23 ديسمبر، 2024 1:10 م

طماطة دوت كوم طماطة دوت كوم

طماطة دوت كوم طماطة دوت كوم

لم يجلب لي الفيس بوك و الانترنيت الا وجع الراس و الدوخة و الهم و الازعاج و لكن حصل قبل ايام مختلف تماماً فقد استفدت ماديا من الفيس بوك لاول مرة في حياتي ،

مررت بأحد البقالين الذين اشتري منهم عادة بعد بحث طويل و تجوال على البسطيات لانظر الى ماوراء المعروض حتى اعرف ماذا سيضع لي من بضاعة  فكان كعادة كل البقالين الذين لا ينظرون الا الى بضاعتهم و العلاقة السوداء التي يضعون فيها الطماطة باصابعهم التي تلتقط طماطة واحدة جيدة و اثنتين رديئة لا تراها  ثم (يشدون ) العلاقة بسرعة الضوء و لا تعرف ماذا وضع لك الا عندما تصرخ بك ( المرة ) هاي شنووووووو …….

المهم سالفتنة اليوم بعد ان اشتريت كيلوين طماطة من الاخ البقال الذي شد لي العلاقة السوداء رفع رأسه بوجهي و سألني الست انت علي فاهم .. نعم انا هو بخدمتك ..

ها.. اني اقرأ لك مقالاتك و خاصة التي تتكلم فيها على الفساد و الفاسدين و انا من المعجبين باسلوبك ووو …. شكرته كثيرا و هممت بأخذ علاقتي السوداء ,, لالا قال لي استاذ اعطيني العلاقة ..أعطيته العلاقة مستغرباً فافرغها و ملأ لي (علاقة ) أخرى وردية اللون من الطماطة التي في الواجهة والتي كانت تتلألأ جمالاً و نضارة و اعطاني اياها قائلاً أعذرنا استاذ علي ( منا و هجي تستنكي طماطة و كلشي بأيدك  بس كلشي بسعره) طبعاً كما تعرف اخذت علاقتي الوردية و انا فرح اني نجحت بمكافحة الفساد مؤقتاً و تغيير لون علاقة على الاقل  وان هناك من تأثر بكلمة لي و لكن في حقيقة الامر صاحبنا حاله حال اغلب العراقيين يصرخ بمحاسبة الفاسدين و يده ملطخة بمعجون طماطة الفساد و لايدري ان هؤلاء الفاسدين هم افراز مجتمعي طبيعي فكما قال عز و جل وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ,, فالاصلاح يجب ان يبدأ من أنفسنا ونضعها تحت المجهر لنرى حقيقة غاياتنا هل نحن نريد تغيير الواقع الفاسد ام اننا نريد تغيير الفاسدين لنحل مكانهم و عندما تبلى السرائر تنكشف حقيقة الكثير من المطالبات فاذا صلحنا و أصلحنا سيحكمنا الصالحون و العكس بالعكس فحتى لو كانت الواجهة جميلة ومتلألأة و الشعارات براقة و جذابة فعلينا أن ننظر الى ماوراء  الواجهة لان العلاقات السوداء جاهزة و فيها الرديء أكثر من الجيد ، والحر تكفيه الطماطة .