عائلة النزال.. عنوان التضحية ووفاء الدماء الزكية

عائلة النزال.. عنوان التضحية ووفاء الدماء الزكية

تشرفتُ، في عصر هذا اليوم، بزيارة عزيزة قام بها أبناء الخالة من عائلة النزال، تلك العائلة الكريمة التي قدّمت ما لم يستطع كثيرون تقديمه. نعم، إن الجود بالنفس أسمى غايات الجود، وهذه العائلة جسدت هذه المعاني بأبهى صورها، فقد قدّمت ستة من أبنائها شهداء فداءً للوطن، عندما عصفت به تلك المحنة القاسية. كانوا أول الملبّين لنداء الواجب، وأثبتوا أن العراق، بنخله الشامخ، سيبقى صامداً في وجه الرياح العاتية مهما اشتدّت قوتها.
‏اليوم، سعدت بلقاء عدد من أبنائهم، وكان من بينهم الأستاذ مصعب النزال، المرشح للانتخابات البرلمانيةا القادمة. ولن أضيف كثيراً، لكن يكفي أن أقول: من قدّم الدماء الطاهرة دفاعاً عن الوطن، يستحق أن ينال ثقة الناخبين، فخراً ووفاءً لتلك التضحيات الخالدة.
‏ولا يخفى على أحد أن الأستاذ مصعب ليس مجرد مرشح سياسي، بل هو أحد الكوادر التربوية المعروفة، ، مؤمناً بأن بناء الإنسان هو الأساس في بناء الأوطان. وقد انعكست شهادته التربوية على شخصيته، فزادته حكمة وصبراً وحساً عالياً بالمسؤولية تجاه مجتمعه.
‏وجدت في حديثي معه قلباً طيباً، وعزيمة صادقة لخدمة الناس، واضعاً مصلحة الوطن والمواطن في مقدمة أولوياته. يقيم حالياً في قرية السرت جنوب الموصل، اما مسكن العائلة الاصلي فهو قرية الحود قرية الشهداء، تلك القرية التي يعرفها الجميع وتجد هناك اسم لتلك العائلة المضحية من خلال المفرق الذي يحمل اسم شارع النزال تخليداً لتلك البطولات.
‏إن الأستاذ مصعب اليوم يمثّل الأمل لكثير من العوائل التي ما زالت تعاني من الروتين الإداري في الدوائر الحكومية، بسبب عدم حصولها على أبسط حقوقها التي كفلتها القوانين. وفي حال فوزه، سيكون – بإذن الله – سنداً وعوناً لتلك العائلات التي قدّمت أغلى ما تملك من أجل الوطن.
‏ونحن إذ نتمنى له الفوز بمقعد في مجلس النواب، نحمله أمانة المطالبة بحقوق محافظة نينوى عموماً، وحقوق عوائل الشهداء والمفقودين خصوصاً، الذين ما زالوا يواجهون معاناة يومية جراء تعثر تنفيذ القوانين الخاصة بهم.
‏إن الوفاء للشهداء لا يكون بالدموع وحدها، بل بالعمل من أجل ما ضحّوا من أجله، وبالوقوف مع من يحمل راية الحق والدفاع عن المظلومين. ولعلّ أصوات الحق التي تتوحّد اليوم، ستكون غداً سداً منيعاً في وجه الفساد والإهمال، وبوابة عبور نحو عراق يليق بتضحيات أبنائه.
‏ختاماً، أؤكد أن فوز أي مرشح لا ينبغي أن يكون مناسبة للتفاخر والمجاملات، بل هو تكليف ومسؤولية وأمانة ثقيلة في أعناق الفائزين، ومسؤوليتهم الحقيقية أن يكونوا صوتاً للحق وخادمين لأهلهم ووطنهم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات