18 نوفمبر، 2024 1:21 ص
Search
Close this search box.

طهران تضع مصالحها فوق کل إعتبار

طهران تضع مصالحها فوق کل إعتبار

ليس هناك من نظام سياسي في العالم متلون و حرباوي و إنتهازي و وصولي کالنظام الايراني الذي يسلك کافة السبل من أجل تحقيق أهدافه و نيل مراده، وان ماضيه طوال أکثر من ثلاثة عقود ونصف تشهد على هذه الحقيقة و تؤکدها في أکثر من مناسبة و مجال.

هذا النظام الذي لايدخر أي جهد او مسعى و بأية طريقة او وسيلة کانت إلا و قام بإستغلاله خصوصا عندما يدرك بأن ذلك الامر يخدم بقاءه و استمرار حکمه الاستبدادي القمعي، وان تأريخ هذا النظام الحافل بخصوص قمع و إذلال الشعب الايراني و قواه الوطنية التحررية، وقد کان و طوال العقود الثلاثة و النصف المنصرمة يدس السم بالعسل من أجل خداع الشعب و القوى الوطنية الايرانية المناضلة من أجل الحرية و الديمقراطية، وللأسف البالغ فقد إنطلت لعبة النظام هذه على العديد من القوى و الاطراف السياسية الايرانية لتقودها في نهاية المطاف الى مصير الانزواء و التلاشي بعد أن قام النظام بالقضاء عليها بمختلف وسائله و اساليبه الميکافيلية، لکن منظمة مجاهدي خلق التي سبق لها وان خاضت تجربة نضالية مريرة ضد النظام الملکي و ساهمت في القسط الاوفر من إسقاطه، لم تنطلي عليها لعبة النظام الديني المتطرف وانما وقفت ضده و کانت متسلحة بالوعي الکامل لمخطط النظام وهو يحاول فرض بدعة ولاية الفقيه على الشعب الايراني و قواه الوطنية التحررية و على رأسها منظمة مجاهدي خلق.

بدعة نظام ولاية الفقيه التي عارضتها و وقفت ضدها منظمة مجاهدي خلق منذ الايام الاولى، تبين و ثبت و کما أکدت منظمة مجاهدي خلق في بياناتها و أدبياتها المختلفة، انها مخطط مشبوه يساهم و بشکل واضح في زعزعة السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، ولاسيما فيما يتعلق بمسألة مايسمى بتصدير الثورة و هو في الاساس تصدير الارهاب و الازمات و المشاکل للشعوب و الدول الاخرى، وأن المنظمة التي حذرت طوال العقود الثلاثة الماضية من مغبة إقامة هذا النظام لقواعد و مرتکزات نفوذ له في المنطقة، مصرة على أن ذلك سيمهد لتدخل هذا النظام و بشکل سافر في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، ولأن منظمة مجاهدي خلق أساسا منظمة تحررية تؤمن بحرية الشعوب و التعايش فيما بينها، فإنها رفضت و بشکل قاطع تدخل هذا النظام في شؤونها الداخلية تحت أي ذريعة کانت.

اليوم، ونحن نشهد الاوضاع القلقة و المضطربة في کل من العراق و لبنان و سوريا و اليمن حيث إن السبب و العامل الباشر الذي يربط فيما بينها هو تدخل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذه البلدان و إقامة قواعد و مرتکزات له عبر تنظيمات و مؤسسات و أفراد و صيغ أخرى مع إنه يزعم کذبا و بهتانا من إنه ينوي مساعدة شعوب هذه الدول، وان المفترق الخطير الذي وصلت إليه الاوضاع في سوريا الجريحة، هو نتيجة لسياسة التدخل السافرة لهذا النظام في الشأن الداخلي السوري خصوصا منذ أن تضعضع نظام بشار الاسد أمام الشعب السوري الابي و قواه الثورة و شارف على السقوط، وان هذا النظام الذي جند کافة إمکانياته و طاقاته للحيلولة دون سقوط دکتاتورية الاسد، تؤکد تقارير مختلفة بأن النتائج و التداعيات السلبية لسياسته هذه، قد باتت تظهر واضحة على مختلف الاصعدة خصوصا من حيث تفشي الفقر و المجاعة و إضطرار قادة و مسٶولي النظام للإعتراف بذلك، وقطعا فإن هذا النظام لا و لم و لن يفکر بأية مصلحة سوى مصلحته الخاصة التي يضعها فوق کل إعتبار.

أحدث المقالات