23 ديسمبر، 2024 12:35 م

ظواهر مدانة من اسباب تخلفنا‎

ظواهر مدانة من اسباب تخلفنا‎

انا لم ولن اكون ضد الاسلام كدين . فهو معتقد كثير من الناس وواجب الاحترام كغيره من الاديان . ولكنني اود ان اتكلم عن الذين يحملون المفاهيم الاسلامية بشكلها الحالي او بعض المسلمين الذين يطلق عليهم الاسلامويون ، لانهم يتكلمون ويتصرفون باسم
الدين . ولم نعد نعرف اي منها من الدين وايها من غير الدين ، فقد كثرت الاحكام وكثرت الفتاوي والتبست على الناس الامور.
لقد قرأت مؤخرا خبرا مفاده ان بعض الاعراب ولا اقول العرب ، قد تحرشوا جنسيا باكثر من مئة امرأة في مدينة كولون الالمانية في رأس السنة . وقسم منهم سرقوا نقودهن واهانوهن . انني لا ادعي ان هؤلاء جميعهم مسلمين ام لا . ولكنني اود ان انوه الى اننا عندما كنا علمانيين كشعب سواءا بالعراق او بالبلدان العربية الاخرى كنا نحترم المرأة وننأى بانفسنا عن التحرش بها او الاعتداء عليها . ولكن ما الذي حدث الان بحيث اصبح الاعراب في الدول العربية والاسلامية وكذلك الغربية يتحرشون بالنساء جنسيا ويعتدون عليهن . انني اعتقد بأن انتشار الفكر الديني المتخلف كبديل عن العقائد العلمانية والقومية والذي ظهر جليا بعد ثورات الربيع العربي هي الاسباب الحقيقية وراء هذا النكوص والعودة الى التخلف والجاهلية . وهذه الثورات التي ارتدت عن اهدافها عادت الى الافكار المتخلفة التي تمثل التراث الديني الحالي . هذا التراث الذي مزج بين قيم الجاهلية والقبلية مع القيم الاسلامية ، فظهرت لنا قيم جديدة تناهض المرأة وتناهض التطور الحضاري والمدني .
لا احد يتحدث معي عن فضائل الدين الاسلامي تجاه المرأة او انه دين تقدمي . ربما هذا صحيح من بعض الجوانب ولكن ارجو ان تكلموني عن الاسباب التي جعلت المسلمين يتحرشون بالنساء في الباكستان ومصر والعراق وحتى الدول الغربية. انها الثقافة الدينية الجديدة التي نشرها تنظيم داعش وغيره من قبيل بيع النساء وتأجيرهن واغتصابهن بحجة انهن سبايا وان الدين الاسلامي يجيز تملك السبايا واغتصابهن وبيعهن . وهكذا اصبحت سنة للاخرين في اعتبار المرأة سلعة تباع وتشترى وهكذا قل احترام الشباب العربي والمسلم للمرأة . وهناك حالات كثيرة في العراق وفي غيره من الدول العربية والاسلامية بقتل النساء دفاعا عن الشرف . وهم لا شرف لهم حيث يسرقون وينهبون ويخونون الامانة والوطن . والشرف عندهم يكمن في الجنس فقط . هذه هي الثقافة الدينية التي تعلموها . اسرق انهب اقتل اغتصب اكذب لا يهم المهم القيام بطقوس شكلية على اسس دينية لارضاء النفس وتزكيتها من الاثام المقترفة . وهذا نموذج بسيط لتخلف التراث الاسلامي الذي امتد الى كل مرافق الحياة . حيث الموسيقى والمسرح والسينما من المحرمات . لقد اختلفوا في كل شئ واتفقوا على عورة المرأة و زادوا في حجابها حتى اصبحت كالمومياء تمشي في شوارعنا وشوارع الغرب واصبح الاسلام والمسلمين مثار التندر والسخرية . . كيف استطاعت اسرائيل وهي دولة يهودية ان تحافظ على علمانية الدولة ومدنيتها ونحن نتمسك بتقاليد الجاهلية البالية ونزور الانتخابات من اجل فوز الحزب الفلاني . هذه نماذج بسيطة للتخلف الذي امتد الى كل مرفق من مرافق الحياة ولذلك نرى الدول العربية والاسلامية تسير من سئ الى اسوأ بفضل الاحزاب الاسلامية المتناحرة في كل الارجاء .
اننا بحاجة الى صحوة حقيقية حضارية ومدنية . صحوة نحو الحداثة والعلم والثقافة . . لنترك الماضي يدفن ماضيه ولنتطلع الى مستقبل ابناءنا واحفادنا الذين لم نورث لهم سوى التخلف والجهل والمفاهيم البالية العتيقة . اننا بحاجة الى ان نعلم ابناءنا في المدارس وفي بيوتنا الاتجاهات العقلانية للاديان واحترام الاخر سواء في الجنس او المعتقد . وقد ان الاوان لتجديد الفكر الديني ليصبح منسجما مع العقل . مع التطور . ومع الانسان .