لايبدو في الافق مايٶکد بأن طهران قد فهمت وإستوعبت الرسائل التي بعثت بها إدارة الرئيس بايدن لها فيما يخص ببرنامجها النووي والعدوة للإتفاق النووي، فهي ولحد الان ومع التضارب والتناقض في التصريحات والمواقف الصادرة بين المسٶولين بشأن البرنامج النووي ولاسيما من حيث إطلاق تصريحات متشددة وأخرى لينة مرافقة لها والذي کان أشبه بنوع المناورة مع واشنطن، يبدو إن اللعب على وتر التشدد هو ماتميل إليه طهران وتراه مناسبا للتعامل مع إدارة بايدن.
عندما تطالب إدارة بايدن ومن ورائها البلدان الاوربية طهران بأن تفي بإلتزاماتها القديمة ومطالبتها بأخريات جدد فإن المرشد الاعلى للنظام الايراني عندما يصرح وهو يخاطب الغرب قائلا: “ننتظر أفعالا لا أقوالا من أطراف الاتفاق النووي”، فإنه کما يبدو يريد قلب الطاولة رأسا على عقب ووضع الغرب في موضع المطالبة والمسائلة، خصوصا عندما يتبع الرئيس روحاني مايطالب به خامنئي برفض إعادة التفاوض على الاتفاق النووي ضمن اتفاق أشمل وأوسع، قائلا “لن تتم إضافة أي بنود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة للاتفاق النووي، لا القضايا الإقليمية ولا برامج التسلح الدفاعي الإيرانية”، لکن الملفت للنظر دائما بأن قادة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يترکون دائما خط رجعة إذ أن هذه التصريحات المتشددة رافقتها إيماءات بأن النظام لايذهب الى طريق لاعودة منه ويغلق أبواب کل الخيارات للتعامل مع الغرب عندما أضاف روحاني في تصريحاته هذه قائلا: “كما قلنا مرات عديدة، لا مكان للأسلحة النووية في برنامجنا الدفاعي. إذا قال العالم كله إنه من الجيد أن تمتلك إيران سلاحا نوويا فإن رأينا لن يتغير. سوف نلتزم بالعهد الذي قطعناه في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والضمانات”، وبطبيعة الحال فإن طهران ستنتظر الرد الامريکي بشکل خاص ولاسيما بعد أن بعثت أکثر من رسالة عملية في اليمن ولبنان والعراق عن طريق أذرعها لواشنطن.
هل سيکون بايدن ضعيفا أمام النظام الايراني ويخضع له أو يکون متساهلا معه کما فعل أوباما؟ هل إن طهران ستنجح حقا في إظهار مواقفها المتشددة وترفض المطالب الدولية وإنها في مستوى ذلك التحدي؟ لاريب من إن العالم قد خبر هذا الاسلوب من جانب هذا النظام وکيف إنه يوحي بإيصال الامور الى الذروة ثم وفي لحظة ما تنقلب الامور کلها رأسا على عقب ويتغير موقف النظام بزاوية مقدارها 180 درجة، کما حدث في الحرب العراقية ـ الايرانية عندما کان الخميني قد أعلن إنه لن يوقف الحرب مع العراق وإنه”لامعنى للصلح بين الاسلام والکفر”! هذا الى جانب ماکان خامنئي قد أعلن وقبل أسبوع من إبرام الاتفاق النووي عام 2015، عن 19 شرطا للموافقة على التوقيع عليه، لکن جرى التوقيع ولم تتم مراعاة شروطه المذکورة، وإنه وکما يقول المثل”هذا الشبل من ذاك الاسد” فلايبدو إن هذا المسعى سينجح لطهران خصوصا وإنها في وضع لايسمح لها أبدا بأن تزرع الريح وتحصد العاصفة!