18 ديسمبر، 2024 8:01 م

طوفان الأقصى ..والترانسفير

طوفان الأقصى ..والترانسفير

« أكثر مايمكن من اليهود…
  اقل مايمكن من العرب »
خطة قديمة- جديدة بلورتها افكار الضد النوعي الصهيوني، وجسدت المعنى الاصطلاحي للجيوبوليتيكا، التي فشلت دويلة بني صهيون في تطبيقها على ارض الواقع، منذ وقوع ” القدس، والاقصى” تحت نير الاحتلال عام ١٩٦٧، وسعيها الحثيث لطمس المعالم العربية والاسلامية للمدينة المقدسة، باسباغ طابع بديل بصبغة يهودية تمهيدا لبناء ” الهيكل المزعوم”.
– ان قراءة متأنية للتحولات التاريخية والجيوسياسية التي عاش الفلسطينيون فصولها منذ الألف الرابع قبل الميلاد، تؤكد ان تأثير الجغرافيا على السياسة، يأتي متساوقا مع العنصر الذي يعيش فصول هذا التأثير « الإنسان» … في مقابل مسعى السياسة للاستفادة من هذه المميزات وفق منظور مستقبلي، تعويلا على نهايات مفتوحة.
وتأكيد ذلك يبدو جليا، في مٱل السعي الصهيوني لتكريس وجود متماهي لا أساس له، مهما بذل من محاولات للاستعاضة عما هو عربي.
ودلالة ذلك، بفشل سعي الدويلة « الكيان الصهيوني» في تهجير الفلسطينيين عام ١٩٦٧ رغم التلويح بالتخطيط لمشاريع، تؤدي – باعتقادهم- الى السيطرة الكاملة على البلدات الفلسطينية والتوسع خارجها، بإتباع اجراءات قسرية تمثلت بعزل اكثر من ربع مليون فلسطيني ” مقدسي”، الغاء شطري القدس، انشاء حي يهودي، عزل الاحياء العربية، وتطبيق قانون الكيان الصهيوني على كامل القدس، لتكريس التهويد والصهينة،
كما تبنت الدويلة خطة ” دالت” التي وضعتها منظمة ” هاغناه” العسكرية الصهيونية التي لعبت دورا كبيرا في قتل وتهجير وارهاب الفلسطينيين عام ١٩٤٨، وشكلت النواة الأولى لجيش الاحتلال” لحماية الدويلة، واتخاذها وسيلة للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الاراضي الفلسطينية، بطرد اكبر عدد من السكان العرب بالقوة،  في اطار خطة اسفرت عن تهجير ٥٣١ بلدة وقرية فلسطينية ونزوح ٨٠٠ الف فلسطيني، تخللها ارتكاب ٢٨ مجزرة من بينها المجزرة التي هزت الضمير الانساني، واكدت هوية الدويلة الدموية في” دير ياسين” ليحال الفلسطينيون الى مهجرين داخل وطنهم، و دول الجوار العربي.
بيد ان التقارب الامريكي، مع الكيان، جاء مشفوعا، بمشتركات جمعت بينهما، أولها طبعا – ان السبب والعلة واحد « تم على يد بريطانيا» التي نادت بتأسيس وطن قومي لليهود. وليس ٱخرها قطعا ( الجيوناسيد) بحق السكان الأصليين، في أمريكا، الذين تعرضوا لأبشع عمليات التصفية الجسدية التي تستهدف «العٍرق » وهي ادوار دموية، تكررت « على يد بريطانيا» تجاه سكان استراليا ونيوزيلاندا، وغير بعيد عنها « جغرافيا» ماجرى في الأندلس من جرائم الإبادة التي نفذت باوامر محاكم التفتيش ، مثلها مثل فظائع الحملات الصليبية بالقدس، والى امس قريب مجازر البلقان وتهجير مسلميها، وجرائم الولايات المتحدة في اليابان، فيتنام، كوريا، الصومال، افغانستان والعراق.
