18 ديسمبر، 2024 1:36 م

ظلٌ يغفو في حضن الحائط،

وظل ينام فوق رصيف،

وظلال تتجول في مدن التيه

تبحث عن ظلٍ يؤويها،

وظلال تقطّر شهداً من زهر الذكرى،

وظلال تنوء بحملٍ يقصم ظهر الأيام،

تشكو ذاكرة تعبت من ثقل التذكار.

 

ظلال تحكي،

تتألم،

تنادي:

عذّب الجمّال قلبي حينما اختار الرحيل،

تغوص في شرايين المدينة،

تنادي طيبتها،

تبحث عن ودٍّ صار عتيقاً،

بفرح يلاقي لهفتها،

تحضنه، تعانقه،

تزهو من رائحة الأيام.

ظلال تلوذ بصدرك،

تعدو خلفك،

ظلال لا تترك نبضك.

ظلال تناجي النور العابر: امنحني بعضاً منك لأحيا،

كي أتخلّد،

ظلال ترث الشارع دون منازع

لا تلقي بالاً لزعيم نادى زوراً:

أنا ظل الخالق فوق الأرض،

وتحت الأرض،

وتسبح بأمري أسماك البحر.

ظلال تتمرد، تعلن:

ظل الخالق تلك الزهرة،

تلك البسمة،

تلك الشعلة،

تلك الطفلة،

ظلال تعدو،

تدخل من باب الغرب مدينتَها

تصل باب الشرق،

تكنّس شوارعها،

تمسح رائحة الموت عن الجدران،

ترسم بسمتها في الساحات

فوق الحجر الصلب،

فوق العشب الأخضر،

وتترك في الحارات علامات،

تترك سر البصمة،

تترك بصمتها واضحة

في كل الأرجاء

تحفرها، أقوى من حفر الليزر،

تتركها واضحة،

تتلألأ ماسةً ناصعةً في حضن الأحجار.