الانتخابات —-الرابحون والخاسرون
تناول تقرير لموقع، ذي ناشنال نيوز، الاخباري حدث انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في العراق الاثنين 18 ك الاول بعد توقف لإجرائها دام أكثـر من عقد من الزمن، مشيرا إلى انه شابتها نسبة تصويت متدنية حيث فضّل المواطنون البقاء بعيدا عن صناديق الاقتراع وسط دعوات لمقاطعتها من قبل شريحة سياسية واسعة، في حين يذكر محللون ان ذلك يعكس حالة احباط واستياء لدى الناخب سببها فساد مستشري في البلد وعدم ثقته بالنخب السياسية, واستنادا الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فان ما يقارب من 6 آلاف مرشح يتنافسون على 285 مقعدا في عموم البلاد ما عدا إقليم كردستان أي بواقع 15 محافظة، منها عشرة مقاعد مخصصة لمرشحي الأقليات العرقية والدينية من مسيحيين وايزيديين وصابئة. وكذلك ضمن ميدان المنافسة هناك 1,600 امرأة مرشحة حيث ان ربع المقاعد محجوزة لكوتا النساء, أما ما يخص جمهور الناخبين فان هناك 17 مليون شخص مؤهل للتصويت في 7 آلاف و166 محطة اقتراع مخصصة للانتخابات
الانتخابات يوما يسميه الرابحون عرسا انتخابيا، يتم الإعداد له قبيل موعده لتذكير الناخبين بتلك الوجوه التي أشبعتهم جوعاً وفقراً وملأت قلوبهم حسرات، ومناسبة تُصرف فيها أموال وفيرة من السُحت المنهوب، أي من خيرات الشعب يطعمون الشعب، تكفي لإيواء المشردين وإطعام الجائعين وتشغيل العاطلين وكسوة اليتامى الضائعين,, انها حكاية تدوم ل4 سنوات وثوبا البستنا اياه الولايات المتحدة بخيوط واهنة مزيفة واعتقدنا انها الأب الشرعي للديمقراطية, وابناؤها حكام السلطة والوجاهه في العراق الجديد
ذهبنا لانتخاب وجوه مكررة لا تعرف الملل من الكذب والخداع، تملأ صُورُهم شوارعنا لتشوّه معالمها وتزيدها خراباً وفوضى، ولكن للحقيقة نقول إن دعاياتهم الانتخابية تتحول بعد انتهاء اليوم الانتخابي إلى سكراب (مواد مستهلكة) يعتاش عليها العاطلون والفقراء ويا لها من فائدة كبيرة لهم، ونعترف اننا لانحسن الاختيار لاننا لآكثر من عقدين مازلنا ننتخب وجوه كالحة تمتهن سطوة المال والسلاح وسرقة المال العام , معلنين بدء دورة حياة جديدة من اللاتغيير، وطبقاً للنتائج الأولية، فإن زعماء تقليديين كرّسوا نفوذهم في المحافظات، سيطرت أحزاب الإطار التنسيقي على المجالس في المحافظات ذات الغالبية الشيعية,واظهرت النتائج سيطرت قوائم الإطار التنسيقي، وهي بحدود 12 قائمة بين رسمية واخرى بالظل، على اكثر من نصف المقاعد في المحافظات الشيعية ماعدا البصرة حيث يرفض العيداني التحالف مع الآطار , وأظهرت النتائج، أيضاً، تفوقاً واضحاً لعدد من المحافظين في البصرة وواسط والانبار وكربلاء ونجل المحافظ السابق في نينوى,, وحققت القوى المستقلة والمدنية نسبة 10% من إجمالي المقاعد، فيما نسبة الكرد من المقاعد وصلت الى 5% في محافظتين اثنتين فقط
ومن المفاجأت تمكن الحلبوسي من تصدر التنافس في بغداد،والانبار اضافة لمقاعد مهمة في صلاح الدين وديالى , والمفارقة التي بدت أكثر لفتاً هي إجراء الانتخابات في محافظة كركوك المتنازع عليها، للمرة الأولى منذ عام 2005؛ إذ لم تتمكن الحكومات المتعاقبة من تنفيذ هذا الاستحقاق طوال السنوات الماضية لأسباب سياسية وأمنية, خسارة قاسية للكرد والانقسام يهدر 106 آلاف صوت لهم, ويعزو مراقبون هذا التراجع الكبير والمحبط للأحزاب الكردية الى حالة الانقسام وغياب وحدة الصف ما تسبب بخسارة الكثير من مقاعدها في محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى , اما الاصعب الذي قد يواجهه التحالف الشيعي بعد الانتخابات هو في البصرة، وهي المدينة الاهم بعد بغداد بالنسبة للقوى الشيعية,وتشير التوقعات الى سيطرة مرشحي (تحالف تصميم) جناح اسعد العيداني، محافظ البصرة، على اغلب الاصوات هناك,وتهدد هذه النتائج آمال عصائب اهل الحق، بزعامة قيس الخزعلي، في الحصول على منصب المحافظ، الذي رشح له النائب عن الكتلة عدي عواد,وتذهب أغلب التوقعات إلى ان الصدريين قد منحوا اصواتهم الى قائمة العيداني، رغم التعليمات المعلنة بعدم مشاركة التيار سواء بالترشيح او التصويت
