22 ديسمبر، 2024 6:15 م

طوفان الاقصى هل يكون بداية صحوة ؟!

طوفان الاقصى هل يكون بداية صحوة ؟!

عندما بدأ العدوان الثلاثي الغادر عدوانه على مصر الحبيبه في 1956 ، انتفضت الجماهير العربية لتعلن تضامنها الفعلي مع مصر بالتظاهرات التي امتدت في كل اقطار الوطن العربي وبامتناع العمال العرب عن تفريغ السفن الراسيه في الموانيء من بضائعها او تقديم اي خدمات لها .. لم تكن الانظمة الرسمية انذاك عدا نظام عبد الناصر رحمه الله وطنيه وتقدميه ، غير ان الجماهير كانت في اوج عنفوانها وتوجهها سواء المنتميه للاحزاب الوطنية سواء القومية منها او الشيوعيه .. جماهير خرجت عفوياً بالملايين انتصاراً لمصر وقرار قيادتها بتأميم قناة السويس لتشكل عامل ضغط على الانظمة وتهدد بقائها في السلطة ..
فما الذي حدث اليوم ونحن نشاهد جرائم الابادة الوحشية للفلسطينين من قبل الكيان الصهيوني الغاصب المدعوم اميركياً واوربيا بل حتى اقليمياً وعربياً فيا للعار ؟!
باختصار شديد وبعيداً عن التنظير نسجل هنا موقفاً هشاً ولايرقى الى مستوى العمل البطولي الذي قامت به المقاومة الباسلة في معركة ( طوفان الاقصى ) للجماهير ، اما الانظمة سواء المطبعة علناً او من هي في طريق التطبيع او ممن تدعي مناهضتها للكيان الصهيوني فهو معروف مسبقاً .. فهذه الانظمة الخانعة لاتجيد اتخاذ مواقف شجاعة حقيقيقة ولا تجيد غير بيانات الشجب والاستنكار باحسن الاحوال بل ان بعضها تصرف بشكل مشين بوقوفه مع الكيان الصهيوني في عدوانه على غزة البطلة واهلها المضحين الصابرين وقدم سراً مساعدات ماديه لمن سماهم ضحايا ( اسرائيل ) ..
هذه المواقف المتخاذلة للنظام الرسمي العربي والجامعة العربية كان كفيل في زمن المد الوطني والقومي باشعال ثورة شعبية عارمة تطيح بانظمة العار والخنوع .. غير انه الان ضعيف حتى في الاقطار العربية التي خرجت جماهيرها بالملايين وحاولت الدخول الى الاراضي الفلسطينيه لتقديم الدعم لاهالي غزه بشكل خاص والضفة الغربية وغيرها من المناطق الفلسطينية المحتلة ومنعت من قبل الاجهزة الرسمية بالقوة .. وهذا ما ينبغي ان نتوقف عنده ونسأل كاحزاب وشخصيات وطنيه هل يمكن ان يشكل طوفان الاقصى بداية صحوة شعبية تعيد الاعتنبار للقيم الوطنيه والقومية التي غيبتها الطائفيه في اغلب الاقطار ؟!
وبغض النظر عن كل التحليلات الايجابيه او السلبية التي تسعى وبقصد او بحسن نيه لنشر اراء ومواقف تصب باتجاه تشويه الموقف التاريخي لابطال طوفان الاقصى ، فانها اي ( طوفان الاقصى ) شاء من يشاء ستكون بداية صحوة شعبية كبيرة مهما كانت نتائجها النهائية .. طوفان الاقصى سيكون اعلان احتضار دعوات التطبيع وانظمة الذل والخنوع اذا ما احسنت الاحزاب والقوى الوطنية بما فيها الاسلامية البعيده عن الطروحات الطائفيه التعامل مع افرزات المعركة التاريخيه واذا ما تمكنت من استعادة ثقة الجماهير بقيادتها من خلال خطاب عقلاني يلامس بعقلانية تطلعات المواطن العامة او الخاصة ..
ان سنوات من قهر الانظمة للجماهير والصراعات الثانوية بين اطراف التيارات الوطنية مكنت الانظمة من تنفيذ مخطط اسر الجماهير وترويضها حد اليأس وبرغم ذلك فان جموع الشعب لاتنفك ان تعلن عن وجودها بتظاهرات هنا وهناك لتسجل مواقف مناهضة للسلطات الحاكمة .. طوفان الاقصى انتصار تاريخي باعتراف العدو الصهيوني وحلفائه وتحشيد البوارج الحربية لاميركا وعدد من دول اوربا المدعيه زيفاً احترامها لحقوق الانسان يؤكد مستوى ما يعنيه طوفان الاقصى وخطورة تداعياته على مستقبل الكيان الصهيوني الغاصب وانظمة التطبيع والذل وهذا ما يجعلنا نتفاءل برغم مستوى الالم على حجم التضحيات الكبيرة لشعبنا الفلسطيني في غزة الجهاد والعز .. فهل تكون الاحزاب الوطنية بمستوى الحدث ؟ وهذا ما ستسجله مقبلات الايام .