يبدو ان الانتصارات التي حققتها القوات الأمنية والحشد
الشعبي في الموصل مؤخرآ قد شغلت ولحد كبير الشارع العراقي خصوصآ والعربي والعالمي عموما.. وطبعآ يعتبر هذا شيء طبيعيا لما قدمته تلك القوات المحررة من تقدمها واستبسالها في ارض المعركة.
هذه المعركة التي كان اغلب المحللين سواء كانو من صنف العسكر او من الساسة وحتى من خارج العراق وعلى صعيد دول متقدمة عسكريآ .. قد أعطوها حجمآ يفوق حجمها الطبيعي وكبرو من شأنها وجعلو منها بعبع ومن الصعب ان تحسم المعركة ضد داعش
بسهولة .. لا بل وصل عند البعض يقول احتمال استمرار معركة الموصل لسنوات لكي تتحرر .. وَمِمَّا لاشك فيه ان من يحتمل هكذا احتمالات على الأقل في نواياه الداخلية بعض الدعم لتنظيم داعش الإرهابي والغرض محاولة احباط همة وعزيمة القوات المحررة..
ولو سلمنا بصعوبة وخطورة معركة الموصل بسبب ما قد أسسه تنظيم داعش الإرهابي خلال الثلاث سنوات الماضية من خنادق وممرات وانفاق لحماية نفسه من اي هجوم لتحرير الموصل وان
التحرير ستدخل فيه أساليب حرب العصابات والشوارع وحرب المناطق المبنية.. فهي حرب دائما تكون صعبة على اي جيش في العالم وهذا امر معروف لدى القاصي والداني..
لكن بعد كل الكلام واللغط والتحليلات الناجعة والفارغة من المحتوى العقلائي .. تحررت الموصل بسواعد وعزيمة الأبطال وانكسرت شوكة داعش الإرهابي وصار يجر ذيل الهزيمة مطأطأ …وخرست السن الكثير ممن كانو في العلن يضدوه وفِي السر يناصروه.. وصار
شيء من الماضي
لكن علينا ان نقف ونستذكر الان كيف تحررت الموصل وماهو الثمن … والثمن … هو الدم العراقي الطاهر الذي نزف في الموصل من اجل تحريرها..
والله ارض الموصل اصبحت مقدسه بدماء الشهداء فعليكم يا اهل الموصل ان تتوضؤ قبل ان تدخلوها ..ونريد نعلمك أيها التأريخ الأعمى والأبكم ..
انه لقد خرجت من تلك الارض السمراء وجوهٌ سمْرٌ حملت أرواحها على راحات اكفِها ورسَمَت على صفحاتك بدمائها أجمل لوحات البطولة والشجاعه والإباء..
فليعلم العالم ان للعراق رجالٌ لايضاهون بكل الرجال…
قدمو أنفسهم ودمائم ليعيش غيرهم بسلام اعان الله كل أمرآة ثكلى فقدت ولدها في معركة الموصل وهن كثيرات واخص منهن المرأة الجنوبية واخاطبها….
سيدتي الجنوبيه
عادت الموصل لكن ولدك لم يعد…
سيبنون بيوت القتلة وينسون بيت ولدك الشهيد.
سيقطعون راتبك ويرممون جوامع افتت بقتلنا….
سقطت دولة الخرافة لكن لم يسقط الساقطون بعد….
تحررت الارض ولازال الانسان ارهابي يأكل بالنهار من قصاع الجيش وفي الليل يقاتلهم…!
دخل جهاز مكافحة الإرهاب إلى جامع النوري…
لكن الإرهاب لم يزل في شوارع المدينة….
سيدتي الجنوبيه….
سيكتب البعض عن كرم اهل الموصل في استقبالهم وينسون كرمك وانت تهبين ولدك إلى الوطن…
سيكون ولدك في تسلسل متأخر جدا من قائمة الشهداء فلقد سبقه الكثيرون وستكونين في آخر الطابور لتحصيل حقوق صغاره هذا ان كان له حقوق…!!!
سيظهر بعد قليل على شاشة التلفاز القادة والسادة والمحللون والمذيعون وسيثنون على تعاون الأهالي مع القوات الامنية وسينسون ان ولدك بصق بدمه بوجه ارهابهم…
لاتصدقيهم واغلقي التلفاز كي لايحترق قلبك
سيدعون غدآ الى صلح مجتمعي مع القتلة والخونة ممن كانو يناصرون داعش ويقفون معهم ..
لكن ستبقين في النهاية انتي و ولدك الشهيد الأعز والأكرم والأقرب .. فلا يضيركي ذالك كله
كلك ما جرى بعين الله سبحانه وتعالى.