في العراق نفتقر للعقل الإداري الإحترافي في مجال الإعلام ، يضاف الى ضعف وغياب الدافع الوطني لمعظم الإعلاميين ووسائل الإعلام .. ولقد شكل ظهور الفضائيات التابعة للأحزاب والخاصة الممولة من الأثرياء مرحلة جديدة في بداية فوضى الإعلام والتخلي عن رسالته الوطنية والإنسانية ، وعن الجانب المعرفي الرصين الذي يجب ان يتصف به .
السماح بظهور أحمد ملا طلال مجددا يقدم برنامجا حواريا على إحدى الفضائيات ينقاش فيه قضايا العراق السياسية يعد خطئاً مهنيا جسيما من قبل مالك القناة نظرا لغياب مصداقية مقدم البرنامج ملا طلال ، وكذلك يشكل إستفزازا لمشاعر المشاهدين الساخطين على العملية السياسية ومن إرتبط بها .
أين المصداقية لو ناقش ملا طلال في برنامجه المواضيع التالية :
– الإنتهازية .. وملا طلال إعترف بحصوله على قطعة أرض هدية من نوري المالكي دون وجه حق قانوني .
– الفساد .. وملا طلال قبل على نفسه ان يكون جزءا من حكومة شكلتها الأحزاب الفاسدة .
– المحاصصة .. وملا طلال كان ضمن حكومة محاصصة شكلتها الأحزاب الطائفية والقومية .
– التدخل الأجنبي في العراق .. وملا طلال وافق ان يعمل ناطقا رسميا شكلتها التنظيمات التابعة لإيران وبموافقتها .
– قتلة المتظاهرين والناشطين .. وملا طلال كان ينشر أكاذيب الكاظمي بخصوص محاسبة القتلة .
قضايا كثيرة تخدش في مصداقيته أحرقته صورته كإعلامي ، وربما يكون مكانه المناسب هو في إحدى الفضائيات الشيعية التي تمولها إيران كي يبدو منسجما مع مواقفه وسلوكه .. وستخسر كثيرا من مصداقيتها الفضائية التي تحدت مشاعر المشاهدين وإستفزتهم بموافقتها على تقديمهم أحد برامجها دون حتى ان يقدم إعتذارا للمشاهدين ويعرب عن ندمه وهذا إستفزاز آخر مضاف !