زيارة وزير الخارجية الايراني جواد ظريف الى العراق وفي هذا التوقيت بالذات، والذي تشهد الازمة السورية فيه منعطفاً خطيراً الا وهو تهديد الولايات المتحدة الامريكية بشن ضربة عسكرية مباشرة الى سوريا قد تؤدي الى تغيير مجرى الصراع الدائر حالياً هناك بين نظام الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة المسلحة ، هو محاولة لزج العراق بصورة او باخرى بالازمة السورية وبسياسة المحاور التي تشهدها المنطقة حيث المعسكر التركي السعودي القطري الاماراتي الاردني الداعم للمعارضة السورية المسلحة وجبهة الممانعة ايران سوريا حزب الله.
ان الموقف الحكومي العراقي المحايد ظاهراً والمنحاز باطناً سيكلف العراق الكثير ، لان الادارة الامريكية لا تعتبر الازمة السورية مجرد ازمة دولية او نزاع دولي عابر بل ان هيبة الولايات المتحدة اصبحت موضع شك جراء استمرار صمود النظام السوري ، لذلك فالمراهنة على استمرار حكم الرئيس بشار الاسد خاسرة وان طال صموده لان صانع القرار الامريكي قد اتخذ قراراً بضرب النظام السوري وتغيير مجرى الامور على الارض ، رغم الدعم الروسي والايراني ، واجباره على قبول تسوية لانهاء الازمة يترك فيها الاسد سدة السلطة والانتقال الى مرحلة جديدة .
ومن هنا فان تصريحات المسؤولين العراقيين بخصوص الازمة السورية وحملة القنوات الرسمية العراقية الموجهة والداعمة لنظام بشار الاسد برأيي هي ليست في محلها فالعراق ليست له القدرة على مواجهة الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في المنطقة والتي سوف لن تغفر للحكومة العراقية والائتلاف الحاكم وقوفهم الى جانب محور ايران سوريا حزب الله خصوصاً وان الامريكان هم من قدموا العراق على طبق من ذهب للاحزاب الموجودة في السلطة بعد ان خسرت الولايات المتحدة الآف الجنود ومئات المليارات جراء احتلال العراق وستعمل حال انتهاء الازمة في سوريا الى تصفية حسابها مع النظام الحالي في العراق وعندها لن تنفعنا لا زيارة ولا ظرافة ظريف.