الأديان السماوية عامة والإسلام خاصة, رسائل بناء الحياة تجلب سعادة الإنسان, أصلاح وتعاون بين أفراد البشر, الإنحراف في المفاهيم يبحث عن مبررات إستخدام العنف, إستخدمت وسائل تحط من القيمة الإنسانية بمسميات الجهادين والإستشهادين والإنتحارين والقاتلين, سلوكيات بأبشع الطرق ذريعتها الغاية الكبرى نيل سعادة الأخرة الموعودة. لم تكن النساء والأطفال في تاريخ الإنسانية والحروب مستخدمة دروع بشرية أو طرف في النزاعات, حتى حرم قطع الأشجار والعار لِمَنْ يضرب النساء والأطفال. في العراق لم تترك الجماعات المسلحة الإرهابية سبيل الاّ وجربته في مستنقعها ا البشع, نوع مختلف تماماً عن الحياة المعاصرة التي وصلت الى الرقي وحقوق الأنسان والإهتمام بالطفولة وحقوق المرأة, بل تجاوزت ذلك للبحث على حقوق الحيوان, حتى أوجدت أساليب تدريبية للتعايش مع الحيوانات المفترسة لتحويلها أليفة.
أساليب مبتكرة تتبعها التنظيمات المسلحة في عملياتها, من تجهيز الأموال وتحريك أفكار المتطرفين وغسل أدمغتهم, في الأونة الأخيرة ظهرت مجاميع بأسم (طيور الجنة) تستقطب الأطفال وتجنيدهم في سوريا والعراق في محافظة ديالى بالتحديد, ا تتبع أساليب التهديد والترويع للسكان وإستهداف الأماكن الأكثر كثافة ومقاهي الشباب وملاعب الأطفال ومدارسهم, التحركات تهدف الى شل الحياة المدنية تماماً, تجبر الشباب والأطفال للأنخراط في صفوفهم وأخذ الأتاوات من المحال التجارية وأبتزاز التجار وخطف الأشخاص للحصول على الأموال, تنمي بها القدرات المالية وتجنيد عناصر مسلحة تستغلهم وتغريهم بالمال.
مايسمى دولة العراق الأسلامية في العراق والشام ( داعش) كانت تقف وراء التهجير في ديالى وتلعفر للشبك وطوز خورماتو للتركمان لتغيير ديموغرافية تلك المدن, وفي وقت سابق إدعت مسؤوليتها عن عميلة التفجير في اربيل, تنوي إحتلال المناطق الغربية من العراق, بداية من الموصل والأنبار ومن ثم ديالى وصلاح الدين, بعدها بغداد لعملية كبيرة ما تسمى (غزوة بغداد), الأحداث الأخيرة وتصاعد وتيرة العنف والشهر السابق الأكثر دموية هذا العام, تؤشر التصاعد الأيام القادمة مستغلين المناسبات الدينية والأعياد, مع عيد الأضحى وشهر محرم. العمليات الأخيرة تكشف بشاعتها ومخططاتها الرامية الى إشعال فتيل الحرب الطائفية, منها التفجيرات في منطقة الأعظمية ومعظم الضحايا كانوا من مدينة الصدر, هذا ما يتناغم مع أهداف القاعدة الطائفية, المخططات لم تبتعد كثيراً عن خطط سابقة, هي الإيقاع بين مناطق بغداد وتحريك النزاعات ثم الشروع بما يسمى (غزوة بغداد ) يرافق ذلك استهداف الى مرقد الأمامين العسكرين والإمام الكاظم, التفجيرات التي حدثت في يوم السبت والأحد تحول خطير في نوعية العمليات الإجرامية, معظم الضحايا أطفال من مدينة الصدر ومدارس تلعفر وتهديدات مدارس الأنبار, التدابير الإحترازية وتطويق المدارس مع بداية العام الدراسي والأهالي منعوا أطفالهم أوقف الدوام.
(داعش ) عملياتها في سوريا إحتجاز النساء تحت تسمية السبابا وإستخدام فتاوى (جهاد النكاح), تتحرك بإتجاه الموصل تتخذها ملاذ أمن بنفس الأساليب, تهجر العوائل وتنسف البيوت وتغتال شيوخ العشائر.
الإرهاب كشرأنيابه في تفجيرات مدارس الموصل, وترويع وتهديد المدارس في منطقة الجزيرة شمال الرمادي, وفي ديالى تم إغلاق مدرستين على أثر التهديدات, يبدو أن المجاميع المسلحة إنسلخت عن إنسانيتها تماماً في عملياتها الأخيرة, جريمة صارخة بوجه الإنسانية حينما يستخدم الأطفال بعمر الورود وطيور الجنة وسائل لمأربهم المنحطة. براءة الأطفال تحمل في طياتها خطايا كبيرة ترسم تاريخ أسود لحياة الظلاميين, وطيور الجنة تحلق في سماء المدارس وهي تلعن الفكر الهمجي المنحط.