يعلم الجميع ان العبادي جاء كرئيس توافقي للإطاحة بالمالكي الذي استطاع ان يكون الشخصية رقم واحد في الانتخابات الأخيرة وما قبلها وحصلت كتلته على ما يقارب المائة مقعد فيما انحسر المجلس الأعلى وكاد ان يأفل لولا ان يسعفه في اللحظة الأخيرة المرجع بشير النجفي ! ومع ذلك لم يستطع المجلس من الحصول الا على 29 مقعد فيما خسر التيار الصدري بعض مقاعده التي كانت في الدورة السابقة 40 مقعد ,لا اريد الخوض بشيء تعرفونه جميعا من رفض الجميع للمالكي بسبب سياساته التي لا تتوافق مع شركاءه في الداخل والتي كان متشدد حيالها وابتلع السلطة كلها بهيئاتها المستقلة وغير المستقلة ولم يكن امام التيار الصدري والمجلس الأعلى الا ان يستغل الفرصة ليزيح المالكي والى الأبد فهذا الرجل لم يستحوذ على السلطة فقط بل استحوذ على الجمهور ايضا ولم يكن أمامهم الا القبول بأي مرشح من دولة القانون كونها الكتلة الأكبر داخل التحالف الوطني ,,ماذا يمكن ان نتوقع في الانتخابات القادمة هذا هو السؤال المهم ؟ العبادي على خلاف مع المالكي واللغة التي يتحدث بها لا يستطيع من خلالها ان يكسب عشرون مقعد في الانتخابات القادمة ولا أريد التفصيل في حقيقة تعرفونها جميعا وهي ( ان الشعب العراقي سنة وشيعة ينتخبون بطريقة طائفية منذ اول انتخابات جرت بعد التغيير الذي أطاح بالحكم الشمولي لحزب البعث المنحل والى الأبد ! ) ,
الحكيم والصدر انتهت علاقتهم بالعبادي يوم انزاح المالكي تماما وهم الان يسندونه بقدر تلبية طلباتهم وتنفيذ سياساتهم ,أعضاء دولة القانون الموجودون الان في البرلمان هم مجرد أرقام جاء بهم اسم المالكي وأوصلهم الى البرلمان وأكثر عضو فيهم لم يحصل على عشرة الاف صوت فكيف لهؤلاء لو اصطفوا جميعا مع العبادي في الانتخابات القادمة هل يستطيعون ان يتجاوزوا العشرة او العشرين مقعد ! هل سيعود العبادي نادما الى المالكي ام سيكون حاله حال علاوي والجعفري لان كل من اصبح رئيسا للوزراء أصبح فيما بعد رئيسا لقائمة لا يتجاوز أعضائها العشرة او العشرين مقعد في البرلمان كما هو اياد علاوي والجعفري ,جمهور دولة القانون اغلبهم الان مع العصائب وبدر اي العامري والخزعلي هل سيكون رئيس الوزراء القادم مشروط برضاهما وهل سيقبلان برئيس من المجلس او التيار الجواب لا طبعا بسبب التقاطع والفجوة الكبيرة بينهما فهل سيكون رئيس الوزراء القادم من خارج التحالف الوطني على ان يقبل به الجميع ! تمهيدا لإخراج رئاسة الوزراء من التحالف الوطني في المستقبل ! وهل ستنفك الشراكة الصورية بين تيارات التحالف الوطني بعد الشرخ الكبير الذي حصل فبعضها متهم في اتباع سليماني وبعضها متهم بالتواطؤ والانبطاح مع مصاصي الدماء !في النهاية سيكون الخاسر هو العبادي اما التيار والمجلس فلا يمكنهم المحافظة على جمهورهم وهم يقدمون رؤية تسامحية وتحاورية مع الآخر المملوء فمه دم فالجميع يعلم ان لغة الحوار مع الآخرين هي اللغة التي يجب ان تسود ولكن مشروطة بقبول وتجاوب الآخر اذ من غير المعقول ان تتقدم نحوهُ مترا ولا يتقدم هو شبرا , لذا سوف يتقدم هادي العامري وقيس الخزعلي في الانتخابات القادمة بمعية المالكي كونهما يمثلون محور المقاومة المدعوم من إيران وربما لم يكن أمام التيار والمجلس الا الإذعان لهذه الحقيقة او التحالف مع القوائم الأخرى من خارج التحالف الوطني ليكون رئيس الوزراء من المجلس تحديدا وبهذا سيكون محور المقاومة دولة داخل الدولة وربما تحصل حروب أهلية داخلية في المناطق الشيعية يصعب التكهن بنتائجها .
Mhd.maisan @yahoo.com