إنشغل الشارع العراقي، في هذا الأسبوع ،بظهور إعتراضات وتهديدات عشائرية ورسمية ،ضد مسلسل عراقي إسمه (الكاسر)،وكان وجه الإعتراض الرئيسي هو على شخصية (جنوبية )،تلبس اليشماغ الأسود ،كزيّ عراقي شعبي، يؤدي هذا الدور الفنان والممثل الراقي غالب جواد،وهو دور من الخيال ولايمت بأية صلة للطوائف والقوميات،وهي قصة إفتراضية ،تدور بين الخيروالشرّ،ولكن كميّة التنمروطريقة الإعتراض، وتجييش الجيوش الألكترونية، ضد المسلسل، والتي أوقفت عرض المسلسل، وجعلت من الشارع العراقي، ومثقفيه أن يقفوا عند هذه الظاهرة ،التي تسيء للفن والحركة الفنية في العراق ولاتمثل مجتمعنا الحضاري المدني،إذ أن التفسيرات والتخوينات التي كالها البعض، بمن فيهم رؤساء عشائروشخوص رسمية،ضد المسلسل وأبطاله ، تكاد تطلق فتنة طائفية لامبرر لها، وترسل رسالة للآخرين ،أن الفن في العراق في خطر، وهو طارد للفن والثقافة والفكر،إذْ يجب أن تكون هناك حوارات نقدية ضد المسلسل ونقاش موضوعي،يمكن لها أن تتجاوز الأخطاء إن وجدت في العمل الفنيوهي موجود أكيد، لا اقصاؤه وإطلاق تهديدات ضد منفذيه، وإيقافه عن العرض، وهي سابقة خطيرة لم تحصل في كل تاريخ العراق،أن يعترض (طرف) على ملابس شعبية في مسلسل تمثيلي،لممثل يؤدي دوراً سلبياً، لشخصية سلبية وشريرة موجودة في كل مجتمع وعشيرة وبلد يمثل الشر،أين الخطأ في أن يظهر الفن الشخصية الشريرة، لينبذها المجتمع وهو دور الفن وواجبه، أعتقد أن ماحصل ،من إعتراضات ضد المسلسل لامبرر لها، وجرس إنذار للفنانين في العراق، أن هاجروا واتركوا العراق، وتدق أسفين بين الفن والمجتمع، فكم مسلسل إجتماعي أظهر عيوب وتقاليد إجتماعية خاطئة في المجتمع ، عالجها برؤية ونيّة صادقة، لاتجريح فيها ولاتنمّر لأحد، مثل ( الدواسر، الذئب وعيون المدينة، ومناوي باشا،وعشرات المسلسلات التي تفضح الشخصيات الشريرة والفاشلة والعدوانية في المجتمع العراقي،ومن جميع القوميات والطوائف العراقية ، أما أن يعترض أحد ما ،على اليشماغ الأسود أو الأحمر،مجرد (اللون) ،ليسبب حساسية غير مبررة ،فهذه تثير الفتنة ،بل أثارتها ، كما أثارت فتنة مسلسل(دفعة لندن) بعض العراقيين، اليشماغ الاسود يلبسه كل العراقيين ،من أهل الريف العراقي ،ولم يكن حكراً على أحد أو عشيرة ،تعالوا الى جميع المدن الغربية ،تجدون اليشماغ الأسود هو الطاغي على اليشماغ الأحمر، فلن نغادر مثل هكذا إعتراضات لامبرر لها والشارع العراق عموماً ، لايحتمل المزيد من التوتر الطائفي والشحن الطائفي ، ولنكن أكبر من هكذا خزعبلات ،تفرّق وتمزق المجتمع العراقي…مع التقديروالاحترام، لكل من إعترض على المسلسل الاجتماعي وتسليطه الضوء على الخير والشر في المجتمع بطريقة لاتثير الآخرين وتحطّ من قدرهم،، ولكن بلا تهديدات وإشاعة فتنة طائفية، نحن في غنى عنها الآن، والمستهدف منها هو الشعب العراقي والفن والفنان العراقي…!!! ظاهرة الاعتراض على أللون الأسود لليشماغ ، في مسلسل عراقي ،تسيء لكل عراقي …!!!!