27 يناير، 2025 10:54 ص

عِنْدَمَا نَتَحَدَّثُ عَنْ فَتْرَةِ حُكَّامِ الْمُسْلِمِينَ وُصُولًا إِلَى بَنِي الْعَبَّاسِ وَهِيَ فَتْرَة اسْتِهْتَار وَفَحُش قَضَاهَا الْحَاكِمِ وَهُوَ خُرُوجُ يَنْبَانا بِأَنْ خُرُوجِهِمْ عَنْ أَحْكَامِ الدِّينِ مِمَّا نُدْرِك خَطَب الْمُسْلِمِين الْحَرَجِ فِي تِلْكَ الْفَتْرَةِ مِن الْفَقْر وَالْحِرْمَان.
نَمُوذَج مِنْ نَمَاذِج الْقِيَادَةِ فِي تِلْكَ الْفَتْرَةِ مِن حُكْمِهِمْ الَّذِي لَمْ يَسْتَتِبْ إلَّا بِمَطَارِدِة ذُرِّيَّةً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَأَصْحَابِهِ الْمَيَامِين (رَضّ) لِأَنّ الْعَبَّاسِيِّين  يُدْرِكُون مَدَى تَأْثِيرِ هَؤُلَاءِ عَلَى قُلُوبِ النَّاسِ لِذَا جَاءَتْ الْأَوَامِر بِقَتْل وَاسْتِئْصَال كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى امْتِدَادِ حُكْمُهُمْ.
شَكْل الْخَوْف حَاجِز قَوِيّ إمَام امْتِدَاد حُكْمُهُمْ فَشُرِع أَبِي الْعَبَّاسِ السَّفَّاحُ عِنْدَ اسْتِلَامِ الْحُكْمِ إلَى تَتَبُّعِ أَوْلَادِ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ وَأَصْحَابِهِمْ وَهُنَا نُدْرِكُ الْخُطَبِ مِنْ الْمُتَابَعَةِ وَالتَّعَقُّب عَبَّر الْأُمَرَاءِ الَّذِينَ تُسَنُّموا السُّلْطَةَ بَعْدَهُ إلَى قَتْلِ الشُّهَدَاء الْمَيَامِين وَمِنْهُمْ الشَّهِيد مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ النَّفْسَ الزَّكِيَّةَ الَّذِي قَتَلَ سَنَة 145هج وَكَذَلِكَ الشَّهِيدُ الْحُسَيْنِ بْنُ عَلِىٍّ بْنِ الْحَسَنِ صَاحِبُ فَخّ وَاَلَّذِي اُسْتُشْهِد سَنَة 169هج وَشَهَادَةُ الْإِمَامِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ سُنَّةٌ 183هج عَلَى يَدِ هَارُونُ الرَّشِيدُ وَاَلَّذِي قَضَى حَيَاةِ الْإِمَامِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي السُّجُون.
نَمُوذَج اخَرَ مِنْ الْفِسْقِ وَالطُّغْيَان فِي فَتْرَةٍ هَارُون الْعَبَّاسِيّ عِنْدَمَا طَرِب وَشُرْبِ الْخُمُورِ وَهُوَ يَلْهُو بِأَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ وَهِيَ تَصَرُّفٌ عَلَى الْمُغَنِّين وَالْجَوَارِي وَأَمْثَالُ ذَلِكَ كَثِيرٌ عِنْدَمَا أَهْدَيْتُ إِلَى هَارُونَ جَارِيَة وَعِنْدَمَا صُبْح الصَّبَّاح وُجِدَ فِي قَصْرِهِ أَلْفَيْ جَارِيَة وَهُنَّ فِي أَحْسَنِ زِيٍّ يَلْبَسْن أَنْوَاعِ الثِّيَابِ وَالْجَوَاهِرِ وَهُوَ يَقُولُ لَمْ أَرَى كَهَذَا الْيَوْمِ قَطُّ وَهُوَ يَعْزُ إلَى مَسْرُور خَادِمَهُ لَا تَبْقَيَنَّ فِي بَيْتِ الْمَالِ دِرْهَمًا إلَّا نَثَرَته فَكَانَ مَا نَثَرَه مَسْرُور سِتَّةُ الَافٍ أَلْفٌ دِرْهَمٌ هَذِهِ النَّمَاذِجِ الَّتِي صَوَّرَهَا لَنَا التَّارِيخ تُعْطِينَا انْطِبَاع عَنْ تِلْكَ الْفَتْرَةِ مِن قِيَادَة الْأَمَة وَالْيَوْم نَجْدٍ مِنْ تَعَسُّفِ الْحُكَّام بِحَقّ رَعِيَّتِهِمْ دَلِيل بَطْشٍهم .