22 ديسمبر، 2024 2:41 م

طلابنا… والكورونا والأمن والتعلم !!!

طلابنا… والكورونا والأمن والتعلم !!!

” ان الواجب… هو كرامة… قبل أي شيء اخر !!!”
بسبب وباء الكورونا ومخاطر الارهاب… هل من الحق مؤقتًا تقييد حق الطلاب في الحرية والحصانة الشخصية؟ وتقييد الحق في خصوصية المراسلات والمحادثات الهاتفية والبريدية والبرقية وغيرها من الاتصالات السيبرانية الاجتماعية؟؟ والغاء الحق في حرية التنقل وحصر مكان الإقامة لمكافحة الوباء والإرهاب؟؟؟ ففي ظروف القرن الواحد والعشرين ساءت احوال العالم كثيرا ولاسيما بعدم الاستقرار في الحياة الاجتماعية والسياسية، والتي لا توفر بشكل كافٍ لا توازن الحالة الاجتماعية ولا الأمن الشخصي ولا الصحي لجيل الطلبة، فلذا نرى انه يستوجب ان نهدف للاهتمام الخاص في نظام التعليم وذلك لتطوير قدرة الطلاب على فهم وتحليل وادراك الحياة والمواد الفلسفية والأيديولوجية والاجتماعية والسياسية، ومنحهم القدرة على تحمل الوباء والتفاعل الاجتماعي والمهني مع مراعاة الثقافة العرقية والخلافات الطائفية، والقدرة على إظهار الاستقرار النفسي في الظروف الصعبة والمتطرفة، وتعلم إظهار المبادرة، وتحمل المسؤولية عن قراراتهم في إطار الكفاءة المهنية. وكي ندرك الاستقرار الصحي والنفسي للطلاب وتفاعلهم مع ظروف البيئة الاجتماعية المتغيرة فيجدر ان نعرف ان هناك ميل لتشكيل موقف غير آمن بشكل سلبي تجاه الواقع الاجتماعي المتجلي بأحكام الطلاب عند بعض من جوانب البيئة الاجتماعية وهي على الأرجح تسبب شعورًا بالخطر، وعجزًا عن الدفاع، في حين أن معظمها يسبب شعورًا بالعزل لهم، وتهدد بالصعوبات المالية في التعلم وتضاعف من انتشار المخدرات وجرائم العنف، والإيدز، وجرائم المرور، والجرائم ضد الممتلكات الخاصة، والشعور بعدم الأمان وتتسبب بمشاكل الإسكان، وتفاقم تأرجح الأزمة الاقتصادية في العالم. كما وإن إثارة الشعور بالظلم بين الطلاب بشكل خاص يعد من المؤشرات الحقيقية لتراجع الحياة الروحية والأخلاقية في المجتمع، كما نراه بتقييم الكرامة الإنسانية قياسا بالثروة المادية، والموقف غير المتكافئ المتبع تجاه الطلاب من مختلف الطبقات الاجتماعية، وعدم اكتراث الناس تجاه بعضهم البعض، وموقفهم السلبي تجاه كبار السن، وغياب الثقة في وسائل الإعلام كمصدر للمعلومات، وانعدام الثقة في المنظمات السياسية، ومن جراء ذلك تتضح فعليا الحاجة إلى الدعم الصحي والنفسي والتوجيه الحقيقي والمتواصل للطلاب في تصور أكثر ملاءمة لمعلومات وسائل الإعلام حول التهديدات الوبائية والاجتماعية وتحديد خصوصية الإدراك المعلوماتي والمعرفي من قبلهم لتحديد انتهاك حق الفرد في الأمن، والذي يتفاقم في العالم الحديث بسبب التهديدات والمظاهر الارهابية والوبائية والأيديولوجية.
هنا نؤكد ان التأثير الإعلامي الحديث هو سلبي اذ يدعم حالة عدم اليقين بشأن توقع التهديدات الاجتماعية والوبائية والأعمال الإرهابية، ويؤدي إلى زعزعة استقرار الأنشطة في الحياة اليومية، وانتهاك الثقة في النظام الأمني ​​للبلاد ومواطنيها وفي عدم تطابق الصورة الذاتية للواقع الاجتماعي المتغير، مما يؤدي كل ذلك الى تفاقم الشكوك حول الأمن الاجتماعي والمهني والشخصي في مفاهيم وافكار الطلاب المتأملين لمستقبلهم ضد التهديدات الاجتماعية والوبائية والإرهابية المتكررة. وفي سياق ما يشهده العالم من تغير صادم وانقلاب تام فتتعرض القناعات الأيديولوجية للسكان لأكبر التهديدات لا سيما مواقف الطلبة الغير ناضجة والناضجة مما يدفعهم إلى الاحتجاج على الاوضاع الحالية وغالبًا تجاه كل ما لا يتم إدراكه أيديولوجيًا او غير معقول سياسيًا، وفي مثل هذه الظروف من عدم اليقين والتوتر الإيديولوجي فإن دراسة عوامل انتهاك حق الفرد في الأمن بمواجهة التهديدات الوبائية والاجتماعية وحتى الإرهابية المتوقعة هي مشكلة ملحة للدعم النفسي والاجتماعي والسياسي للطلاب، ولدراسة عوامل انتهاك حق الفرد في الأمن في ظل التهديدات الاجتماعية والتهديدات الإرهابية المتوقعة فيجدر بنا ان نولي الاهتمام أولاً وقبل كل شيء للتعبير الواعي عن الحاجة الأساسية للطالب للأمن والحق في الأمن الصحي والاجتماعي والمادي والحق في الحماية الروحية والشخصية من الضغط السلبي على مظاهر الحرية والمعاملة بالمثل والتضامن والقدرة على المسؤولية والحكم الذاتي والاحترام المتبادل والثقة بين الطلبة بعضهم ببعض.
