22 ديسمبر، 2024 7:53 م

طلبة الجامعات بانتظار الأمل يا معالي وزير التعليم

طلبة الجامعات بانتظار الأمل يا معالي وزير التعليم

نشرت بعض مواقع التواصل الاجتماعي تصريحا عن الأستاذ الدكتور عبد الرزاق العيسى الوزير التكنوقراط للتعليم العالي والبحث العلمي والعلوم والتكنولوجيا ( ولم يؤكد الخبر أو ينفى مضمونه حتى ساعة كتابة هذه الكلمات ) ومفاده : اتفقنا مع هيئة الرأي والأخوة رؤساء الجامعات على ثلاث أمور لا رجعة فيها ( لا دور ثالث ولا عودة للمرقنة قيودهم ولا سنة عدم رسوب ) إضافة إلى قرارنا السابق بإلغاء نظام التحميل للمراحل الأولى الذين سيتم قبولهم لسنة ٢٠١٧-٢٠١٨ ولجميع الاختصاصات ، وحسب تحليلات تتعلق بالموضوع فان الغرض من هذه الإجراءات هو الحفاظ على ما يسمى الرصانة العلمية للجامعات التي لم يفهم منها بعض المتابعين من الجمهور شيئا سوى فرض وسائل للضغط على الطلبة ، فالرصانة لها متطلبات عديدة وليس من العيب أن نبدأها بخطوات تتناسب مع تنامي الإمكانيات ، إذ من شانها نقل جامعاتنا من مستويات التقويم الحالية إلى ما يعيد سمعتها ومكانتها المعروفة قبل خوض الحروب ، وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع الأيام التي تعلن فيها نتائج امتحانات الدور الثاني للدراسات الأولية ، وفي حالة تطبيقها فأنها ستشكل صدمة كبرى لبعض الطلبة لأنها تطبق بدون إنذار مسبق وخروجا عن الحالات التي صدرت في السنوات السابقة التي تضمنت صدور قرارات تسمح للطلبة لمعالجة بعض الحالات من باب إعادة الأمل لشريحة الشباب ، الذين يعانون من مختلف الصعوبات المادية والنفسية والأمنية والاجتماعية وحالات البطالة ومحدودية أو انعدام فرص العمل سيما في الأعوام التي تلت 2014 التي انتشرت فيها حالات النزوح والتهجير والاضطرار للسكن بأماكن لا تتوفر فيها المتطلبات الأساسية للحياة ، ولجوء أعداد كبيرة من الشباب في التطوع تلبية لنداء المرجعية الشريفة أو في الحشود العشائرية مما اضطر البعض منهم للجمع بين القتال للحفاظ على مناطقهم ولطرد داعش الإرهابي ومن يقف معه والعمل لتدبير لقمة العيش بعد احتلال مدنهم وممتلكاتهم والدوام كلما سنحت لهم الفرص لذلك وهي حالات وطنية تستحق الفخر والاعتزاز والتشجيع ، فالحياة في هذه السنوات ازدادت تعقيدا بعد التضخم وارتفاع أسعار المعيشة وزيادة نفقات النقل إلى الضعف وقطع منحة إل 100 ألف دينار شهريا عن الطلبة واضطرارهم لشراء واستنساخ الملازم والمحاضرات بعد أن تحولت بعض الكليات إلى دكاكين ناهيك عن القيام برفع أجور الدراسة المسائية عاما بعد عام لإثبات شعار الجامعة المنتجة .
ومن الأمور التي تجعل البعض ليس متأكدا من عدم صحة أو صدق هذه الأنباء هو إعطاء درجات إضافية (على المعدل ) لعوائل الشهداء ايفاءا لتضحياتهم رغم حرص الوزارة في المحافظة على جودة التعليم وتحقيق ( الرصانة العلمية ) ، كما إن الوزارة تقبل بأقل من معدلات القبول تحت مسمى التعليم الموازي ( النفقة الخاصة ) وتقوم بتوسيع القبول في الدراسات المسائية وغيرها من الاستثناءات ، فهل من المعقول أن نكرم أبناء الشهداء ونقسوا على من يدافعون عن الوطن أو عوائلهم وإخوتهم وأخواتهم ومعارك التحرير لم تنجز بعد وتحتاج إلى بنادق المضحين لنقضي على آخر داعشي لنعيش جميعا أحرارا في عراق خال من الغزاة والإرهاب ، نقول هذا لان ( الاتفاق ) بين الوزير وهيئة الرأي ورؤساء الجامعات باعتباره المسؤول الأعلى للوزارة ، لأن التصريح لم يشير إلى منح استثناءات أو تخويل من صلاحياته وليس فيه أي مقدمات ، رغم انه كان من الممكن أن يطبق بدءا من العام الدراسي القادم أو في أي موعد لاحق بعد العام الدراسي 2016 / 2017 ، كما تضمن الاتفاق على عدم تطبيق التحميل على القبول الذي سيتم في العام الدراسي 2017 / 2018 ، وكان من الممكن أن تعطى الفرص لبعض الحالات للعام الدراسي 2016 / 2017 انطلاقا من قاعدة العافية بدرجات لان الجرعة الدوائية الواحدة قد تكون قاتلة أو تكون لها نتائج غبر محسوبة الآثار والنتائج ، ومنها على سبيل المثال :
. السماح لطلبة الصفوف المنتهية بمحاولة ثالثة من الراسبين بدرس أو درسين لفرز الجديين عن غيرهم .
