22 ديسمبر، 2024 11:05 م

ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره *!

ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره *!

الأحزاب  السياسية الشيعية عادت إلى عادتها القديمة, بنبش أدراج دفاترهاالقديمة وبث الروح في قوانين جائرة, جُمدت لتعارضها مع الدستور والمبدأالديمقراطي والقبول الشعبي, لما تعيشه من مأزق وجوديفهي تجاهدلإيجاد مخرج لها, مستغلة ما تظنهالدنيا ربيع والجو بديعو فرصتهاالذهبية لتمرير ما تريد,  لا سيما بعد التخلص من العقبة الكأداء المتمثلةبشباب انتفاضة تشرين الشعبية وقمعهم, تقتيلاً وترهيباً, وخلو الساحة منالتيار الصدري ذو الشعبية الواسعة, بعد تقاعد السيد مقتدى الصدر عنالعمل السياسي ( الذين طگوا لذلك إصبعتين ), ثم التضييق على القوىالديمقراطية والوطنية والجمعيات والاتحادات والنقابات والروابط المهنية وكلمنظمات المجتمع المدني, واستبعادها بكل تلاوينها المختلفة في صنع القرارالوطني الذي هو مسؤولية كل الفعاليات العاملة وليس فقط نواب أحزابالمحاصصة البرلمانيين الذين هناك علامات استفهام كبيرة على طريقةانتخابهم.

تعيش قوى الإسلام السياسى المتشبثة بالسلطة معضلة الحفاظ عليها.

ولأن أحزاب الإطار التنسيقي أصبحت غير قادرة على الفكاك من هذاالمأزق, مأزق احتمالات فقدانها السلطة وكل ما كنزته وبنته من نفوذوامتيازات, وهي ترى بأم عينيها تصاعد مستويات الرفض الشعبيلشخوص قياداتها وأفكارها وتوجهاتها, بعد أن جربتها وفقهتها.. لذا فهيبدأت تلجأ إلى الدفاتر القديمة, كما التاجر المفلس, بالبحث عما ينقذها منهذا المصير, بالالهاء وجذب الأنظار بعيداً عما تبيته من مخططات, فكانوقوعها علىقانون المحتوى الهابطالبائس.

وبعد أن قدموا خلال فترة حكمهم أدنى مستوى اداء هابط خلال ما يقاربالعشرين عاماً وفي كل المجالات, وخاصة في المجال التربوي والثقافي, وغلقالأبواب أمام الثقافة والفن الهادفيّن ذات المستوى الراقي ومحاصرةالمبدعين وغلق المسارح والسينمات, الذي سمح للمحتويات الهابطة منالتسلل من الشباك فكانت برامج الفكاهة التافهة والاسفاف والمسلسلات غيرالهادفة والروزخونيات الطائفية على فضائيات الحكومة وأحزابها, ثم بدأوايطاردون ضحايا سياساتهم الاقتصادية والتثقيفية والتعليمية, والسيركالسياسي الذي امتهنوه ومارسوه, منالتُفّه الظرفاء “.

يُدان هؤلاءالتُفّه الظرفاءبهبوط محتويات نتاجاتهم الفيديوية, بينما هميعكسون ويرسمون, في حقيقة الأمر الوجه الآخر لما هو سائد من رياءوتديّن كاذب, وتمردهم ( السلبي ) على الواقع المتردي والبيئة التي يتلوونفيه, محاولين العثور على موضع قدم لكياناتهم, لكن الآفاق مسدودة أمامهم.

لسان حالهم يردد مع الخالد مظفر النواب : ” اغفرواكلماتي القاسية.. بعضكم سيقولُ بذيئة, لا بأس, أروني موقفاً أكثر بذاءة مما نحن فيه !”.

أرادت أحزاب السلطة, في حقيقة الأمر, بلقيتهم التي استلّوها من تحتغبار النسيانورقةالمحتوى الهابط ” , التذلل والأقتراب من التيارالصدري الذي يناصبهم العداء, متوسلين بالسيد مقتدى الصدر لدعمسلطتهم المتهاوية ( لإنقاذ مشروعهم الإسلامي ) المزعوم من الانهيار, متأملين منه ومن تياره انتشالهم من مأزقهم.

وكذلك كسب المرجعية الدينية التي أغلقت أبوابها بوجوه قادتهم الفاسدين, لخداعها بلبوس الغيرة على الدين والمذهب والقيم والشعائر الخ الخ الخ.

