ان ماقيل عن جرائم داعش وعن فكرها التدميري لايخرج عن كونها معول هدام في واقع الامة الاسلامية اوجدته القوى الدولية التي تحاول رسم المشهد العالمي بدقة متناهية خدمة لاغراضها ومصالحها وخدمة لاجندات المحافل الصهيونية .
فالجرائم التي اقترفتها جماعة داعش والجماعات الارهابية الاخرى تعتبر من اسوأ وأبشع الجرائم التي ارتكبت ضد الانسانية وهي في ملامحها وتجلياتها لاتختلف عن جرائم كيان الاحتلال الصهيوني بل هي انعكاس طبيعي ونوعي عن تلك الجرائم ، والاخطر في هذه الجرائم انها ترتكب باسم الاسلام , وتحت عباءة الدين مما يطرح تساؤلات عن واقع هذه الجماعات وعن المشغلين والممولين والمحركين من وراء الستار ، وبالتالي فالإسلام هو المستهدف من وراء هذا النمط من الجرائم الممجوجة والمضخمة والتي تهدف الى تشويه الاسلام والحيلولة دون توسع رقعته التي بدات في السنوات الاخيرة تتسع وتكبر .
ان مشكلة داعش لم تقف في حدود منطقة الشرق الاوسط بل ان خطرها يهدد العالم برمته ذلك لان المنتجين والممولين يتخذون من هذه الصنيعة بعبعا لاخافة الاخرين ولارهاب العالم من اجل اشغاله بمخاوف مصطنعة انية ليخلو لهم الجو لتمرير اجنداتهم وخططهم الشريرة .
داعش هي قنبلة موقوته قد يتم القضاء عليها ظاهريا او شكليا لكن شظاياها واوجاعها ستبقى تنهش في جسد الامة وفي احشائها ,وبالتالي فان اية قراءة متانية ومهنية لتوقيت ظهور داعش ولارتكابها هذا الكم الهائل من الجرائم وصعودها السريع والملفت الى مسرح الاحداث لايخرج عن القول بانها نتاج ظروف وعوامل ومخططات عديدة , وهي في الواقع اختزال للواقع السلبي للامة الاسلامية , كما انها لاتختلف عن واقع الانظمة الرجعية المهادنة والعميلة لقوى الاستكبار العالمي لان هذه الانظمة تمظهرت وتبلورت بهذا الشكل المنفلت عن كل القوانيين والسلوكيات الرسمية لتمارس دورها الحقيقي على الواقع وبدون اقنعة او رتوش .
كما ان داعش هي نتاج السلوك الخاطئ لبعض التيارات الفكرية التي تبنت عقيدة التكفير والقتل والتحريق والسبي والنفي للاخرين مما جعلها تستهوي بعض الفئات المتشربة بتلك الافكار الموبوءة , وهذا الامر بحد ذاته فسح المجال امامها ولها لان تتمدد وتتضخم بهذا الشكل الهلامي ثم تنكفأ بعد ذلك على رفوف الذكريات وفي بطون بعض الكتب .
داعش بالمحصلة هي مؤامرة خطيرة وكبيرة يراد منها شرذمة وتشظية المنطقة وتسخين عوامل الخلاف والكراهية بين الطوائف والنحل والملل من اجل ان تبقى القوى الدولية متحكمة بحياة ومصير هذه المنطقة الحيوية , كما يبقى الكيان الصهيوني يصول ويجول بدون اي منازع وبدون اي رادع .