احتل 6 محافظين المراكز الاولى في عدد المصوتين في الانتخابات المحلية، فيما حصل محافظا البصرة وكربلاء على اكثـر من ربع إجمالي الأصوات في كل محافظة. وبحسب النتائج شبه النهائية للانتخابات، فقد حقق محافظا بغداد والمثنى اصواتا متواضعة، وجاء اسعد العيداني محافظ البصرة في المركز الأول باعلى الاصوات في البصرة والعراق بنحو 160 الف صوت مايعادل 26% من اصوات البصرة.بالمقابل فان نصيف الخطابي، محافظ كربلاء والقريب من نوري المالكي زعيم دولة القانون، هو الاعلى في كربلاء والعراق بنسبة التصويت. وحقق الخطابي الذي يرأس تحالف ابداع كربلاء، 28% من مجموع المصوتين، لكنه حل ثانيا بعدد الاصوات بعد العيداني، باكثر من 57 الف صوت. وفي المركز الثالث على العراق وعلى مستوى المحافظين، حل مثنى التميمي محافظ ديالى، القيادي في منظمة بدر بنحو 39 الف صوت ثم محمد المياحي محافظ واسط، والقريب من مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، حل رابعا بين المحافظين باعلى الاصوات، بـاكثر من 37 الف صوت. كما حصل راكان الجبوري محافظ كركوك والمدعوم من التحالف العربي في المحافظة، في المرتبة الخامسة بـاكثر من 36 ألف صوت. وسادسا جاء محافظ الانبار، القريب من الحلبوسي، علي فرحان الذي يرأس قائمة انبار هويتنا، بنحو 16 ألف صوت. ويبدو تفوق المحافظين سيضع القوى السياسية خاصة الشيعية في ازمة، بسبب انباء عن اتفاق لـ”استبدال كل المحافظين” في الحكومات المحلية المقبلة. بالمقابل قد لا يعيق انسحاب محافظي بغداد والمثنى من قائمة اعلى الاصوات بين المحافظين، الاتفاق الشيعي. وحصل محافظ بغداد محمد العطا عن ائتلاف المالكي، على 2500 صوت، واحمد منفي عن المثنى 5 الاف صوت,, ولم يحصل اعلى رابع فائز في ديالى على مقعد, بالمقابل سيطر 3 اولاد مسؤولين على المقاعد الاولى في الموصل، وحقق 4 مرشحين اقرباء لنواب ومسؤولين اعلى الاصوات, وفي سابقة حقق نائبان اثنان في الدورة الحالية، اعلى الاصوات في محافظتي النجف والبصرة، فيما سيطرت 3 نساء على المراكز الاولى لـ3 قوائم في نينوى. وكانت نتائج التصويت الجزئية للانتخابات المحلية التي جرت الاسبوع الماضي بمشاركة 41%، قد اظهرت حصول 600 مرشح على اصوات بين 9 و1 صوت، و40 مرشحا “صفر صوت”. ولم يحصل 30 حزباً وتحالفا شاركوا في الانتخابات على مقاعد، مقابل فوز 45 حركة واتئلافا ابرزهم قوائم الإطار التنسيقي، و”تقدم” بزعامة رئيس البرلمان المقال محمد الحلبوسي
وبين النساء فازت هدية جاسم عن تحالف نبني، الذي يضم اغلب قوى الحشد، باعلى اصوات النساء في ذي قار والعراق، بنحو 9 الاف صوت, كما حققت سندس، شقيقة النائبة عالية نصيف عن دولة القانون في بغداد اعلى الاصوات في العاصمة بين النساء بنحو 6 الاف صوت. وكذلك رشيدة، شقيقة النائبة ناهدة الدايني، حلت في المرتبة الثانية باعلى الاصوات بين النساء في ديالى. بالمقابل سيطرت 3 نساء في الموصل على قائمة أعلى الأصوات بين النساء والرجال في داخل القوائم,, وحققت هديل العامري وهي صاحبة التسلسل الاول في قائمة العقد الوطني التابع للاطار التنسيقي، على المرتبة الأولى بين النساء وبين مرشحي القائمة بأكثر من 7 الاف صوت, وليال محمد وهي نائبة سابقة، وتسلسلها الاول في قائمة الحدباء، التابعة للاطار التنسيقي ايضا، على ثاني أعلى اصوات النساء في نينوى والاولى على القائمة, وثالثا جاءت ماجدة محمد في تسلسل رقم (1) عن تحالف تقدم بزعامة الحلبوسي، في المركز الأول باعلى أصوات القائمة
