر, لان /الشر يعم والخير يخص/
ام ان المال والجاه والكرسي والمغانم حجبت بصيرتك, كما حجبت بصائركثيرين من حولك تربعوا على كراسي لايستحقونها ولبسوا ثيابا فضفاضة ليست بمقاساتهم فباتوا يتعثرون بها ؟
انصحك ان تحزم حقائبك وترحل الى بلدك الثاني الذي مازالت تحتفظ بجنسيته,وعندما تستقرهناك بادرفورا بكتابة مذكراتك ,عفوا ,اعترافاتك, عن اسوء مرحلة مربها العراق في تاريخه القديم والحديث, كنت انت شاهدا عليها , بل ومساهما فيها.