18 ديسمبر، 2024 11:51 م

طيور أبابيل هَل عقرت الأرحام!

طيور أبابيل هَل عقرت الأرحام!

كأن التفرد صُبغة عراقية بأمتياز، منذُ تأسيس الدولة الحديثة في عشرينيات القرن الماضي، والدكتاتورية المُنمقة صِفة ملازمة لكرسي الحُكم، وراثي ملكي أو جمهوري وراثي، فيصل إبن غازي، وصدام أبن البكر والعارفيَن وإن إختلفا، وصولاً للعبادي أبن المالكي وحفيد الجعفري.. بالرضاعة!
ليسَ مهماً أن نعرف، من يُشكِل حكومة التكنوقراط، المهم هو مَن سيشكل الحكومة التي تليها، عقلية التكنوقراط “مقفولة” على التَحزب، الذي نراه سيئاً بعكس الحِزبية، تلك التي تُمثل وجهاً “لماعاً” للديمقراطية.
حالة صِحية أن تُفكِر الطبقة السياسية، بمسؤولين مٰختصين، أصل الفِكرة جميل، الأجمل إنهم يفكرون، ما هو سيء أن يتصدى الحِزب الحاكم للتنفيذ، الأسوء أن يبني الناس أمالاً على أشخاص، ولدوا موتى، السوء بعينه هو أن نترقب ظهور تكنوقراط، من مجمتع مُتحزب حتى النخاع.
الاف المناصب، كُلها خاضعة لسياسة “انت كريم ونحن نستحق”، الحزب الحاكم طار ب ٩٠٪ منها، رئيس قسم في كلية بعيدة، ومدير شعبة في وسط العاصمة، كلها (بالجملة) تخضع للحزب الحاكم، الذي وجد في سياسات (التتريك، التعريب، التكريد) إنموذجاً، يتخذه منهجاً، وبهذه الشاكلة فشل المُجتمع بتصدير شخصيات تكنوقراط، كما يفسرها السيد العبادي (شخصيات غير متحزبة).
هنا؛ نكون أمام أحتمالين لا ثالث لهما:
الأول: إن الحزب الحاكم زج عناصر غير كفوءة، لتسيطر على ٩٠٪ من المناصب القيادية للدولة، فقط لأنهم ينتمون أليه.
الثاني: إن التكنوقراط (إناس من كوكب بلوتو) أكفأ من المسؤولين الحاليين، الذين دفعَ بهم الحزب الحاكم ومكنهم من رقابنا.
هل عقرت أرحام النِساء؟!
نحنُ في مستوىً متقدم من الذكاء، على الأقل غلبنا العرب في الإحصائيات الدولية، لماذا نَغفل إن (نيدو الحزب الحاكم) يَتحرك بدماءهم فقط! لماذا نُقنع أنفسنا المريضة (باصوات السُلطة) إنهم سينجحون بالتكنوقراط! ولماذا لا تُنجب أمهاتنا (مشانق) تَعدم فينا (الهُبل) الذي نعيشه! بل هل سُينجبن بناتنا تكنوقراطياً واحداً! لا تسألوني، أسألوا خلفاء العبادي من الحزب الحاكم.