نعم —حدثت الكثير من المفاجآت خلال اعلان نتائج انتخابات مجالسهم المحافظات، الا ان الصدمة الكبيرة حدثت في العاصمة بغداد، والتي شهدت فوز ثلاثة كتل سياسية بتسعة مقاعد وهي كل من (تقدم، نبني، دولة القانون) ,, وطرحت الكثير من التساؤلات حول من يتسلم زمام الأمور في العاصمة، ومن سينال منصب محافظ بغداد، ورئيس محلس المحافظة,, والخارطة الجديدة كشف عنها القيادي في تحالف نبني، محمود الحياني، حيث بين من سيحصل على منصب محافظ بغداد, مشيرا الى ان التحالفات الجديدة سترسم خارطة تشكيل الحكومة المحلية في بغداد خلال الفترة المقبلة”، وان “جميع المناصب سيحسم امرها بعد تصديق المحكمة الاتحادية العليا على نتائج الانتخابات,وان “جميع مناصب الحكومة المحلية في بغداد تتم بالتصويت بعد توافق الكتل السياسية فيما بينها بعد اكتمال النتائج النهائية”، مردفاً ان “قوى الإطار التنسيقي ستحصل على منصب محافظ بغداد بعد التحالفات الجديدة, ويتابع الحياني، ان انتخاب المحافظ الجديد يتم بعد دعوى من المحافظ الحالي لتحديد اسم الشخصية التي ستتولى المنصب خلال فترة لا تتجاوز الـ 15 يوما”، مضيفا ان “الكتل الصغيرة التي حصلت على مقاعد في المجلس سيكون حقها مناصب اللجان الداخلية لمجلس المحافظة,, والاطاريون انقلبوا على نتائج الانتخابات وتجاهلو ان حزب تقدم تصدر نتائج انتخابات مجالس المحافظات في العاصمة بغداد، حيث نال 132719 صوتًا، فيما حصل تحالف نبني على 131869, أما ائتلاف دولة القانون فقد حصل على 13,468صوت , كما انقلبوا 2010 على كتلة اياد علاوي, ومازالت الكتل السياسية تنتظر نتائج الاقتراع الخاص التي تمثل 6% والتي ربما تكون قادرة على إحداث تغيير في نتائج بعض المحافظات لاسيما بغداد, ونساءل / ماذا حقق محافظوا بغداد طيلة عقدين , فما زالت بغداد الاسؤا معيشة وسكنا في التصنيف العالمي !!!!
انتهت انتخابات مجالس المحافظات ب 42% من اصوات الناخبين , فهل انتهت كل مشاكل العراقيين ؟، واستطاعت أحزابنا ” الفاشلة أن تضع العراق على قائمة الدول الأكثر تطوراً ؟، بدليل أن بغداد لا تزال في قائمة أسوأ المدن في الخدمات حسب التقارير الدولية, والعراق يتزعم الفساد في الشرق الاوسط.. وبعد أن تخلصنا من كل مشاكلنا الاقتصادية والسياسية، ولم تبق لنا إلا قضية مجالس المحافظات التي حولت محافظاتها إلى مدن تغار منها سنغافورة ودبي وطوكيو! بين الحين والآخر يثار سؤال مهم: ماذا فعلت مجالس المحافظات ؟
قبل أن نجيب على هذا السؤال الذي يحيّر ملايين العراقيين، اسمحوا لي أن أنقل لكم عبارة مثيرة قالها محمود المشهداني باان الديمقراطية في العراق كذبة كبرى !! واعتراف خطير للنائبة حنان الفتلاوي قبل أيام وهي تبشرنا بأن النتيجة محسومة لصالح كتلتها ، وأن الاستفتاءات والتوقعات تقول إنه ليس في الإمكان أحسن مما كان ، كما أخبرنا أحد النواب بأن مجالس المحافظات وحدها القادرة على النهوض بالمحافظات ، وأعتقد أنه، مع مثل هذه التصريحات غير المسؤولة، من حقّ العراقيين أن لا يبالوا بالانتخابات ، وأن لا يقعوا في غرامها، والسبب لأن بضاعتها قديمة ، ولا تناسب مطالب الناس بالتنمية والتطور ، فهي بضاعة لا يمكن لمواطن ذكي أن