مرّةٌ اخرى , ظاهرةٌ اخرى ” تضاف الى حَفَناتِ ورُزم الظواهر النشاز في العراق , والتي بلغت ارتفاعاً شاهقاً جرّاء تكدّسها وتزاحمها مع بعضها ” , والى الحدّ الذي تجعلنا في الزاوية الحرجة أمام الأقطار العربية والرأي العام العالمي , وصارت كأنها تظهر أمامَ عدساتٍ مكبّرة ومجسمة , ناهيكَ عن الرائحة والصورة والصوت .!
وهذه الظاهرة التي قد لا تبدو ظاهرةً لبعضٍ من الشرائح الأجتماعية وحتى غير الإجتماعية ! ” مهما كانت النسبة للنوعِ والكم ” , لكنّ ما يميزها في قاموس الحالات الشاذّة والفريدة , فهو ما لم تسبقها سابقة في اكثر البلدان تخلّفاً وتعثّراً في الخطى السياسية .
ما حدثَ منْ حدثٍ مؤخّراً وتكرّر , وقد يتمدد سياسياً – حزبياً , وكأنّه حُمّى سريعة العدوى .!
هو قيام بعض قادة الأحزاب والتنظيمات الدينية بإستدعاء بعض سفراء الدول الكبرى في بغداد وابلاغهم عن عدم رضاهم او استيائهم من سياسات تلك الدول , سواءً عن شنّ الحرب على اوكرانيا , او عن القول بحصولهم على معلوماتٍ استخباريةٍ عن تدخّل دولهم في الشأن الداخلي العراقي , وإذ لا دواعٍ تستدعي ذِكر جنسيّات هؤلاء السفراء < كسعادة السفيرين البريطاني والروسي كإنموذجين > , وربما تستدعي عدم ذِكر امثال هؤلاء من رؤساء الأحزاب ” الذين تناولتهم وسائل الإعلام تفصيلياً في الآونة الأخيرة ” .!
وعلى الرغم من أنّ هذه التصرّفات والسلوكيات لأولئك السادة – القادة , هي مخالفة كلّياً وجذريا وبحدّةً للبروتوكولات والأعراف الدبلوماسية , وإنَّ مسألة إستدعاء سفراء دولٍ اجنبية منوطٌ بوزارة الخارجية فقط وفي كلّ دول العالم , كما ومن المفارقات اللواتي كأنّها ذات العلامة الفارقة .! فهي اضطرار وزارة الخارجية العراقية للّجوء والتزام الصمت المطبق أزاء هذه المواقف المستحدثة – المشار اليها في اعلاه , ونرى بصورةٍ او بأخرى من الزاوية الضيّقة , أنّ الخارجية العراقية ربما تكون نصفَ معذورةٍ او اقلّ لإمتناعها عن التعليق عن مثل ذلك , وربما لمئةٍ سببٍ وسببٍ يختزلها سببٌ واحد لا غير .! والعراقيون يعرفوه ويحفظوه عن ظّهر قلب , وحتى وهم نيام .!
ثُمَّ فالأهمّ من كلّ ذلك , وبأهميّةٍ اغلظ , فمن خلالٍ تفحّصٍ وتمحيصٍ لمسألة دراما او كوميديا استدعاء السفراء , وهو إجراءٌ لم نقم به او ممارسته اصلاً وإنّما لتعزيزالمتطلبات الإعلامية – المعنوية لهذا المقال , فالمسألة برمّتها وبمجملها لا تتجاوز تسجيل مواقف ” عبر الإعلام ” ولا علائق لها بالأحداث الدولية والداخلية , لأولئك الساسة , والتي بدت وغدت مجردّة حتى من ورقة التوت السياسية وغير السياسية والى ما هو أبعد من ذلك وللأسف , وَ وأسفاه .!