خطر التغيرات الاجتماعية السياسية والمخاوف على النفس والأحباء وزيادة الخوف يشمل تأثير المعلومات على الطلبة في وسائل الإعلام كزيادة الخوف من الوباء او الحروب او الجوع او الإرهاب واثارة المخاوف على أنفسهم وأحبائهم، ولذلك يستوجب مراعاة ومداراة وتابعة مختلف الحالات الطبية والعاطفية السلبية ومحاولة خلق أولوية الرفاه الصحي والمادي والحياة الجميلة وتفضيل الطرق الفعالة والمباشرة لحل المشاكل، كما ان توفير معلومات عن التغيرات الاجتماعية السياسية المحتملة في العالم ومعلومات كاملة وعالية الجودة عن عمليات إعادة التنظيم المحتملة في المجال الصحي والاجتماعي والسياسي ومحاولة انهاء تفاقم الظلم والفقر والتعصب القومي وغرس التفاؤل والثقة في المستقبل، ولذلك نجد ان الآثار السلبية لتأثير وسائل الإعلام تعكس على التحولات الاجتماعية المستمرة والأعمال الإرهابية على الطلاب، ولا يتم عرض الجوانب السلبية للمعلومات جنبًا إلى جنب مع التغيرات المحتملة في المجالات الحياتية الطلابية، واستنادًا إلى توقع تلك التغييرات في الظروف الصحية والاجتماعية والسياسية في العالم فيتم تكوين تصور لحالة التهديدات مع الآثار الإيديولوجية التي توفرها المعلومات في وسائل الإعلام وليس فقط الموقف المقابل للخبرة الوشيكة وتجربتها ولكن أيضًا فكرة شرعية النضال ضد مثل هذا المظاهر والتهديدات.
ومن خلال تحليل كل من المؤشرات التجريبية الأولية والعوامل المعممة على المكونات الرئيسة للمعلومات والمكون المعرفي للأمن النفسي الطلابي في مواجهة التهديدات، تكشف لنا خصوصيات تصور الطلاب للحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والصحية للبلاد، وتصور وخصائص المجتمع الاجتماعي ، وقبل ذلك التهديدات الوبائية والإرهابية الكاملة، والمعلومات التي تأتي بشكل رئيس من وسائل الإعلام لا تفضي إلى توقعات إيجابية وبالتالي تنتهك حق الطلبة، لذا نجد انه من الحاجة تطوير وتنفيذ برنامج خاص في الدعم الصحي والنفسي والفكري للطلاب بهدف العثور على موارد في الإمكانات الخفية لموقف إدراكي تقييمي للعالم ككل ولحالة حياة محددة، في قدرة الطالب على إدراك التهديدات الاجتماعية والتنظيم الذاتي وان الخبرات ببرامج الدعم النفسي في إعادة التوجيه الإيجابي لطريقة الحياة الذاتية، والإدراك الأكثر إيجابية للواقع الاجتماعي وفهم التهديدات الوبائية والإرهابية تساعد في ايجاد تبرير أيديولوجي لكل من الطلاب الذين لم يقرروا بعد والطلاب الذين قرروا مع التحول الإيديولوجي للتطلعات ذات القيمة الدلالية، ولتقليل عدم اليقين في إدراك وتقييم الاستعداد للتفاعل المستهدف مع مجتمع الطلاب في نظام التعليم، مما يساهم في تنمية الثقة في العلاقات الاجتماعية السياسية والأيديولوجية للوضع المتغير في العالم، وإدخال نهج قائم على الكفاءة في العملية التعليمية إلى جانب تشكيل الكفاءات الثقافية العامة والتي تعكس الاستعداد النفسي لدى الطلاب للاندماج في الفضاء التربوي، وتتبع تأثير جودة المعلومات التي يتلقاها الطلاب فيما يتعلق بالعمليات المبتكرة في التعليم، والتغلب على التناقضات العلمية وحتى التناقضات في العلاقات الذاتية والتغلب على الحواجز أمام التكيف بين الثقافات والمراحل والحدود ، والتأكيد على النشاط الفكري والاتصالي للطلاب للمشاركة في برامج الحراك الصحي والأكاديمي وتطوير الكفاءة الفكرية واللغوية والثقافات مما يساهم في مستوى أعلى للتطور والتقدم بالجوانب المجتمعية والإيديولوجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.