وادامة بؤر التوتر، في شبه الجزيرة الكورية، بحر الصين، اوربا الشرقية، والتدخل في الشؤون الداخلية لبعض انظمة الحكم في امريكا اللاتينية، اضافة الى الوجود القسري المريب في شرق سوريا.ومن مهازل الدهر ان الولايات المتحدة التي تعتبر الكيان الصهيوني دولة ديمقراطية، وتشترك معه في الدفاع «زيفا » عن قيم الإنسانية والتحضر والديمقراطية، والمناداة بحقوق الإنسان، وكأن ضحاياهم التي تستصرخ معاناتهم الضمير الانساني ليسوا من الإنسانية في شيئ.
• الترانسفير
في عام ١٩٤٨ هجر الكيان الصهيوني، بأداته الإرهابية « الهاغاناه» نصف سكان فلسطين العرب.
وتشير الوقائع الى اعتماد الدويلة سلاح (التهجير) لتشتيت المجتمع الفلسطيني، والاستيلاء على ارضه وممتلكاته.
كما اعتمدت ( صنوف الإرهاب) سلاحا مشهرا ضد الفلسطينيين الذين ذاقوا ويلاته بٱلة الحرب، التهجير، السجن، الأسر، هدم الدور، واصناف الحروب الاقتصادية والنفسية،
لتكتمل ابعاد ( النكبة) بمعناها الكلي ؛ مأساة إنسانية ناجمة عن تشريد الشعب الفلسطيني خارج دياره وهدم معظم معالمه السياسية والاقتصادية، لصالح إقامة الدويلة اليهودية.
من ذلك وإليه يسعى رئيس الكارتل الصهيوني بنيامين نتنياهو، إلى الاستثمار في الدعم الدولي والأميركي غير المسبوق لإسرائيل، عبر تنفيذ أجندة قديمة – جديدة، تتمثل في القيام بتهجير قسري لسكان قطاع غزة، وهو الأمر الذي يعد، ركيزة اساسية في سعي الدويلة إلى التخلص من الفلسطينيين في جميع الأراضي الفلسطينية”
 من خلال دعوة سكان القطاع الى التوجه جنوباً صوب الأراضي المصرية ( سيناء) تجنباً للقصف،  وهي دعوة امتد صداها إلى العاصمة الأردنية عمان التي اعلنت مباشرة ليس عن رفضها التام لتهجير الفلسطينيين فحسب، وانما للتحذير منه وهو اعلان يتسق ومخاوفها من خلق أزمات جديدة، قد تعد بسيناريو مشابه، تدفع تل أبيب إلى حدوثه في أي وقت ما في الضفة الغربية المحتلة التي تحاذي الحدود الغربية للمملكة، وهو هاجس ما يعرف بـ”الوطن البديل” او ” الترانسفير …مخطط التهجير الإسرائيلي” الذي ربما يأتي نتيجة متوقعة لترحيل الأزمة إلى دول الجوار.
بالمقابل ترمي كل من القاهرة وعمان بكل ثقلهما السياسي والدبلوماسي لإجهاض مشروع تهجير الفلسطينيين او التسبب في نزوحهم، والدفع باتجاه التهدئة في قطاع غزة، بما يتيح للنازحين صوب الحدود المصرية، البقاء داخل القطاع، مع ضمان وصول المساعدات الإنسانية لهم.
الهاجس المصري- الإردني من اسثمار نتنياهو للتعاطف السياسي، بتهجير فلسطيني غزة الى سيناء، وتكرار السيناريو بالضفة الغربية، بتهجير فلسطيني الضفة الى الأردن، يعني في مؤداه، سعي الكيان الى تصفية القضية الفلسطينية، وادامة زخم التهديد الوجودي للمنلكة الأردنية وجمهورية مصر، فيما لو مضت إسرائيل في محاولات فرضه في الضفة، والقطاع.
الى ذلك يأتي رفض الأردن قاطعا لأي إجراءات أو خطوات تقود إلى التهجير القسري في ‎غزة والضفة الغربية أو أي من المدن والقرى الفلسطينية، وإن أي تحرك من إسرائيل لفرض تهجير جديد على الفلسطينيين سيدفع المنطقة كلها نحو الهاوية.
ولنا قراءة لاحقة