من اخر الخطوات التي تتوج نهاية العام الدراسي عملية تصحيح الدفاتر الامتحانية لطلبة الصفوف المنتهية , وهي خطوة ينتظر منها تقييم موضوعي لجهود الطلبة ومعلميهم ومستواهم الدراسي تقوم بها مجاميع من التربويين من ذوي المواصفات الخاصة الذين تسند لهم هذه المهمة عن خبرة بنشاطهم وكفائتهم ..وتتم عملية التصحيح في مراكز تحددها مديريات التربية , وهي ليست كثيرة , يفترض ان تكون ملائمة وتتوفر فيها المستلزمات المطلوبة والاجواء المناسبة لأداء هذه المهمة على الوجه الاكمل .
غير ان التربويين المصححين كل عام يشكون من الظروف القاسية في مراكز الفحص , والبعض منهم يعزف عن المشاركة ويتوسط لإعفائه منها ,لأنها مشقة وعناء , اخر الشكاوى وردت من الموصل حيث انهم يعملون في اجواء انقطاع التيار الكهربائي في مراكز الفحص وهو حال من بعضه في طول البلاد وعرضها , وهم بثوا شكاوى زملائهم بالنيابة , اذ الواقع يشير ان هذه المراكز لا تمنح الاستثناء من برمجة انقطاع التيار الكهربائي , وهم يعملون ساعات طوال في ظروف قاسية لإنجاز ما مكلفين به , وختام العملية التربوية على احسن صورة بلا تذمر من التصيح واتهامات من الاهالي والطلبة على حد سواء تتكرر كل عام , كان بالإمكان توفير مولدات كهربائية لهذه المراكز او استجرار الطاقة من المولدات الاهلية ايام التصحيح , وخصوصا ان الامتحانات تجري في موسم الصيف .
ان مئات التربويين يتكدسون في قاعات غير متهيئة لمثل هذه المهمة ويعملون على ورديات , وبالتالي ينعكس هذا النقص على المزاج وعدم الراحة وبالتالي كل يؤد ما هو مناط به تحت هذه الاجواء لن يكون مرضيا ويحفظ الحقوق للمصحح والطالب على في عمل وتقييم سليمين , بل يسمى بالعامية ” التصحيح يكون تشربت “.
هذه مشكلة يلمسها الجميع ويتحدث عنها قبل الامتحانات واثناء ادائها , ورغم مستلزمات تلافيها متوفرة , وترصد الاموال لها , ولكن لا مسؤول يتابع حلها , ولا نقابة تدافع عن اعضاء لها ظروف عملهم سيئة , وتدفع عنهم ما يجبرون على التعرض له , وتحاول تحسين اجواء عمل التربويين .
لو هدد التربويون وبدعم من نقابتهم بعدم الالتحاق بالمراكز التربوية ما لم تعالج النواقص الموجودة في الكثير منها لأحدثوا ضجة وهرعت الجهات المسؤولة للمعالجة وتوسلت المعنين للعدول عما قد يعزمون عليه .