يقتنيها,, وأجمل نداء الواجب التالي جاء من النائب مثنى السامرائي الذي طالبنا بأن نخرج في تظاهرات من أجل أن يجلس “فخامته” على كرسي رئاسة البرلمان، واثبتت الانتخابات الاخيرة , وجود أكثر من 44 نائباً ومسؤولاً يقدمون أقاربهم إلى مجالس المحافظات,ناهيك عن اسعار شراء الاصوات الانتخابية في المناطق غير المخدومة أو القرى الريفية وحتى مراكز المدن وصلت إلى تجهيز سبيس أو محولة كهربائية ووعود بالتعيين, فهل هناك أكثر بشاعة من الفشل والخراب، إنه الإصرار على الاستهانة بعقول العراقيين,, وغريب أن تكون جميع مظاهر التفاهم بين الفرقاء السياسيين لها رسالة واحدة هي “هذا لي وهذا لك”. ولهذا أنا ضدّ خطابات وشعارات الإصلاح والتغيير في العراق، لسببين: فهي إما مزيّفة وتنتهي إلى عودة مبدأ “التوازن” في المنافع والمصالح، وإما خادعة أصحابها يحاولون أن يقضوا وقتاً طريفاً مع العراقيين، لكنهم في المقابل يكرهون الديمقراطية والحريات ويعتبرونها اختراعاً إمبرياليا , لقد دعونا الناس إلى انتخابات لمجالس المحافظات، ونحن نريد الكراسي لأشقائنا وأقاربنا وأحبابنا، وللذين يبصمون بالعشرة على الولاء للكتلة السياسية وليس للوطن؟، هل من أجل أن تُسلَّم السلطة إلى من يفهمها على أنها تسخيف للدولة والاستمرار في مسيرة الفشل والخراب ولإعلاء شأن المحاصصة؟، ماذا حدث بعد عشرين عاماً من ممارسة الديمقراطية في العراق؟،، فيما هذه البلاد لا يراد لها أن تغادر الوجوه الكالحة التي وضعتها على قائمة البؤس العالمي,
طوال عقدين من الزمن وبظل الوضع المضطرب، الذي عاشه العراق، مع كل تطبيق لحلقة من حلقات الديمقراطية فيه، يثار نقاش قديم متجدد. محور النقاش هو سؤال: لماذا تتم إعادة تدوير الفساد والفاسدين في البرلمان والحكومة المركزية وحكومات المحافظات والإقليم؟ أليس انتخاب الأشخاص الصالحين، الذين لم تتلوث أيديهم بالفساد مهمة الناخب في المقام الأول؟ وهنا يمكننا الإشارة إلى مفهوم خاطئ ترسخ في عقول الكثيرين مفاده، أن الديمقراطية هي صندوق الانتخابات فقط، وإن ما يفرزه الصندوق هو ما يريده الشعب، وفي مثل هذه المواقف يضيف بعض القدريين مقولة منسوبة للتراث الديني هي (كما تكونوا يولى عليكم)، فهل يعنى ذلك إننا فاسدون وسنبقى فاسدين إذ تم تدوير الفاسدين في طبقتنا السياسية طوال عشرين عاما؟
نحن شعب لا نحسن الاختيار!! كل الشعب والجياع يتطلع لتشييع الوجوه الكالحة من الخط الاول والنواب والمحافظين , ونساءل الله وأن يهدي الله الكتل السياسية والحكومة المركزية إلى اختيارالاكفأ والنزية وبدون محاصصة في المناصب السيادية والمهمة, لكنهم عودوناعلى اختراع أكاذيب، ثم محاولة تحويلها إلى واقع هدفه اغراقنا بالفشل والخيبات والازمات,, هم طبقة فاسدة بلا انتماء للوطن , ويحتمون بالحصانة الوظيفية ضد الفساد، يلبس بعضهم عباءة الفضيلة ليداري الرذيلة، ولكنّ روائح فسادهم الكريهة ملأت أروقة مؤسسات الدولة، وتسربت منها إلى الشوارع والأقضية والنواحي والمدن، وتحوّل بعضهم إلى مصيبة وقعت على رؤوس الناس البسطاء، يحتمون بالمناصب والوجاهة الاجتماعية والسطوة في الوقت الذي يشتكي فيه المواطن من البيروقراطية القاتلة، وانتشار الفساد المالي والإداري وتفشي الرشوة والمحسوبية،
يقول بول برايمر في مذكراته( عندما عقدت اول اجتماع مع قادة العراق كنت خائفا وقلقا – وكنت جالسا على طرف الكرسي وتوقعت ان يلوموني ويسألوني لماذا اوصلنا البلد لهذا الحد – واذا بهم يسألوني اين رواتبنا ومستحقاتنا ؟!! حينها اتكئت على الكرسي وقلت ان هؤلاء لايمثلون شعب ولايستحقون ان يمثلوه !!! ) واللبيب يفهم