18 ديسمبر، 2024 11:28 م

بعد كل ثورة لابد من هدوء ووقفة،لأعادة ترتيب الاوراق ودراسة الاسباب الحقيقية لماجرى،فترة حكم دولة رئيس الوزراء السيد المالكي اتسمت بالازمة المستمرة،والشد الدائم،من تشكيل الحكومة الاولى،الى صولة الفرسان التي شملت العراق من اقصاة الى اقصاة،الى سلسلة انسحابات وزراء كتلة الاحرار والتوافق في حينها،الى المناوشات مع الكورد،المهم انتهت الفترة الاولى بنتيجة ان اغلبية مكونات الشعب العراقي ظهرت بقائمتين خسرت بسببهما سبع مقاعد في المناطق المختلطة،بسبب تشتت اصوات الناخبين بين القائمتين،حيث كانت عملية الانقسام مراهقة سياسية لاتنم عن حنكة وخبرة وسمو هدف يتجاوز (الانا) الشخصي او الحزبي،واظهرت النتائج منافس قوي هو القائمة العراقية التي حصلت على المركز الاول ليضطر ممثلوا الاغلبية الى اللجوء الى المحكمة الاتحادية لتحديد الكتلة الاكبر،في خطوة اثارت لغط كبير وادت الى صدور اتهامات بتسييس القضاء،هذه التهمة الاخطر ضد العراق الديمقراطي الجديد في العراق،واصبحت دليل بيد من يرتكب جريمة او يساهم بالعمليات الارهابية،كما حصل مع الهاشمي وبعده العيساوي،ويقال في اي مواجهة معرفة المقابل تحرز نصف الانتصار،لذا فساسة الاغلبية يعرفون شركائهم والى ماذا يهدفون،وبهذا فهم يملكون نصف الانتصار،فمع الكورد يعرف الجميع ان الكورد لهم هدف بعيد المدى او اني بالانفصال،لذا فهو يتعاملون مع الشراكة في العراق على انها تقاسم غنائم،ولايمكن لمطالبهم ان تصل الى حد يتم بعده الاكتفاء مرة للسبب اعلاه واخرى لتحشيد جمهورهم خلف ذاك الهدف لذا فهم يبحثون عن التأزم الدائم،اما السنة العرب فهم وبدفع الجوار الطائفي يريدون اعادة الاوضاع الى ماقبل التغيير،ويدورن حول هذا الهدف ولايعلنون عنه،لكن يغلفون هذا المطلب بأغلفة مختلفة مرة التهميش واخرى انتهاك  حقوق الانسان،وغيرها من الادعاءات التي نعترف ان بعضها حق،ففي السجون الكثير من الابرياء،وهناك تفرد وتهميش حتى لاقرب الشركاء،ومادام ساسة الاغلبية يعرفون الاهداف كان يجب عليهم سد كل الثغرات امام الاخر لينفذ منها ويظهر بمظهر المظلوم،ويساعدهم على اخفاء اهدافهم الحقيقية تحت الاغطية المشار اليها،وقد كانت دعوة الطاولة المستديرة قبل تشكيل الحكومة الحالية وسيلة مثلى لكشف الاغطية عن نوايا القوم،فمن جانب ستضع القائمة العراقية بمواجهة الكورد على اعتبار ان المناطق التي يريد الكورد الاستيلاء عليها ويسموها بالمتنازع عليها معظم سكانها من جمهور القائمة العراقية التي حققت بأصواتهم المركز الاول لذا لايمكن لهم التنازل عنها،وبهذا يتحول التحالف من طرف الى وسيط وكلا الطرفين يسعى لكسب موقفه،لكن قلة الخبرة والتفكير العاطفي الذي لايمكن ان يدير دولة وتحاسد الاخوة فيما بينهم،ومستشاري السوء ادى الى رفض هذه الدعوة،والذهاب الى اربيل في ظل موقف موحد للكورد والقائمة العراقية ليثقلوا كاهل التحالف بأتفاقات واستحقاقات،دفعت الحكومة ثمنها منذ التشكيل الى الان،وامضت دورتها من ازمة الى اخرى،المهم عقدت اربيل وكان الطرف الاضعف والخاسر هو التحالف الذي يمثل المكون الاكبر،وبدأ مشوار الحكومة  بأزمة مع اول جلسة للبرلمان،وكما مع الكورد لم تسد الحكومة الثغرات امام الشريك الاخرالعرب السنة،فالسجون اصبحت مرتع للفساد،وتغص بالمجرم والبريء على حد سواء،والحجز الاحترازي هو الاخر  اخذ حصته،وقانون المساءلة والعدالة تحول الى وسيلة للمساومات والصفقات التي حلت بدل كل الضوابط التي يستند عليها هذا القانون،عقارات محجوزة تحت طائلة هذا القانون يمكن لمن يدفع او يبيعها لمتنفذ بأقل من سعرها ان يرفع الحجز عنها، هذا الواقع الب المعتدلين في الشارع السني فضلا عن الطائفيين واصحاب الاجندة المشبوهة،حتى وصلت الامور الى ماهية عليه الان وستقدم التنازلات بالجملة ولانظن ان الامور ستقف عند حد بعدما تصدر اصحاب الغايات وبدفع الجوار المعادي المشهد،وليس بيد الحكومة من سلاح سوى التنازل،فقمع المتظاهرين امر يفوق المستحيل فهذا الاسلوب انتهى منذ الربيع العربي،اذن مزيد من التنازلات التي نخشى ان تصل الى تقاسم السلطة مع البعث،ونخلص الى ان العمل السياسي ليس مناصب وكراسي بل هو حنكة وخبرة وقراءة مواقف وبناء رؤى مستقبلية،ولكي لاتتضاعف الخسائر دعوة لرئيس الحكومة ان يترك عواطفة وطموحاته جانبا ليركن الى صوت العقل،ويعود الى حضن الائتلاف الوطني ليشارك اخوانه فيه بالقرار حتى يطالبهم بموقف موحد،فليس الجميع مستعد ان يكون تابع لقرار او تصرف غير مدروس لم يستشار به،ويصم مسامعه لصوت اصدقاء النصر ممن سبق وان تخلوا عنه مع اول اختبار في صولة الفرسان بالبصرة..