يبذل القادة و المسؤولون الايرانيون جهودا حثيثة من أجل إظهار الاوضاع في إيران و کأنها إعتيادية و ليست هنالك من أي قلاقل او مشاکل او ازمات تواجه السلطات الايرانية، بل و أنهم يطرحون وساطتهم من أجل المساعدة على حل المشاکل التي تعصف بالمنطقة و المساهمة في صنع السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، والملفت للنظر أن التصريحات و المواقف المختلفة الصادرة عنهم بهذا الخصوص بدأت تتوالى في الآونة الاخيرة وقد تزامنت بشکل خاص مع حرکات إحتجاج و إضطرابات عمت مختلف أرجاء إيران و تبلورت بصورة ملفتة للنظر في أقاليم کردستان و بلوشستان والاهواز.
تزامنا مع الخطوات التراجعية لطهران على صعيد المفاوضات النووية، والهزائم السياسية و العسکرية التي بدأت تلاحق على حلفاء إيران في سوريا و العراق و اليمن ولبان، و تفاقم المشاکل و الازمات الداخلية و عدم إمکانية السلطات الايرانية من إيجاد حلول و معالجات مناسبة لها، إزدادت و تصاعدت حدة الحرکات الاحتجاجية في مختلف أنحاء إيران، فمن إضرابات ألوف العمال الى تظاهرات المعلمين في أکثر من 80 مدينة إيرانية، ومرورا بحرکة الاحتجاجات و التظاهرات في المدن الکردية الايرانية، فإن محافظة أذربيجان بدأت الاضطرابات تحدث فيها، والحقيقة أن الشعب الايراني وفي کل أنحاء إيران يمرون بمرحلة سخط و غضب عارم ولم يعد بوسعه التحمل ولذلك فإن تزايد و تصاعد حالات الاحتجاج مؤخرا و بشکل ملفت للنظر تؤکد هذه الحقيقة.
المقاومة الايرانية التي أعلنت من خلال بياناتها و تصريحات و مواقف قادتها وبالاخص السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هو نظام هش و ضعيف تحاصره المشاکل و الازمات وانه إذا ماوجد أية مواجهة حازمة و صارمة معه فإنه يظهر على حقيقته، وأشارت المقاومة الايرانية الى الهزائم التي لحقت بإستراتيجية التمدد و التوسع العدوانية لهذا النظام في دول المنطقة و إنعکاسات و ردود فعل ذلك على تصريحات و مواقف قادته و مسؤوليه.
طهران المحاصرة بالمشاکل و الازمات، تحاول ومن أجل خلاصها من آثار و تداعيات تلك المشاکل و الازمات إختلاق مشاکل و ازمات و فتن و مواجهات هنا و هناك، وسوف تبقى’کما تؤکد المقاومة الايرانية’، مصدرا للمشاکل و الازمات طالما بقي نظام الجمهورية الاسلامية في إيران حاکما في إيران وان السبيل الوحيد لخلاص إيران و المنطقة من المشاکل و الازمات يکمن برحيل هذا النظام.