18 ديسمبر، 2024 10:00 م

ظاهرة المقاهي الشعبية، وسط الأحياء السكنية!

ظاهرة المقاهي الشعبية، وسط الأحياء السكنية!

المقاهي هي اماكن شعبية، عادة ما تُنشئ وسط المدن اي في مراكزها، واسواقها، لتكون اماكن يتجاذب بها الافراد اطراف الحديث، ويطرحوا عنهم عناء تعب يومهم، بعد ان يرتشفوا ما يقدم لهم من “الشاي والحامض”، وادخلت اليها فيما بعد تدخين “الناركيلة” لكنها رغم كل شيء لم تفتقد الى آداب الجلوس، والاعراف الاجتماعية.

غالبا ما كان مُرتادي هذه الاماكن هم الكهول، او الشباب الذين توعوا على مجريات الحياة وعرفوا بعض تفاصيلها، فلا يرتادها كل من هب ودب، او اصغر من ذلك سناً، ويمكن القول انها للرجال فقط في جنوب العراق، لولا حالة استثنائية قامت بها احد الناشطات المدنيات في مدينة الناصرية، بعد ان افتتحت مقهى شعبي عائلي، يرتاده الذكور والاناث.

الغريب في الامر في الاونة الاخيرة؛ هو ظهور المقاهي الشعبية وسط الاحياء السكنية! وهو شيء يدعوا للريبة والخوف من تبعاته المستقبلية، فيما لو نظرنا اليه من جانب الحياد، واعادة الامور الى اماكنها الصحيحة.

انتشار هذه الاماكن في الاحياء السكنية، وازدياد نسبة المترددين عليها والتي تصل اعمار بعضهم الى دون 16 سنة، كما انها تشجع على التدخين حتى نكاد نجزم ان جميع من يرتادها من تلك الاعمار هم ممن يدخنون او اصبحوا على اعتاب التدخين، بسبب ضحالة الفكر وعدم اكتمال التجربة الحياتية لدى تلك الاعمار، والتي يؤثر بها الاكبر منهم سنا حسب اهواءهم الشخصية!

انتشار هذه الاماكن في الاحياء السكنية، يؤثر سلبا على التركيبة المجتمعية، اذ غالبا ما يتواجد فيها مروجي المخدرات وحبوب الهلوسة وغيرها بعيدا عن انظار السوق وزحام مثقفيه، والذين لا يتوانون-مروجوا هذه العقاقير-عن بيعها مهما كان عمر المشتري، كما ان اكتضاض تلك الاماكن وتعرضها للمشاكل بعيدا عن انظار القوات الامنية، تجدها كثيرة المشاكل والتي ما ان ينشب خلاف ما حتى تجده يتحول الى نزاع بالآلات الجارحة كالسكاكين وغيرها!

ضيق هذه الاماكن وانغلاق بعضها، يساهم الى حد كبير بسرعة انتشار الامراض الصحية؛ اذا ما اخذنا الجانب الصحي بنظر الاعتبار!

كما ان ازديادها يساهم في انقراض نبات الغضا والذي تستخدم سيقانه كوقود “للناركيلة” علما ان هذا النبات جذوره تدخل في عملية تكوين النفط بعد التحلل، ويساهم في مكافحة التصحر فهل هنالك جانب بيئي للرقابة والمتابعة في الحكومات المحلية؟

الاسوء من هذا كله؛ فأن انتشارها في الاحياء السكنية يساعد على الانحلال الخلقي وتشضي المجتمع، بعد ان يترك الصبية اوقات دراستهم، ويتوجهوا الى تلك الاماكن لملئ اوقاتهم!

هل تدرك الحكومات المحلية ما يجري؟ ام هي كغيرها من المصائب والتي لن نعرف نتائجها الا بعد فوات الاوان؟