. السماح لطلبة الصفوف الثالثة للدراسة التي مدتها 4 سنوات والصفوف الرابعة للدراسة التي مدتها 5 سنوات بإعطاء محاولة ثالثة وفي ذلك منعا للهدر في التكاليف التي أنفقت على الطلبة لهذه المراحل بالذات .
. إعطاء فرصة أخيرة لطلبة الصفوف المنتهية وقبلها لمرحلة البكالوريوس من المعرضين لترقين القيد .
. استثناء الطلبة في الدراسات المسائية من إجراءات ترقين القيد عدا ما يتعلق بالغش لأنهم يتحملون نفقات دراستهم وبعضهم من الموظفين وغير المتفرغين للدراسة وغالبا ما يحصل تضاربا بين الوظيفة والدراسة .
ونقول لمعالي الوزير، لقد استبشر الشعب بقدومكم إلى موقع المسؤولية لكونكم من التكنوقراط ولكم خبرة واطلاع لما يمر به طلبة البلد من التزامات ومشاغل وظروف ومعاناة ، ورغم إنكم انشغلتم بمواضيع وظيفية عديدة ومنها إدارة وزارة المالية وكالة لشهور وتخصيص الكثير من الوقت لإدارة وزارة العلوم والتكنولوجيا التي ارتبطت بالتعليم العالي بعد حلها من مجلس الوزراء ، فأنكم لم تنعزلوا عن التعليم العالي لان هذا القطاع يعيش في ضميركم الوطني ونعتقد بان هذا من دعاكم للانسحاب من وزارة المالية التي أخذت ن وقتكم على حساب التعليم ، ودون مبالغة في الحديث فان هناك الآلاف من الطلبة وعوائلهم ممن ينتظرون اتخاذ إجراءات لتغيير واقع التعليم العالي والبحث العلمي كونه من اختصاصكم الفعلي من خلال تغيير بيئات الجامعات والكليات لتكون عوامل محفزة للقضاء على إحباط الطلبة وزيادة دافعيتهم للانجاز وإعطائهم الأمل في الدراسة والتفوق والحياة ، وهذه المناشدات يقصد منها حل بعض الاختناقات التي تؤدي إلى ترقين قيود الطلبة وتركهم بلا أمل ونخص بالذكر منهم الطلبة على وشك التخرج ، سيما وان وزارة التربية استحصلت موافقة مجلس الوزراء الموقر على إعطاء دور ثالث لطلبة الصفوف المنتهية لمن رسب بثلاث دروس فاقل وهم سيكونون من مدخلات التعليم العالي عند النجاح ، ولا نخفيكم سرا لأنكم الأستاذ والمربي الفاضل وصاحب التاريخ الطويل في التعليم وحاليا الوزير للتعليم العالي ، إن بعض الطلبة وعوائلهم يشعرون بحالات التشدد وتقليل الفرص ممن لديهم الرغبة الفعلية لتعديل وتصحيح أخطائهم وتجاوز الظروف الصعبة التي تعيش معهم كل يوم ، ففي العام الدراسي السابق تم الغاء اعتبار السنة الدراسية سنة عدم رسوب كما ألغيت القرارات التي تتيح إعادة المرقنة قيودهم ، وفي العام الدراسي الحالي ازداد الوضع تعقيدا بإلغاء أي تسهيل لصالح الطلبة ولا يعلمون كيف سيكون شعورهم النفسي وإحساسهم بالأمل عندما يعودوا من الصف المنتهي جامعيا إلى نقطة الصفر ، ونقطة الصفر قد تعني ترقين قيد طالب في الصف الخامس للهندسة المعمارية وعودته للصف الأول بدراسة أدنى وكل ما يحتاجه فرصة ثالثة في درس ثانوي أو مساعد بعد أن أمضى 5 سنوات في اجتياز كل المتطلبات ، ولا نقصد من هذه الكلمات دعوتكم للتخلي عن مواقفكم العلمية في تصحيح مسار التعليم العالي وإعادة هيبته إقليميا ودوليا لتكون جامعاتنا بمستويات الجودة المطلوبة ، وإنما المضي بالمشروع بمراحل لتسوية المتعلقات وعدم إهمال النظر للموضوع من الجانب الإنساني ومراعاة الظروف التي يعانيها بلدنا العزيز وشعبنا المجاهد الذي قدم قوافل من الشهداء والجرحى والأيتام والأرامل والضرر من مؤامرات وخيانات وتخاذل الأعداء والمغرضين بإعطاء فرصة أخيرة للطلبة ( المتلكئين ) لتكون بمثابة الإنذار النهائي لهم لكي يحسنوا أمورهم اعتمادا على مجهوداتهم بلا ( مكرمات ) ، دون أن ننسى إن العام الدراسي موضوع البحث كان من أصعب الأعوام نظرا لوصول درجات الحرارة لأعلى مستوياتها تزامنا مع القصور في تجهيز الكهرباء وتقديم مواعيد الامتحانات لتتزامن مع شهر رمضان المبارك وحالات الفقر التي سببها التقشف وانخفاض أسعار النفط عالميا ، فضلا عن الحالات المأساوية التي رافقت عمليات تحرير الموصل من عصابات داعش الإرهابي التي أنتجت ملايين النازحين ، واغلب طلبة الجامعات لم يكونوا بمعزل لما يجري في العراق فهم في كل الأحوال أبنائنا وشركاء لنا في الدفاع عن الوطن وفي البناء وإعادة الاعمار ، علما إن هذه المناشدة التي يمكن إيجاد أكثر من مسوغ لتمريرها بدوافع علمية وإنسانية ووطنية ، لا تتضمن منح الطلبة عاما مجانيا ( بالزحف أو بغيره ) بل من خلال المعايير التي تتبعها جامعاتنا وما يرتبط بها من تشكيلات .