18 ديسمبر، 2024 9:37 م

طموحات رياضية لم ترى النور!؟…

طموحات رياضية لم ترى النور!؟…

*بصرف النظر عن حسن او سوء العلاقات التي تربطنا كعراقيين مع سوريا او السعودية,وبلغة رياضية خالصة,اقول :مبروك للمنتخب السعودي تأهله الى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا بعد مخاض وصراع كبير في المجموعة التي ضمت الى جانبه منتخبات :العراق واليابان واستراليا والامارات وتايلند,وهي المرة الخامسة التي يتأهل فيها المنتخب السعودي الى نهائيات كأس العالم..تأهل السعودية لم تكتنفه مفاجاّت الا بعض الهفوات التي استطاع تجاوزها وحسمها في المباراة الاخيرة من التصفيات بفوزه على المنتخب الياباني (1_0), الاسبوع الماضي, في اخر جولات التصفيات الاسيوية المؤهلة لمونديال روسيا.ما اود الاشارة اليه هو ما يتعلق بمنتخبين عربيين اخرين هما, منتخب سوريا ومنتخب العراق..من لم يفاجأ بتأهل المنتخب السعودي ,من المؤكد, انه تفاجأ باقتراب المنتخب السوري من الصعود للنهائيات بعدما جاء ثالثا في ترتيب مجموعته,التي لم تكن بأسهل من مجموعة المنتخب العراقي والتي ضمت منتخبات قوية جدا كالمنتخب الكوري الجنوبي والمنتخب الايراني والمنتخب الاوزبكي. ومع ان المنتخب السوري ما يزال عليه ان يخوض مباراتين, ذهابا وايابا خارج ارضه وبعيدا عن جمهوره, مع ثالث مجموعة العراق (المنتخب الاسترالي القوي ايضا)ثم ينتقل لخوض مباراتين مماثلتين امام احد المنتخبات الاجنبية من قارة اخرى ربما من الاوقيانوس الا انه تمكن, على الاقل ,من الحصول على نصف فرصة او ما يسمى ب (نصف مقعد )..وكما قلت انفا :ان صعود السعودية يبدو طبيعيا للامكانات المتوفرة لمنتخبها من منشاّت وملاعب رياضية حديثة ذات مواصفات عالمية ومدربين اجانب على مستو عال سواء في المنتخبات او الاندية السعودية ودعم مالي كبير ,اضافة الى عامل مهم جدا هو ما تنعم به السعودية من امن واستقرار.وفي المقابل فان حصول المنتخب السوري على نصف مقعد جاء في وضع سياسي مضطرب وحرب اهلية بتدخل اقليمي ودولي وما حصل فيها من دمار وخراب وانهيار اقتصادي وضحايا ومهاجرين ومهجرين منذ 2011_2012 وحتى هذه الساعة , ولهذا قلنا ان المنتخب السوري شكل مفاجأة بحصولة على نصف بطاقة استحقها عن جدارة .
*اما الحديث عن المنتخب العراقي,وان لم تتوفر له ما يصل الى مستوى ما متوفر للمنتخب السعودي من امكانيات ذكرناها سابقا,فلا جدال في ان وضع المنتخب العراقي افضل بكثير من الناحية الامنية والمادية , على اقل تقدير, من المنتخب السوري الذي حصل على الملحق او نصف المقعد الذي لم يستطع المنتخب العراقي الحصول عليه ,وهو اضعف الايمان!؟..
*منذ وصول منتخب العراق للمرة الاولى و الوحيدة في تاريخه الى نهائيات كأس العالم في المكسيك عام 1986 لم تستطع الكرة العراقية والقائمين عليها والمسؤولين عنها المتعاقبين, سواء كانوا اتحاد كرة اولجنة اولمبية او وزارة شباب, ان يرسموا منهاجا ومخططا عمليا فعليا, لا على الورق وعبر التصريحات المتفاءلة في غير موضع التفاؤل, يقودون فيها كرتنا الى تجديد تواجدها في النهائيات العالمية!..لقد طرحنا كصحفيين رياضيين كثيرا من الافكار القابلة للتطبيق بعودة كرتنا الى المسار المطلوب, لكن يبدو ان ما ابتلي به هذا البلد ما قبل وما بعد الاحتلال 2003خاصة, من حصارات وحروب سابقة ولاحقة وغياب التخطيط والعمل الجاد المخلص والنزيه بسبب تشرذم الولاءات واختلاف التوجهات, هو ما جعل كرتنا تحديدا والرياضة بشكل عام تدور في حلقة مفرغة, كما هو حال الوضع العام في كافة المجالات الاخرى.