7 أبريل، 2024 9:26 م
Search
Close this search box.

طلاسم الساسة عالمياً لاتخلف عن طلاسم الفقهاء

Facebook
Twitter
LinkedIn

في احد البرامج التلفزيونية السويدية، حول اللغة، تطرق معد البرنامج الى سؤال حول اهمية اللغة، وما إذا كانت لها سلطة يمكن إستغلالها من قبل السياسي لجذب الناخب الى سلتهه الانتخابية. فذهب يستفسر من الناس حتى أكتفى بأجوبتهم، بين التاييد والنفي، ثم عاد ليلتقط جمل السياسيين ومن رؤساء الأحزاب، فوجدها عائمة تتمرجح بين المعنى في كل شيء ولاشيء.

في النقطة التالية من البرنامج ، فتاة محاورة تلتقي ب ـ يوران برسون ـ العلماني الأشتراكي ـ (رأس وزراء السويد السابق) وقد سبق أن التقطت له جملة لتُسمِعَها له ولنا، وقد قال فيها : من المفترض أنَّ هذه التكاليف الوقائية التي اجزناها، أن تُفهم على أنها تغيير جوهري لجمهرة كبيرة من الناس). وبعد أن سمعت كلامه قالت معقبة على جملته ألأخيرة ( تغيير جوهري؟) : انها جملة صغيرة يمكن ان تكون قيمتها بعين الناخب من ٣ كرونات الى ٥ مليارات كرونة، فكيف للناخبين أن يفهموا ماذا قصد بها (يوران برسون)؟
فقال لها مسألة فهم ما أقول والحكم على المعنى، يقع على عاتق الناخب ذاته . فقالت هذا يعني ان علينا كناخبين أن نحزر ماذا أراد السياسي بقوله؟
ولكن لماذا لايمكن للسياسي أن يكون اكثر وضوحاً؟
فرد عليها بان هذا يعود الى المهمة الملقاة على عاتقي، من أن أجعل احياناً الجُمل مفتوحة وقابلة للتأويل مدة اطول بقدر ما امكن ذلك، فقد أتعرض لوضع محرج أو ضغط كبير، فيًطلب مني أن أجيب، ولفن صياغة الردود، هناك 528 تكنيك تمنحك القدرة على خلق جواباً يُخال أنه واضح، ولكنه يسمح لك بالتملص إذا إقتضت الضرورة.

هنا تقف وتؤشر المُحاورة، على أن هناك مشكلة في لغة السياسيين بالنسبة للناخبين لأن اللغة سلطة، يستغلها السياسي ليقول فيها كل شيء ولاشيء في الوقت ذاته.
لذلك ليس من الغرابة أن يصاب الناخب بالذهول في موجات اللغة التعبيرية، وهي بالطبع لم تتعرف بعد على رائد التكنيك اللغوي العراقي ( الجعفري بالخصوص) حفظه الله.
ثم قابلت بعدها، رأس حزب آخر وهو ( لارش ليون بوري) فسألته: كيف لنا أن نشتري شيئا دون تصريح صادق يوثق محتوياته؟
فأجابها بإقناع:
هنالك دراسات أحصائية علمية لكل منطقة، ويعتمد على الراغب السياسي وفق رسالته التي ينوي أن يقدمها للمجتمع، أن يتخير مايناسبه لآنها كلها حقائق وليست أكاذيب. ومن هنا نفهم أن ضمير السياسي بالنسبة للناخب حي، فكلهم صادقون في منافستهم عليه. فيوران برسون يقول في المقابلة انا أقول الحقيقة للناخب، والحزب ألآخر يقول ثقوا بي، ولايكذب أحدهم الأخر لآنهم يعلمون أن الكل يستندون الى معطيات دراسية واقعية تهم المجمتع ككل وان لا أحد يخون ضميره.

السياسة الحقة تحيى بضمير الأنسانية وليس كما يطبل لها المثقفون اليوم، لأنها حصيلة ثقافة إنسانية إجتماعية، مرجعها الأعلى العقد الأنساني المتمثل بالمعايير الأخلاقية، والعقد الأجتماعي المقنن بدستور البلاد. يقيم العدل ويوزن الحقوق لكل فرد دون ادنى تمييز، ويحترم ولاينصاع لأية ضغوط من أية جهة.

عندما سأل الامام الصادق ع كما أذكر من أن احداً سأله ان كانت صلاته مقبولة ام لا؟ فأجابه : أرني إن كان في عملك خير أم لا؟ فما هو الخير والمعطيات الصادقة في وعود المتدين السياسي وغيره بشكل عام في عراق اليوم؟ ومايمكنك ان تحزره من كلامهم الذي لم يبنى على أية دراسة ولا حتى له علاقة بوزارة التخطيط، او حتى وزارة التخطيط تفهم ماهو دورها في السياسة.

لا توجد ثقافة ضميرية عراقية تعني بالأنسانية وتعلو بقدسيتها فوق كل إعتبار!
الثقافة الضميرية، تستطيع أن تقيم العدل والحرية والإنسانية، فما هودورالمثقفين مؤسساتياً تربوياً إصلاحياً، في هذا العراق العظيم؟ هل لادور لهم؟ هل لازالوا في كهوفهم احياءُ نائمون ينتظرون الصيحة ليفهمون، أن صوتهم، كصوت البط لاصدى له.
ختماً : المقارنة مع الأسف لاتصح لاننا نعلم أن لاوجود لحياة الضمير في النفوس السياسية الحاكمة، التي ديدنها الكذب والرقص على جراح الشعب.

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب