هل هناك سباق بيننا وبقية الحيوانات التي تتشاركنا هذا الكوكب على التكاثر، واينا أكثر عددا ؟
لايبدو ذلك أمرا حقيقيا. فليس هناك مايثبت نية الحمير، أو الخيول، أو البغال، أو الطيور، أو الزواحف، وسواها من حيوانات وحشرات أن يكون عددها يفوق البشر على الأرض، وهي تتكاثر وفق نظام طبيعي وبيئي معروف ومتوازن، وربما تنقرض كما حصل مع عديد الأنواع النباتية والحيوانية، سواء بفعل عوامل الطبيعة، أو بفعل تعدي البشر عليها. ولذلك لانجد أن أعداد الحيوانات تزداد، وتهدد البيئة، بينما يزداد تعداد البشر بشكل مخيف.
قوم يأجوج ومأجوج الذين يرد ذكرهم في الموروث الديني قد نكون هم لأن الروايات تقول: إنهم يشربون حتى تجف الأنهار، ويأكلون حتى لايبقى طعام، وهذا ماسنصل إليه قريبا، حيث يزداد المواليد الجدد بشكل كبير، وفي مصر لوحدها هناك مليونان ونصف المليون مخلوق ينزلون للساحة، ويتجاوز عدد سكان الصين المليار، وربما النصف، وتلحق بها الهند وعشرات الدول، ويتوقع أن يصل عدد سكان الأرض الى سبعة مليارات شخص لايبقون ولايذرون، فلا طعام يكفي، ولاشراب، وفوق ذلك ينشرون الخراب في المعمورة بفعل السلوك الخاطيء وغير المتزن.
حتى الحشرات التي تتكاثر في موسم تفنى، ويحل معها جيل جديد يفنى، مع ملاحظة إن بعض الحشرات تعيش لأيام، وبعضها لأسابيع، وهي تحافظ على التوازن الطبيعي، لكن المشكلة إن معدل عمر الإنسان يصل الى السبعين والثمانين، فيظهر الفارق، ويكون الإنسان مصدر الاذى الأول، ولابد ان يجد الحلول، ويوقف تسونامي التكاثر.
مالم تضع الحكومات إستراتيجيات ناجعة لوقف هذا الخطر، ومالم توضع خطط لزيادة إنتاج الطعام، وتوفير المياه فإن بقاء البشرية مرهون الى الصدفة التي قد تنهيه فتسونامي البشر يريد الماء والطعام، ولايمكن أن يشبع حتى يحيل الكوكب الى خراب.