23 ديسمبر، 2024 8:56 ص

عاجل … النائبة هيفاء الأمين تتخلى عن مقعدها في البرلمان

عاجل … النائبة هيفاء الأمين تتخلى عن مقعدها في البرلمان

وتستقيل منه وتطلق تصريحها الوطني وهي تقول …
لقد آمنا بالحزب الشيوعي لأنه نصير الفقراء والكادحين والعمال
وقد حملنا مبادئه الانسانية العظيمة
بعد أن عرفنا أنه الخيمة الآمنة للوطن والمظلة الوفية للشعب
وكان حلمنا الكبير وأملنا المنشود هو تحقيق تطلعات شعبنا في العدالة والحرية والكرامة والسيادة الوطنية
وقد قارع معتنقوا أفكار الحزب جميع أشكال الظلم والاستبداد طيلة عقود وخلال أجيال
وتحمّل أنصاره في سبيل ذلك التضحيات الجسيمة من الأذى والغربة وغياهب المعتقلات والتعذيب الوحشي والتصفيات الجسدية
وتعرّض أتباعه ومؤيديه الى التشويه في تحركاتهم و(الاتهامات) في تظاهراتهم !
واليوم وأنا أجد نفسي مُمثلة للحزب الشيوعي الذي كان ولايزال وفياً مُخلصاً لشعبه وهو ينأى بنفسه عن المساومات والمنافع الحزبية والمصالح الشخصية ويرفض الخنوع والسكوت على ظلم الشعب وتجويعه والتهاون في إنتهاك حرمة سيادة العراق ولايرضى لنفسه أن يكون شاهد زور على مايجري وهو يرى أبناءه يُقتلون بدمٍ بارد حينما يرفعون أصواتهم طلباً للحرية ورفضاً للتدخلات الاقليمية
وهذا هو الفرق بين الذين ترّبوا على أصالة المبدأ وطهارة الوجدان وسلامة العقل في أحضان الحزب بعد أن ترعرعوا على أفكاره وتتلمذوا على مبادئه والذين لاتغريهم الرواتب والامتيازات وبين الذين يلهثون وراء المكاسب والمغانم على حساب جوع الفقراء والمصالح العليا للشعب والوطن
وبعد أن أمضيتُ مدةً تجاوزت السنة كنتُ فيها نائبة في البرلمان وكنت ضمن (كتلة سائرون) التي أخذت على نفسها وتعهدت بأن تلبي مطاليب شعبنا
ولكن الحقيقة هي أن أعضاء كتلتنا وأعضاء البرلمان جميعاً لم يفكروا يوماً بأن يخطون خطوة واحدة للامام وكل الذي يقومون به هو التصريحات الفارغة والكلام الهُراء لذر الرماد في العيون وإلهاء البسطاء
وأن كتلتنا النيابية كغيرها لاتفكر في كشف الفساد او إيقافه على أقل تقدير ولا بتوفير الخدمات بعد أن إختارت لجميع المناصب وفقاً للمحاصصات البغيضة شخصياتاً لاتملك القدر الأدنى من المؤهلات
وعلينا أن نعرف أن الحكومات لايمكن لها أن تنسلخ عن مبادئها وتتجرد من أخلاقياتها لتبدأ بقمع شعبها وتستبد في سياساتها مالم تجد أن البرلمان هزيل لايفكر في شعبه ومصلحة وطنه ولايفرط في مكتسباته وامتيازاته
وأنا أرى أن مايجري اليوم هو أسوأ مما سبقنا من دورات قبلنا في البرلمان
فانشغل الجميع في الصفقات وتقوية أركان أحزابهم والرضوخ للإملاءات
وعدم التورّع بالإقدام على إهانة الناس وسلب حقوقهم والتفريط فيها ليبقى الشعب يعيش النكد والحرمان
حتى وصل الأمر الى تقويض هيبة الجيش وجميع المؤسسات
واليوم قد إنزوى جميع المسؤولين وهم لايفكرون في مصالح شعبهم بل سكتوا عمّا يجري ضد أبنائه من ترويعٍ وقمعٍ واستخفافٍ وإهانات
وليتهم إكتفوا بذلك إنما راحوا يسوقون ضدهم رخيص الاتهامات
التي إعتادت الانظمة الدكتاتورية عليها ويريدون منهم أن يسكتوا ويسكتوا ويسكتوا وأن يبقون يلعقون الجراح !
وهم يُطالبون بحقوقهم المشروعة فينهال عليهم وبـ(غدرٍ) و (قنصٍ) جميع أنواع الرصاص
على يد فرقة القناصة بقيادة (آزاد ابراهيم محمد صالح – المسؤول عن جريمة مصرف الزوية) التابعة لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي وبأوامر منه !
وهي تختبيء بأعداده الكثيرة فوق سطوح الأبنية فتقتل الأبرياء
وبدلاً من أن يقف المسؤولون ليسمعوا صرخة شعب أعزل يهتف بوجعٍ …
لا (لبيع الوطن) ولا (لتسويف الحقوق) … فانهم ينحرون أوداج رقابهم بجميع أساليب العنف والقمع ويستهينون بدمائهم ويسوقون ضدهم الشتائم والبذاءات
نعم قد إجتمعت جميع الأحزاب والكتل وتقاسمت الغنائم بينها وعلى الشعب أن يرى بعينه ويسمع باذنه ويسكت … هكذا هم يريدون !
لهم الرواتب الخيالية والامتيازات الفاحشة … وأن يكون لأبناء الشعب فتات موائدهم … هكذا هم يريدون !
وهكذا قد إنكشف زيفهم وافتضح أمرهم وتبيَّن للناس أن جميع الأحزاب والتيارات والكتل السياسية وجميع زعاماتهم السياسية والدينية وبدون إستثناء !
هم أعداءٌ لهم وأن تمشدقهم بالوفاء لهذا الشعب إلاّ كذبٌ وافتراء !
وقد جعلوا العراق اليوم معتقلاً خانقاً فرضوا فيه إقامة جبرية وعقوبة جماعية على الشعب العراقي مع قطع الشوارع وحظر التجوال وشلّ الفعاليات الحياتية وايقاف خدمات الاتصالات ومنها الانترنيت وقمع للشباب واضطهاد صارخ لارادته !
ولهذا فان الواجب الوطني والشعور الانساني يدفعني أن أقوم بما يمليه عليّ ضميري !
وأن مسؤوليتي هو الحفاظ على الأمانة في كشف وفضح الخيانة !
فانه هيهات لِـ(عِمامةٍ) زائفة جاهلة ومن ورائها قطيع من الرعاع وسرب من المنتفعين وشلة من الطارئين وحثالة من الوصوليين أن تسلب إرادتنا وتجهض عراقة مسيرة حزبنا !
# وفي هذه اللحظة … دقَّ مُنبهُ الساعةِ وعرفتُ أنني كنتُ في نومٍ غير مريح وكل ذلك كان هو (أضغاث أحلام) !!!
وعرفتُ أن الضمائر المُلوثة لايمكن لها أن تصحو فهي قد إستطابت المُغريات وتناست المباديء وأن ما كانت تتقولهُ هو محضٌ من الإدّعاءات !