23 ديسمبر، 2024 5:47 ص

ظهور علامة من العلامات الكبرى لسقوط العبادي

ظهور علامة من العلامات الكبرى لسقوط العبادي

انتصارات القوات المسلحة العراقية والقوات الأمنية والحشود الشعبية المتجحفلة معها يعتبرها الكثيرين ناتج حتمي لقدرة العسكرية العراقية العريقة في التخطيط والأعداد والتنفيذ مسنودة بقاعدة متينة من الخبرة المكتسبة التي حصلت عليها نتيجة العمليات العسكرية الأقليمية ولعقود طويلة وبوجود اسناد متميز مهول من تحالف دولي قوي .. واصبح للقيادة العامة للقوات المسلحة التي تسمى اليوم قيادة العمليات المشتركة باع طويل في انجاز المهام الحربية الستراتيجية العظمى دون حاجة لوجود منصب سياسي كوزير الدفاع أو حتى منصب القائد العام للقوات المسلحة (حيدر العبادي) الذي يعلم الجميع ان قدرته العسكرية لم تكن تتجاوز في كل الأحوال معرفته بأن البندقية الكلاشنكوف ترمي مفرد ومرّات صلي ومرّات تحشر وما ترمي .
 
لذلك فأن انتصارات جيشنا الأبي في الحدباء لا يمكن أن تحسب بأي صورة كنقاط الى الأخ العبادي .. وعلى سبيل المثال وفي زمن الأقتصاديات كلنا رأينا كيف أن الرئيس بوش الأب ورغم نصره المؤزر الخاطف في اخراج العراق من الكويت واستعراضاته العسكرية المشهودة التي لم تكن لتشفع له في الأنتخابات التي أعقبت الحرب بسنتين .. لكي يسارع الأمريكيون ويستبدلونه بطيب الذكر كلينتون وكأن شيء لم يكن .
 
موضوع الأقتصاد عندنا في العراق أكثر حميمية كوننا شعب عاطفي ، فبعضنا يسمية لقمة العيش ، والآخر لقمة الخبز ، وكثير منا يسميه الرزق والعيشة .. وقطع الأعناق ولا قطع الأرزاق .. لكن سيادة القائد العام المطنش لم يدرك أن ضنك العيش سيجبر العراقيين على ازاحته من مكانه ولو بعد حين .. ولأننا نعلم أن الرجل مسكين مستكين وليس صاحب قرار ، فمن المؤكد أن تلك الأجراءات التقشفية المغلوطة التي بدأت تتوالى على المساكين في الأشهر الأخيرة كانت من أستشارات بعض المستشارين (العتاكة) ممن يتواجدون في مسطر المستشارين الموجود في المنطقة الخضراء .
 
الأستقطاعات المتتالية من رواتب موظفي وعسكريي الدولة اصابت الكثير بالدهشة والفزع ، فلم يجروء عليها أحد قبل ابو يسر او بعده حتما ، والكل يعلم ان ذلك هو الخط الأحمر القاني الذي يرسم نهاية حتمية سريعة لكل من يتجاوزه .. لكن الأخطر من ذلك هو الأستقطاع من رواتب ((المتقاعدين)) المدنيين والعسكريين .. فهولاء هم كالأيتام في الدولة (ولا تقربوا مال اليتيم) ، ودائرة التقاعد تعتبر بالنسبة اليهم كدائرة رعاية القاصرين للأيتام ، ولا يمكن لها أن (تسرق) من مدخرات حياتهم الوظيفية التي جمعتها منهم بعد عقود طويلة من الخدمة الحسنة بحجج غريبة ، ووصل الأمر بالعبادي أن يمنع مكافآت نهاية الخدمة أيضا لهؤلاء المتقاعدين المساكين بسرقة علنية مخزية .. وكان بأمكانه كأكبر مسؤول في الدولة أن يوفر وبطرق بديلة مليارات ومليارات من تجميد مجالس المحافظات وتقليل رواتب الرئاسات الثلاثة والبرلمان والهيئات المستقلة بشكل حقيقي ملموس وايقاف سرقات ثروات العراق عن طريق مزاد العملة المشبوه للبنك المركزي العراقي ، ومحاسبة حيتان الفساد واسترجاع اموالنا المنهوبة ، وليس بطريقة الضحك على الذقون أو بطريقة ابوية ما يكدر إلا على أمي ، لكن الجميع يعلم ان الرجل مسكين مرتجف اليد لا يمكن له إلا أن يجافي الحق بعد أن يصور له المتملقون من مستشاري الغفلة أنه صاحب الحق .. الكثير من العراقيين اعتبروا التجاوز على رواتب المتقاعدين (( ايتام العبادي )) هي احد العلامات الكبرى لسقوط دولة رئيس الوزراء .. بل ذهب البعض منذ الآن أن يجهر بتبريكاته القلبية للسيد نوري المالكي لقرب عودته لسدة الحكم .