كل شخص يسعى للسعادة, والاستقرار وراحة البال, فلا يمكن للإنسان, ان يعيش قلقاً, ولابد أن يتوفر عامل الاطمئنان, كي يحصل على ما يَهدف إليه, ليكون عمله مجدياً, مبنيٌ على أسُسٍ قويمة.
كَثُرَ الجدالُ حول مشروع التسوية الوطنية, وهذا أمرٌ طبيعي, فالعمل الكبير يستحق الجهد الكثير, والمثابرة على فهم المشروع, بموضوعية شاملة, وبالنظر لتراكم فقدان الثقة, فيجب أولاً زرع الثقة, في قلوب الشركاء؛ كي يحصل الاطمئنان للمشروع, والشروع لخلق حالة الاستقرار السياسي, عن طريق اللقاءات الهادفة, لطي صفحات الماضي.
طالما تكررت كلمة التهميش, كقاعدة لورقة الضغط, تناولها بعض الساسة, تارة لأجل الحصول على مكاسب مادية, وأخرى لإقرار قانون أو تمرير مشروع, دون اعتماد المعايير, المستندة على دراسة الجدوى, مما أشعَرَ المواطن, أن من يمثله ضعيف الجانب, أو مشترك بالفساد, مما أنتَج حاجزاً بينه وبين المسؤولين, ليرفع شعار كلهم حرامية وكلهم فاسدين وعملاء.
جاء مشروع التسوية الوطنية, المطروح من قبل التحالف الوطني, بنقاطٍ واضحة لتزيل تلك التحفظات, حيث يدعو لاشتراك كل المكونات, السياسية والأطياف العراقية, وإلغاء نظام المحاصصة والتوافق, والالتزام بمواد الدستور, الذي أصبح ورقة مهملة, جراء الممارسات الخاطئة, حيث تم تكوين حكومات ضعيفة, وليس دولة قائمة على المؤسسات الفَعالة.
كان الطرف الأكثر تحفظاً, هو كتلة تحالف القوى الوطنية, وأغلبهم ممن كان يردد مفردة التهميش, التي طَبل لها تجار الأزمات السياسية, واستغلتها المنظمات الإرهابية, لتمرير أجنداتها القاتلة للشعوب, والتي كان آخرها داعش, في ساحات الاعتصام.
هناك سؤالٌ يطرحهُ بعض الساسة,” التسوية مع من؟”, عندما نقرأ الورقة, نجدُ الجواب بالاستثناءات, حيث يستثني المشروع, البعث الصدامي ومن تعاون معه, ومن اشترك بالإرهاب من القاعدة وصولاً لداعش.
ترددت مفردة أخرى, منذ ظهور الأزمات, وصفت الوضع في العراق, أنه عبارة عن إثارةٍ لأزماتٍ سياسية, أثرت على التعايش السلمي للمواطن, لذلك فالاستقرار السياسي, هو من يجلب الطمأنينة, فالهدف هو تقديم الخدمة للمواطن.
لا يختلف اثنان على أن المواطن, يريد العيش بسعادة, بعد كل الشقاء الذي تَحمله, ولتحقيق هذهِ الأمنية, لا بد من زرع الطمأنينة, وهذا من واجبات الساسة المخلصين, وبدون الثقة لا تحل الطمأنينة.