23 ديسمبر، 2024 2:00 ص

طلبُ ترشُّح على قائمة العبادي

طلبُ ترشُّح على قائمة العبادي

السيد رئيس”تحالف النصر”الانتخابي د. حيدر العبادي المحترم
تحيةً وتقديراً
هذا طلبٌ علنيّ أتقدّم به للترشّح على قائمة ائتلافكم الانتخابي، استجابةً لدعوتكم الكريمة العراقيين الواجدين في أنفسهم الأهليّة لخوض الانتخابات المقبلة وتولّي مناصب تشريعية، وربما تنفيذية، في الدولة.
وضعتَ حضرتُك دعوتَكم في إطار تحقيق مبدأين عظيمين، هما”تكافؤ الفرص”و”الشخص المناسب في المكان المناسب”، وأحسبُ نفسي جديراً بفرصة من هذا الطراز، وشخصاً مناسباً لشغل مقعد في البرلمان، فكلّ الشروط والمواصفات المطلوبة لهذا الأمر متوفّرة فيّ منذ أول يوم أُوجِد فيه البرلمان في عهدنا الحالي، وأول هذه الشروط والمواصفات أنني شخصية وطنية، ناضلتُ طويلاً ضد نظام صدام حسين وسياساته وعانيتُ وعائلتي طويلاً من قمعه وتعسّفه (أُعتقلتُ مرتين في عهد البعث، ولوحقتُ ما اضطرني إلى الاختباء خمسة عشر شهراً في عامي 1979و1980 قبل أن أُفلح في الفرار سرّاً إلى خارج البلاد في 1980، وقد تنقّلتُ بين عدة منافٍ: لبنان، قبرص، سوريا وبريطانيا). أفراد عائلتي جميعاً تعرّضوا للاضطهاد من بعدي، وسعى النظام لإغرائي وإثباط عزيمتي في النضال ضدّه ولم ينجح، فقد بقيتُ من المعارضين الأشدّاء العلنيين له والمحرّضين ضده وسياساته عبر الصحف ووسائل الإعلام العراقية (المعارضة) والعربية التي عملتُ فيها، وفي إطار حركة المعارضة التي كنتُ من نُشطائها، ولم أكن، ولا أكون الآن، من المُعادين لحزب الدعوة الإسلامية، كما تعتقد أنتَ، لكنّني معادٍ ومعارض لسياسات خرقاء تسبّبت في كوارث نفذّها أفراد في حزب الدعوة وأحزاب إسلامية أخرى شيعية وسُنية، وكنتُ دائماً أُعارض هذه السياسات، كما سياسات نظام صدام، بوجه مكشوف وباسمي الصريح من دون خوف أو وجل.
السيد د. العبادي
مكاني المناسب في البرلمان سيكون في لجنة الثقافة والإعلام على وجه الخصوص، وربما في لجنة النزاهة أيضاً، فأنا صحافي عريق، درستُ الصحافة في جامعة بغداد، يوم كانت جامعةً مُعتبرة، وخبرتُها في العمل اليومي على مدى عقود، وتدرّجتُ فيها من محرِّر متمرّن إلى محرر عامل فرئيس قسم فمدير تحرير (في صحيفتين عربيتين) ثم أخيراً رئيس تحرير تنفيذيّاً في هذه الصحيفة (المدى) منذ سبع سنوات. بل إنني، بحكم التجربة هذه، كنتُ ولم أزل، كما كثيرون آخرون من زميلات وزملاء المهنة، من المناسبين أيضاً لمنصب قيادي في هيئة الإعلام والاتصالات أو في شبكة الإعلام العراقي، لكنّني لم أرغب مطلقاً في أيّ منصب في هاتين الهيئتين غير المستقلّتين، بل كنتُ قد اعتذرتُ عن عدم قبول عرض من زعيم سياسي نافذ للترشّح إلى إحدى الهيئتين بدعم من كتلته النيابية الكبيرة.
السيد د. العبادي
مرّة أخرى، كلّ الشروط التي حدّدتَها حضرتُك في دعوتك متوفّرة فيّ، لكنّني فقط أعترض على شرط الخمس مئة مؤيد من مدينتي. هذا الاعتراض ليس مردُّه إلى أنني”مقطوع من شجرة”، أو ليس لي مَنْ يمكن أن يؤيدني بالعدد المطلوب، فمِن عشيرتي يُمكنني الحصول على هذا العدد وأكثر، وفي مستطاعي”تدبير”هذا العدد من المؤيدين بمبلغ لن يثقل عليّ وهو خمسة ملايين دينار يُمكنني، كما فعل الكثيرون ممّن صاروا أعضاء في مجالس النواب السابقة، أن أشتري بها أصوات المؤيدين من فقراء العراق، وما أكثرهم، بواقع 10 آلاف دينار للصوت الواحد كمقدّمة يتبعها مبلغ 100 ألف دينار أو أكثر عند الفوز، لكنّني لا أرغب أبداً في أن أكون مرشّحاً عشائريّاً، فأنا ممّن ينحازون إلى الدولة ويعارضون أيّ شكل من أشكال السلطة غير القانونيّة، وبالنسبة لي لا سلطة قانونيّة غير سلطة الدولة. أما بخصوص شراء الأصوات فهذه ممارسة ذميمة فاسدة، وعملي الإعلامي يشهد لي بأنني من محاربي الفساد الإداري والمالي، وكم ناشدتُكَ وشجعّتُكَ على الوفاء بوعودك المتّصلة بمكافحة الفساد الذي أراه السبب والعلّة في معظم الخراب السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي نعيشه الآن وسنظل نعيشه حتى يتهيّأ للعراق حاكم يضرب الفساد والفاسدين والمفسدين بيد القانون، وكان يُمكنك أن تكون هذا الحاكم، لكنّك للأسف لم تشأ، أو لم تقدر، أن تكون.
السيد د. العبادي
أتقدّم إليكم بطلبي هذا وليس لي شرط غير أن يتبنّى”ائتلاف النصر”برنامجاً واضحاً بتوقيتات محدّدة أشاركُ في صياغته يُلزمك ويُلزمني وسائر المرشّحين المُحتملين على قائمة هذا التحالف بالاصلاح السياسي والإداري ومكافحة الفساد وبناء دولة المواطنة وإقامة النظام الديمقراطي البرلماني الاتحادي الرصين وتحقيق مبدأي تكافؤ الفرص والشخص المناسب في المكان المناسب… بالأعمال وليس بالأقوال.
تقبّلوا فائق الاحترام