22 ديسمبر، 2024 2:14 م

ظلال الشكوك في معارك الانبار

ظلال الشكوك في معارك الانبار

اعلنت  مصادر عراقية عن بدأ عمليات تحرير الفلوجة وسط شكوك  تثار حولها. 
الطرف العراقي والحشد الشعبي اعلنا ان معرك التحرير تبدأ من الفلوجة وهذا يعني في جانب ما فقدان المفاجئة فداعش اليوم على اطلاع على خطط القوات العراقية ومن ثم نفترض وضعت لها خططا مضادة .

لم يعد خافيا ان القادة الامريكان معترضون على هذه العملية لانهم يريدون ان يكون التحرير لمدينة الرمادي اولا  باعتبارها عاصمة المحافظة ، وتحريرها سيعني عودة الحكومة المحلية اليها اضافة الى البعد المعنوي في ذلك  . كما انهم يشككون في نوايا من يقول الفلوجة اولا .

تبدو قيادات الانبار في حيرة من امرها لا تدري اتنحاز الى الحكومة ام الى التحالف الدولي سيما وان القرار العسكري لها ،  وهي مضطرة للتعامل مع الواقع الميداني كما يختاره الاخرون . 

تبدي اطرافا عدة اعتراضها على الاسلوب الذي يستعمله الحشد الشعبي والقوات العراقية والذي يقوم على اساس الارض المحروقة  ، دون مراعاة  لعشرات الاف العوائل للمحتجزة في الفلوجة،  باستخدام البراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة والراجمات والتي يتضرر منها الابرياء في المقام الاول بينما مقاتلو داعش تحميهم سراديبهم وانفاقهم التي انشؤها خلال هذه الفترة.

دعوة الحكومة للعوائل بمغادرة الفلوجة غير مقنعة اذ انها لم توفر لهم مستلزمات النوح من سكن وخدمات التي كان يجب تهيئتها بشكل كامل قبل ان تبدأ المعارك وبقد بث الاعلام  صور خيام مهترئة  قليلة العدد كمراكز ايواء لعوائل المدينة .

ان الاختلاف في وجهات النظر الامريكية والعراقية حول اولويات المعركة نتج عنه محاولة كل منهما فرض رؤيته والعمل بمقتضاها .  وهذا ما جعل الحشد الشعبي يستعجل الهجوم دون التنسيق مع الطرف الامريكي ليفوت عليه ادارة المعركة حسب تصوراته . ويخشى ابناء المحافظة من تكرار تجارب سابقة في سيطرة الحشد  على المدينة وافراغها من سكانها وعدم السماح لهم بالعودة بحجج عدة . وتجربة ديالى لا زالت شاخصة رغم ان الدمار فيها لا يمثل الا جزءا بسيطا مما سيحل بالفلوجة من دمار .  وهناك تخوفات حقيقية من ان يحاول الحشد فرض تغيير ديمغرافي فيها  في اطار خطة غير معلنة استباقية لاي محاولة لاحقة لانشاء اقليم الانبار بعد تحرير المحافظة . ومن يتابع تحركات قوات الحشد وسيطرتها على النخيب ومناطق اخرى ممتدة عبر الصحراء وصولا الى الحدود الاردنية يصل الى قناعة ان هذه المخاف حقيقية وليس تخيلات او اوهام  .

لا نعتقد ان الطرف الامريكي سوف يقف متفرجا تاركا للحشد الشعبي فرض ارادته وان كنا لا ندري كيف سيتصرف ولا نعتقد ان داعش ستحصر معركتها في الفلوجة بل ستكون هناك جهود مضادة ومن هنا فتوقعات المراقبين بنحاح عملية تحرير الفلوجة لا تتجاوز ٥٠٪ .

ان صحت هذه التخوفات فالنتيجة مدمرة  لانه سيعني مزيدا من الدمار والدماء واستنزاف الجهود والطاقات وتبديدها في ظروف صعبة يعيشها العراق لا تحتمل الاخطاء .