يشير بعض المتهكمين إلى أن السبب الرئيسي وراء سن قانونالمستوىالهابطإلى غيرتهم وحسدهم من أعداد المتابعين لهؤلاء المدونين مقارنةبأعداد من يتابع خطابات ودروس قياداتهم  المعممة والمجاهدة الورعةمعأن المتابعة الواسعة, التي وصلت إلى مئات الآلاف لهذه الفيديوهات ( الهابطة ), لا تعبر بالضرورة والقطع بتدني الوعي والذائقة الشعبية العامةبل هو بحث عن كل ما هو مختلف ومشاكس وفكاهي عما تطرحه قنواتوفضائيات الأحزاب الحاكمة من مواعظ فارغة ومظاهر ورع  كاذبة وأدعيةوبكائيات مملة مكررة, والتشفي بها.

ثم أعادوا الحياة لقانونحظر استيراد وتصنيع وبيع المشروبات الكحوليةالذي تم تمريره في مجلس النواب في 22 تشرين الأول 2016     , بدعوىتحريمه دينياً والحفاظ على القيم والتماسك العائلي وغيرها من الذرائع, ليشفع لهم أمام المرجعية الدينية في النجف وتفتح لهم أبواب الرضا

ولو سألت أي مواطن عراقي عن أسباب سن هذا القانون في القرن الحاديوالعشرين في مجتمع مدني متنوع في تركيبته الاجتماعية وهوياته, يقول لكبأنهم يهدفون إلى توسيع دائرة تعاطي المخدرات بأنواعها وترويجها بينالشباب لعدم وجود نص يحرمها, رغم أن أضرارها الاجتماعية والاقتصاديةأكثر ضرراً في المجتمعات من المشروبات الكحولية لأن إمكانية السقوط فيحمأة الإدمان عليها أسرع, لكنها تجارة تدر عليهم أرباحاً طائلة, كمالمورديهم من الجيران.

هذا القانون مفصل على مقاسهم, مقاس احزاب الاسلام السياسي فقط, فهو إذن مجرد لعبة سياسية, لأن شركائهم في المحاصصة ليسوا معنيينبتطبيقه في مناطقهم.. عكس نظام سانت ليغو الانتخابي الذي يرغبون بهبإحيائه جميعهم بعد أن  أسقطه شباب انتفاضة تشرين المجيدة, ومعه رئيسوزرائهم.

ومن المؤكد أن الإجراءات البنكية الاميركية لمنع فوضى تهريب الدولار لإيران, أشعرتهم, أكثر من أي وقت مضى, بهشاشة سلطتهم بعد خسارتهم مصدرقوتهم المالية. لهذا تجد أكثر قيادات الإطار التنسيقي رزانة قابعين فيحضن سفيرة الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية الدافيء السيدةألينا رومانسكي “, مفضلينالجهاد البراغماتيعالي الجودةضدالأمريكانوس عن صبيانية أيام الكاتيوشا !

قوى الإسلام السياسي الشيعي يملؤها الغيظ, وهي ترى رئيس جمهوريةايران الاسلامية السيد ابراهيم رئيسي يدعو عدوها اللدود رئيس الوزراءالسابق مصطفى الكاظمي ويستقبله بحفاوة استقبالاً رسمياً, واجتماعه, منثمة, قيادات نافذة في الجمهورية الاسلامية. وهذا يعني من بين ما يعنيتبرئته من تهمة المشاركة في اغتيال الجنرال سليماني, الذي كانوا يريدونالثأر له من الكاظمي, وقد حاولوا اغتياله في بيته, فعلاً, بطائرة مسيّرة.

وقد كانت دعوة الرئيسين السابقين مصطفى الكاظمي وبرهم صالح إلىطهران ضربة في مقتل, لأنها قد تعني نضوب مصادر دعمهم الأيديولوجيالفقهي بعد الانزياح التكتيكي للإيرانيين بسبب الضغوط الأمريكية والدولية..

ولم يبق أمامهم من حل سوى الاستمرار بمنهج رفض الآخر ومحاولة تركيعه, فهم لا يستطيعون مغادرة اسلوبهم الاستبدادي في الحكم بمسحتهالثيوقراطية, بفرض كل ما يلائمهم وينفعهم ويطمّن مصالحهم, من قرارات, وتجاهل حاجات المواطن ومصالحه ومشاعره, ولا يهمهم كسب ثقته بتقديمالخدمات له وتحسين سبل حياته ورفع مستواه المعيشي.

انهم يتجاهلون رئيس الوزراء السيد رئيس الوزراء محمد شياع السودانيالذي اختاروه ويعملون على تجاوزه وتكبيله وتحميله مسؤولية القوانينالمكرسة لدكتاتورية الفكر الواحد وسلب حرية الرأي وانتقاد السلطاتوالشخصيات, إضافة إلى حرية التظاهر

إنهم يريدون جرّه إلى مستنقعهم !

مثل يُضرب عن من يحاول نهب الآخرين بالدجل والخداع. ومطيرةامرأة مشعوذة أرادت استغلال ثقة السذج لمآربها.