لاشك أن للشباب تطلعاتهم، وحقوقهم المشروعة، في مواكبة ايقاعات حركة العصر، حيث ليس من الصحيح منعهم من التفاعل، والتعايش مع ما تفرزه حركة الحياة من معطيات.
إلا ان هوس الجيل الجديد من الشباب، وتهافتهم وراء تقليعات الملابس الحديثة،على سبيل المثال، وترك الزي التقليدي، وكذلك الحال بالنسبة لتقيعات الحلاقة وقص الشعر، والافراط في التقليد الأعمى لها، واستنساخها بشكل آلي، دون إجراء أي تعديل عليها، يفقد الشباب خصوصيتهم، ويقودهم إلى الضياع، والاستلاب، ومسخ الهوية .
فلا ضير من ان يختار الشباب أرقى أنواع القماش ، ويرتدي اجود أنواع الملابس، لكن مع المحافظة على الحد الأدنى من ملامح هوية الزي التراثي، وكلما أمكن ذلك، باعتبارها احد عناصر الخصوصية الاجتماعية والوطنية..
ولاشك ان الملابس الضيقة، والبناطيل الممزقة، والسراويل النازلة.. التي تظهر جزء من البطن والمؤخرة.. والعبارات المنافية للعادات والتقاليد المكتوبة على القمصان والفساتين..وتقليعات قص الشعر المقززة.. مما ينبغي أن يربأ عنه الذوق العام.. كلها مؤشرات انصهار تام.. وذوبان كلي.. في تقليعات العصرنة،دون مراعاة للذوق الجمعي العام.
ولذلك يتطلب الأمر من الشباب.. الالتفات إلى تداعيات هذه الظاهرة.. وتحصين الذات.. والحفاظ على ملامح الزي التراثي .. في نفس الوقت الذي يجارون فيه تقليعات العصر.. حرصاً على الخصوصية التراثية.. والحفاظ على الحشمة .. والمظهر اللائق ..التي كانت تعتبر من مميزات رجولة الشباب، في ثقافة أيام زمان..